قصص دينية

من هم أهل الكهف

تتحدّث المصادر التّاريخيّة المنقولة عن أهل الكتاب عن خبر فتيةٍ كانوا في الزّمن الغابر في فترة ما بعد السّيد المسيح عليه السّلام وتحديدًا في عصر الحاكم الرّوماني ديقيانوس، حيث كان يضّطهد من يدين بالمسيحيّة ويدعو إلى عبادة الأوثان واتخاذ آلهة من دون الله، وقد رأى هؤلاء الفتية المؤمنون في منهج الحاكم الرّوماني خروجًا عن دين التّوحيد والهدى إلى ظلمات الشّرك والضّلال، وقد أصرّوا على الثّبات على الحقّ، وبعد أن فرض الحاكم الرّوماني قوانين صارمة تُجرّم مخالفة منهج الحاكم الضّال حيث الرّجم حتّى الموت لمن يثبت اتباعه دين يخالف دين الحاكم، عزم الفتية على الهجرة واعتزال ذلك المجتمع حتّى لا يكون فتنةً لهم في دينهم، وقد توجّهوا في مسيرهم نحو كهفٍ حول المدينة وقرّروا الاعتكاف فيه والاعتزال حتّى يقضي الله تعالى أمره ويظهر دينه.

وقد لبث الفتية في الكهف ثلاثمائة وتسع سنين وهم نائمون قد ضرب الله تعالى على آذانهم، وقد بيّن الله تعالى في كتابه أحوالهم العجبية وكيف كانوا يتقلّبون في كهفهم ذات اليمين وذات الشّمال، وكيف كانت الشّمس وبأمر الله تعالى تميل عن كهفهم لحكمة أرادها الله تعالى، وقد كانوا وهم نائمون أمثال الأحياء في تقلّبهم وتململهم في صورةٍ مرعبة للنّفوس .

وقد شاء الله تعالى أن يستيقظ أهل الكهف بعد تلك المدّة الطّويلة التي ناموا فيها، وعندما استيقظوا من سباتهم احتاروا في شأنهم وكم لبثوا في نومهم، وقد قرّروا أن يبعثوا أحداً منها لاستطلاع أمر القوم في المدينة التي خرجوا منها، وحتّى يُحضر لهم بعض الطّعام ليأكلوا منه، وعندما وصل من أرسلوه إلى المدينة وجد حال قومه ليس كسابق عهده، فقد انتهى عصر الاستبداد والقهر وأصبح النّاس في المدينة يؤمنون بدين الله تعالى، ففرح الفتية بما وصل إليه الحال في مدينتهم وكأنّما أراد الله تعالى أن لا يتوفّاهم حتّى يريهم نصره وتمكينه للمؤمنين، وقد توفّاهم الله تعالى بعد ذلك ليختلف القوم في شأنهم، فمنهم من أشار أن يبنوا بنيانًا فوق قبورهم ومنهم من أشار أن يبنوا مسجدًا، وخلصوا إلى قرار بناء مسجد على قبورهم.

إقرأ أيضا:الإمام علي السجاد عليه السلام

وفتية أهل الكهف اختُلف في عددهم، وقد رأى عبد الله بن عباس أنّهم سبعة وثامنهم كلبهم، كما أنّ هناك خلاف على مكانهم، والرّاجح أنّ مكانهم في منطقة الرّقيم جنوب العاصمة الأردنيّة عمان حيث دلّت شواهد وآثار على وجود كهفهم في تلك المنطقة تحديداً .

السابق
أين يقع الأخدود العظيم
التالي
قصة الصحابي ثعلبة