يقول الشاعر:
بِقَدْرِ الْكَدِّ تُكْتَسَبُ المعَالِي
-
-
- ومَنْ طلب العُلا سَهرَ اللَّيالِي
-
ومن طلب العُلا من غير كَدٍّ
-
-
- أَضَاع العُمْرَ في طلب الْمُحَالِ
-
العمل هو شرط استقرار الإنسان، وأساس الإعمار والتقدّم، وهو وقود النجاح، ولذلك حثّ ديننا العظيم عليه إذ قال الله تعالى: (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)،فالعمل عبادة ونشاط، وهو دأب الأنبياء والصالحين، وصفة للناجحين، فإتقان العمل وإنجازه يظهر في قيمته النبيلة التي يقدمها الفرد لنفسه ومجتمعه، وليس بما يجنيه من مردود مادي يساعد على كفايته فقط.
إنّ للعمل أهمية عظيمة؛ فهو مصدر لثقة الإنسان وفخره بنفسه؛ بما ينجزه من أعمال، وأداة جيدة للتواصل الاجتماعي؛ فعن طريقه يبني الفرد شبكات من العلاقات الجديدة التي يحقق من خلالها التطور ويحصل على الدعم بكافة أنواعه، كما يساعد في تطوير الذات وبنائها، وفيه تُستثمر أوقات الفراغ بما هو مفيد وممتع؛ فيُصرف لفرد عن الأفعال السيئة، والتصرفات السلبية، كما تُصقل شخصية الفرد وتُعزز صحته النفسية، وقوته الجسدية، وينعكس عمل الفرد على مجتمعه بالإيجاب؛ فتنخفض البطالة فيه ويرتفع الإنتاج؛ وهو الأمر الذي يجعل المجتمع قوياً في اقتصاده خالياً من مشاكل الفقر والتشرّد، وجرائم السرقة وغيرها من آفات، ولا نغفل عمّا للعمل من دور كبير في توطيد آواصر التعاون والتكافل بين الأفراد.
إقرأ أيضا:تعبير عن أهمية العلم للفرد والمجتمعيقول نبينا الكريم: ( إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أنْ يُتقِنَهُ)، فإتقان العمل والإخلاص فيه، وتطوير الذات، وتقبُّل الآراء والحرص على تصويب الأخطاء، هي من أهم أسباب النجاح في العمل، لذا علينا أن نخلص في أداء اعمالنا وأن نسعى لتطوير خبراتنا لتحقيق الإبداع والتقدّم ونهضة المجتمع.