كتاب كليلة ودمنة
كتاب كليلة ودمنة هو كتاب قديم يحتوي العديد من القصص، أبطالها من الحيوانات والطّيور، استخدَم المؤلِّف فيه الحيواناتِ والطّيورَ لتكون شخصيَّات رئيسيَّة، وهي في الحقيقة ترمز إلى شخصيَّات بشريَّة. في الكتاب خمسة عشر باباً رئيسيَّاً، ويتضمّن مواضيع عدّة، مثل: العلاقة بين الحاكم والمحكوم، والحِكَم والمواعظ. ولهذا الكتاب أهدافٌ أخلاقيَّة وإصلاحيَّة لشؤون المجتمع والسِّياسة، وهو كتاب يهدف إلى النّصح الأخلاقيّ، والإصلاح الاجتماعيّ، والتَّوجيه السِّياسيّ.
كليلة ودمنة شخصيّتان من الكتاب، وهما من صنف حيوان ابن آوى. من الشخصيَّات الأخرى فيه، الأسد الذي أخذ دور الملك، وخادمه شتربة الثّور. وتدور حكايات قصص هذا الكتاب جميعها في الغابة، وعلى ألسنة الحيوانات. من أشهر الحكايات في كتاب كليلة ودمنة: حكاية الحمامة المطوّقة، وحكاية البوم والغربان، وحكاية القرد والغيلم، وغيرها الكثير.
قصَّة تأليف كتاب كليلة ودمنة
ألَّف الفيلسوف الهنديُّ بيدبا كتاب كليلة ودمنة للملك دبشليم باللُّغة السّنسكريتيّة؛ وهي الهنديَّة القديمة، وأسماه بينج تنترا؛ أي الفصول الخمسة، وكلمة بيدبا تعني باللُّغة السّنسكريتيَّة الرَّجل الحكيم. ترجمه إلى الفارسيَّة القديمة (الفهلويَّة) الطَّبيب الفارسيّ بارذويه، الّذي أرسله كسرى فارس أنوشيروان إلى بلاد الهند؛ لترجمة الكتاب عندما علم بأمره
قد ورد في قصّة تأليف كتاب كليلة ودمنة أنَّ الإسكندر المقدونيّ غزا بلاد الهند، وعيّن أحد أتباعه حاكماً عليهم؛ ليواصل اجتياحه للبلاد الأخرى، إلّا أنَّ الشَّعب لم يَقبل بهذا الحاكم وثار عليه وخلعه، واختار الشَّعب دبشليم ليكون حاكماً عليهم. إلَّا أنّ دبشليم لم يحفظ عهد رعيَّته وأمانة المُلك، فتبدَّل من ملك عادل إلى ملك ظالم وطاغية؛ لذا نصحه بيدبا الفيلسوف، ممَّا أثار غضبه وحبسه بعدها، ولكنَّه ندم بعد ذلك على تصرفه وأطلق سراحه، وجعله مستشاراً ووزيراً له، وطلب منه أن يؤلِّف له كتاباً عن خلاصة الحِكمة بأسلوب مسلٍّ، فكتب له كتاب كليلة ودمنة.
إقرأ أيضا:طريقة قراءة الكتبعبد الله بن المقفَّع مُترجِم كيلة ودمنة
ترجم عبد الله بن المقفَّع كتابَ كليلة ودمنة إلى اللُّغة العربيَّة، بعد اطّلاعه على النُّسخة الفارسيَّة منه، وعدل بعض قصصه، وأضاف قصصاً أخرى إليه، وذلك في العصر العبّاسيّ في القرن الثّامن الميلاديّ. فُقدت النُّسخة الهنديَّة والفارسيَّة من الكتاب، ولم تبقَ منه إلَّا النُّسخة العربيَّة، الَّتي انتشر الكتاب منها بعد ذلك.
اسمه عبد الله بن المقفَّع الأصليّ هو رُوزْبه بن داذُويه، وهو فارسيُّ الأصل مجوسيُّ الدِّيانة، تَسمَّى بعبد الله بعد إسلامه، وقيل إنّ أباه سرق مبلغًا من المال من خزانة كان مُؤتمناً عليها أيَّام الحجَّاج بن يوسف، فعاقبه الحجَّاج بن يوسف بضربِه على يديه حتى تَقَفَّعَتَا، أي تشنَّجتا من شدَّة الضّرب؛ لذلك سُمِّي والده بالمقفَّع، وانتهت حياة ابن المقفَّع بالقتل على يد سفيان بن معاوية والي المنصور في البصرة.
إقرأ أيضا:اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف