كليلة ودمنة
يعتبر كليلة ودمنة اسمين لعلمين من أبطال قصة كليلة ودمنة، وقد جاء ذكرهما في الباب الأول من الكتاب، حيث يقول ابن المقفع: “لقد كان فيمن مع الأسد من السباع ابنا آوى، ويقال لأحدهما كليلة، وللآخر دمنة، وكانا من أصحاب الدّهاء في الأدب والعلم”، وقد دارت بينهما نقاشات وحكايات، وذلك من أجل كسب ودّ وتعاطف الأسد في القصة، ويتضمّن كتاب كليلة ودمنة حكايات قصيرة على ألسنة الحيوانات والطيور، وتحمل هذه الحكايات العديد من الحكم والنصائح، قام بتأليفه بيدبا أحد فلاسفة الهند القدماء لأحد ملوك الهند وهو دبشليم، وكان يحمل الكتاب اسم (بنج تنتر) أو (الفصول الخمسة)، ثمّ نُقل الكتاب إلى اللغة الفارسية، ثمّ إلى العربية.
خصائص كليلة ودمنة
لكتاب كليلة ودمنة العديد من الخصائص، أبرزها:
- يعتمد الكتاب الأسلوب القصصيّ؛ حيث تُسلّم فيه القصّة إلى قصّة ثانية، وأحياناً ثالثة ورابعة؛ فكلّ قصّة تتبعها أخرى، وتُعرَض خلالها شخصيات مختلفة.
- غالبية شخصيات القصص في الكتاب هي من الحيوانات والطيور، وهي تستثير مخيّلة القارئ؛ حيث يبدأ بنسبة كلّ شخصية من الحيوانات إلى ما يشبهها من الإنسان؛ فالأسد مثلاً كان رمزاً للملك، والنمر للوزير، والثعلب للإنسان الماكر، والحمامة للشخص الطيّب.
- يستخدم الكتاب لغةً سهلة وبسيطة خالية من الملل؛ فهو يستخدم أسلوب الحوار إجمالاً، والفكاهة في بعض الأحيان.
- يعزّز الكتاب العديد من الفضائل، مثل: الوفاء، والكرم، والشجاعة، والعفّة وغيرها، وينبذ الرذائل بأنواعها.
- يعزّز بناء الثقافة الإسلامية، فعلى رغم من أنّه أجنبيّ الأصل، إلا أنّ ذلك يرجع إلى ترجمة ابن المقفّع التي أضفت على الكتاب الطابع الدينيّ؛ فقد أضاف ألفاظ الرضا بالقدر، وأحوال الدنيا والآخرة وغيرها.
ابن المقفّع
وُلِد ابن المقفّع عام 724م في فارس، وعاش في مدينة البصرة، ومات فيها، وقد اختلف في تحديد سنة ولادته ووفاته، وتذكر المصادر إلى أنّه قُتل في فتنة خروج عبد الله بن علي، وعلى يد ابن أخيه أبي جعفر المنصور، حيث تورّط ابن المقفّع في هذا الصراع، وذلك بسبب عمله كاتباً لدى أعمام المنصور، ورُويَت أحاديث مختلفة في حادثة قتله، ويُعتقَد أنّ حادثة قتله تعود إلى الفترة الواقعة ما بين 139هـ إلى 142هـ.
إقرأ أيضا:ما معنى اللئيمترجم ابن المقفع مؤلفات كثيرة، وحظيت ترجماته منزلة بالغة الأهمية، حيث نقل كتب الفرس المشتملة على ثقافاتهم، وأخلاقهم، وتراثهم، وسير ملوكهم، وقد تناسبت أعماله مع الخلافة العباسية آنذاك، فقد قام ابن المقفع بنقل التراث الفارسيّ المكتوب بالبهلوية (وهي لغة فارسية قبل الإسلام)، ضمن أربعة كتب، وهي: كتاب (خداينامه) وهو كتاب في سير ملوك الفرس، وكتاب (آئين نامه) في قوانين الفرس القدامى وكيفية قيادة الملوك للجيوش وفنون الحروب والآداب العامة، وكتاب (التاج في سيرة أنو شروان) في سيرة الملك كسرى أنو شروان وأخلاقه، وكتاب في تشريعات الفرس القدامى أطلق عليه اسم (نامه تنسر).
إقرأ أيضا:مقال عن الأم