بداية اكتشاف حركة الكواكب
جدول المحتويات
قدّم الفلاسفة اليونانيون القدماء العديد من النظريات الفلكية التي أصبحت فيما بعد أساساً للثورة العلمية التي وُجدت في الحضارة الغربية في القرن السادس عشر، إذ حاولت تلك النظريات تفسير حركة الكواكب في السماء، وكان من بينها بعض الأفكار التي اعتقدت بأنّ الكواكب تدور حول الشمس، إلّا أنّ النظرية التي كانت سائدة في تلك الفترة هي نظرية أرسطو التي رأى فيها بأنّ الأرض عبارة عن مركز الكون، وأنّ جميع الكواكب، بالإضافة إلى الشمس، وباقي النجوم الأخرى تدور حول هذا المركز، وقد استنتج أرسطو هذه النظرية من خلال المُشاهدات العينية، والوقائع الملموسة التي أثبتت أنّ الأرض ثابتة في مكانها.
بقيت نظرية أرسطو سائدة خلال القرن السادس عشر، حتى جاء البولندي نيكولاس كوبرنيكوس (بالإنجليزية: Nicolaus Copernicus) في عام 1515م، فقدّم اقتراحاً علمياً نصّ فيه بأنّ جميع الكواكب تدور حول الشُمس، بما فيها الأرض التي تُعدّ كوكباً كسائر كواكب المجموعة الشمسية، إلّا أنّ نيكولاس لم ينشر اقتراحه العلمي هذا حتى عام 1543م، وعندما نشره لاقت نظريته في تفسير حركة الكواكب القليل من المؤيّدين لها.
مكتشف حركة الكواكب
يُعدّ عالِم الفلك نيكولاوس كوبرنيكوس مُكتشف حركة كواكب المجموعة الشمسية، إذ قدّم للعالَم التفسير الصحيح لحركة جميع الكواكب، بما فيها حركة كوكب الأرض، وبيّن أنّ هذه الحركة تكون حول الشمس، وباتّجاه واحد بالنسبة لجميع الكواكب، ومن خلال هذا الطرح تبيّن خطأ فرضية الحركة الرجعية للأرض (بالإنجليزية: Retrograde motion)، والتي نشأت من خلال مراقبة حركة الكواكب الأخرى باتّجاه معاكس لحركة كوكب الأرض.
إقرأ أيضا:دوران القمر حول الأرضنظرية كوبرنيكوس في حركة الكواكب
عُرفت الأطروحة العلمية التي قدّم كوبرنيكوس من خلالها نظريته في تفسير حركة الكواكب باسم التعليق الصغير (بالإنجليزية: Commentariolus)، وذلك في الفترة المحصورة بين 1508-1514م، حيث وضّح كوبرنيكوس فيها كما ذكر سابقاً أنّ الشمس هي مركز الأجرام السماوية الموجودة في مجرّتنا، وأنّ جميع الكواكب تدور حولها، كما بيّن أنّ كوكب الأرض بالإضافة إلى دورانه السنويّ حول الشمس، فإنّه يدور أيضاً حول محوره مرة واحدة يومياً، وأنّ هناك تغيّر طفيف يحدث على اتّجاه محور دروانه، ممّا يؤدّي على المدى الطويل إلى إحداث ما يُعرف بظاهرة الاعتدال الشمسي (بالإنجليزية: equinoxes) التي تحدث مرّتين سنوياً، حيث تكون فيها الشمس عمودية على خط الاستواء الأرضي، وتتساوى فيها ساعات الليل والنهار.
أشار كوبرنيكوس إلى أنّ تلك المكوّنات التي شرحها في نظريته تُشكّل مُجتمعة ما يُعرف بالنظام الشمسيّ، كما أنّه لا بدّ من الإشارة إلى أنّ النظرية التي أوجدها كان لها أثر بارز في التأثير على العديد من العلماء اللاحقين في عصر الثورة العلمية، أمثال: نيوتن (بالإنجليزية: Newton)، وغاليليو (بالإنجليزية: Galileo)، وكيبلر (بالإنجليزية: Kepler)، وديكارت (بالإنجليزية: Descartes).
نبذة عن حياة كوبرنيكوس
ولد نيكولاس كوبرنيكوس عام 1473م لأب تاجر ثريّ، وأمّ من عائلة تجارية مشهورة، وقد كان نيكولاس أصغر أبنائهما الأربعة، وفي عام 1496م التحق بجامعة بولونيا (بالإنجليزية: University of Bologna) ليدرس فيها القانون، ثمّ انتقل بعد ذلك إلى جامعة بادوفا (بالإنجليزية: University of Padua) ليدرس الطبّ، إلّا أنّه لم يكمل دراسته في هذا المجال، فعاد ليكمل دراسته في مجال القانون، واستطاع نيل درجة الدكتوراه فيه من جامعة فيرارا (بالإنجليزية: University of Ferrara)، أما بالنسبة لعلم الفلك فقد درسه كوبرنيكوس من تلقاء نفسه، وشرح نظريته الجديدة عن علم الكون، وبعد مرور فترة طويلة على تقديم تلك الأطروحة تحديداً في عام 1539م طبع نيكولاس بمساعدة زميله في الدراسة عالِم الرياضيات جورج يواكيم ريتيكوس (بالإنجليزية: Georg Joachim Rheticus) أول مقدّمة لنظريته، إلّا أنّ طباعة كتاب كامل يحتوي على جميع أفكاره لم يكتمل حتى عام 1543م، أيّ قبل وفاته بفترة قصيرة.
إقرأ أيضا:معلومات عن كوكب زحل