مكتشف كروية الأرض
كان الإغريق القدماء أول من عرفوا أن الأرض كانت مستديرة، وتشير التقديرات إلى أنّ فيثاغورس (Pythagoras) قد يكون أول من اقترح أن الأرض كانت مستديرة في حوالي 500 قبل الميلاد، وقد استندت فكرته على حقيقة أنّ القمر يجب أن يكون دائرياً، وذلك من خلال ملاحظته لخط الانتهاء (terminator)، وهو الخط الفاصل بين جزء القمر في الضوء، وجزء القمر في الظلام، أثناء تحركه خلال دورته المدارية، وأوضح فيثاغورس أنه إذا كان القمر مستديراً، فإنّ الأرض أيضاً يجب أن تكون مستديرة، وفي وقت لاحق ما بين 500 قبل الميلاد، و430 قبل الميلاد ، حدد فيلسوف يُدعى أناكساغوراس السبب الحقيقي وراء خسوف الشمس، وكسوف القمر، ثم استخدم شكل ظل الأرض على القمر أثناء كسوف القمر كدليل على كروية الأرض، وفي حوالي عام 350 قبل الميلاد، أعلن أرسطو أنّ الأرض كانت كروية، وذلك بناءً على الملاحظات التي قام بها حول الكواكب التي يمكن رؤيتها في السماء أثناء الابتعاد عن خط الاستواء، وقام أرسطرخس، وإراتوستينس، خلال المئة عام التي تلي ذلك، بقياس حجم الأرض.
أدلة على كروية الأرض
تم تنفيذ أحد أفضل الطرق الموثقة لتحديد كروية الأرض على يد الإغريق، فقد قاموا بذلك عن طريق مقارنة ظلال العصي في مواقع مختلفة، فلم يكن للعصا أي ظل عندما كانت الشمس عمودية عليها، وفي نفس الوقت في منطقة تبعد حوالي 804 كيلومتر إلى الشمال، كان للعصا هناك ظلاً، فإذا كانت الأرض مسطحة، فعندئذ يجب أن يكون لكلتا العصيين نفس الظل، أو لا يكون لهما ظل على الإطلاق، لأنه سيتم وضعهما في نفس الزاوية باتجاه الشمس، كما وجد الإغريق القدماء اختلافاً في الظلال، ويعود ذلك إلى كون الأرض كروية، وبالتالي كانت زوايا ظلال العصي مختلفة، ثم استخدموا الفرق في هذه الزوايا لحساب محيط الأرض، وتمكنوا من تحديد حوالي 10% من القيمة الحقيقية.
إقرأ أيضا:كم عدد الكواكبهناك دليل آخر على كروية الأرض، وهو الفرق بين السماء في الليل في نصفي الكرة الأرضية الشمالي عن الجنوبي، حيث يختلف المنظر كلياً، وذلك لأن الأرض تحت الشخص تشير إلى اتجاه مختلف، فلو كانت الأرض مسطحة، فإنّ المشهد ينبغي أن يكون نفسه، كما يمكن مراقبة الكواكب، التي تدور جميعها على مدار بضعة أيام، حيث تعطي صورة واضحة عن كروية هذه الكواكب، لذا إن احتمال أن تكون معظم الكواكب كروية والأرض مسطحة يبدو مستبعداً للغاية.
شكل الأرض
تبدو الأرض من الفضاء على شكل كرة زرقاء، تحيط بها دوامات بيضاء، ويوجد بها بعض الأجزاء التي تتخللها بألوان مختلفة، كالبني، والأخضر، والأصفر، والأبيض، فيشير الجزء الأزرق من الأرض إلى الماء، والذي يغطي معظم مساحة سطح الأرض، أما الدوامات البيضاء، فتشير إلى الغيوم، وتشير الأجزاء البنية، والخضراء، والصفراء إلى اليابسة، أما الأجزاء البيضاء فتدل على الجليد، والثلج.
إقرأ أيضا:لماذا لا يسقط القمر الصناعي