الوطن
يُعرّف الوطن على أنَّه الأرض التي وُلد فيها الإنسان، ونشأ بها، وترعرع في أرجائها، وتزوّج فيها، فهو يُمثّل الذكريات التي لا يُمكن نسيانها، حيث يحتضن الأحباب، والأصدقاء، والأهل، والآباء، والأجداد، ولذلك يقول الإمام الغزاليّ: (والبشر يألَفُون أرضَهم على ما بها، ولو كانت قفرًا مستوحَشًا، وحبُّ الوطن غريزةٌ متأصِّلة في النفوس، تجعل الإنسانَ يستريح إلى البقاء فيه، ويحنُّ إليه إذا غاب عنه، ويدافع عنه إذا هُوجِم، ويَغضب له إذا انتقص).
واجب المواطن تجاه وطنه
يجب أن يقوم كل مواطن بالالتزام بالواجبات المنوطة إليه تجاه الوطن، ومنها ما يأتي:
- تقوى الله، والتمسّك بالوطن من خلال الانتماء والإخلاص إليه.
- بذل الغالي والنفيس في سبيل حماية الوطن، والمحافظة على ممتلكاته، والتضحية من أجله.
- الوقوف في وجه أيّ محاولة تعبث بأمن الوطن، وتضرّ بمصلحته.
حب الوطن
يتجلّى حب الوطن في كونه فطرة مجبولٌ عليها كلّ إنسان، حيث تُعتبر هذه الفطرة نبض قلبه، ودمه الذي يجري، فالوطن هو مكان النشأة والولادة، ويُستمَدّ حبه من دروس الهجريّة النبويّة، حيث كان الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم يُحب وطنه (مكة الكرمة) كثيراً، حتّى أنَّه قال: (واللَّهِ إنِّي أعلمُ أنَّكِ خَيرُ أرضِ اللَّهِ وأحبُّها إلى اللَّهِ ولَولا أنَّ أهلَكِ أخرَجوني مِنكِ ما خرَجتُ)، ومن ناحية أخرى لا يعني حبّ الوطن التعصب لوطن دون آخر، أو لجنس دون جنس، أو تقسيم الأمة إلى أقسام مُتباغضة ومُتنافرة، فحب الوطن يعني الأخوّة، والتعاون، ونصرة جميع المسلمين في جميع أنحاء العالم.
إقرأ أيضا:مفهوم الأدبمن صور حب الوطن
تتعدّد صور حبّ الوطن، وتأخذ أشكالاً مختلفة، ومنها ما يأتي:
- احترام قوانين الوطن.
- حماية أرض الوطن، وسمائه، ومائه، وترابه، وجميع مرافقه.
- محبة الأهل والأخوة من أهل الوطن الواحد، فالمواطنون الآخرون هم شركاء في أرض الوطن، وهم الذين يؤنسون الإقامة في أرضه، وبالتالي هم جزء من الوطن.
- التضامن والتكافل بين أبناء الوطن الواحد.
- الشكر على نعمة الوطن، فهي من أعظم النعم التي تستوجب الشكر.
- خدمة الوطن من خلال الأعمال النافعة والصالحة، حيث يقول أحمد شوقي:
- وللأوطانِ في دمِ كلِّ حرٍّ
-
-
-
-
- يدٌ سلفَتْ ودَينٌ مُستحقُّ
-
-
-
- يشار إلى أنّه لا يجوز مساواة محبة الوطن لمحبة الله ورسوله، وذلك امتثالاً لقوله تعالى: (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ).