القراءة
يمكن تعريف القراءة بأنّها: عمليّة عقليّة دافعيّة انفعاليّة، تتضمّن الفَهم، والتفسير، والتعرُّف إلى الرموز المكتوبة، والمطبوعة، والرسوم التي يتلقّاها القارئ من خلال النظر، وفَهم المعاني الجديدة، والرَّبط بين هذه المعاني، والخبرة السابقة، والنقد، والاستنتاج، والتذوُّق، والحُكم، وحلّ المشكلات، بالإضافة إلى الاستنباط، والاختبار، والتذكُّر، والتنظيم، والابتكار، والمُوازنة، كما أنّ القراءة: نشاط فكريّ، وعقليّ، وبصريّ يُصاحبه تحريك في الشفاه، وإخراج للصوت في القراءة الجهريّة، وفي القراءة الصامتة يُصاحبه فقط تحريكٌ للشفاه دون إخراج الصوت؛ حيث إنّ الهدف منها هو فَهم الأفكار، والمعاني التي تحتويها الرموز، وبذلك تطوَّر مفهوم القراءة في عصرنا الحالي؛ فالقراءة لم تعد تُمثّل التعرُّف على الكلمات، والحروف، وتهجئتها، ونطقها بالشكل الصحيح فقط، بل هي أيضاً: نشاطٌ فكريٌّ مُتكامل، وعمليّة مُعقَّدة تشمل العديد من العمليّات العقليّة الراقية.
أهمّية القراءة
للقراءة العديد من الفوائد التي لا يمكن حصرُها بعدد مُعيَّن، وفيما يلي نذكر بعضاً من فوائد وأهمّية القراءة للإنسان:
- تنمية المهارات اللغويّة للقارئ، وتطوير ذوقه الخاصّ.
- تنمية المهارات، والقدرات العقليّة في التخيُّل، والتركيز، والمقدرة على التمييز بين الواقع، والخيال.
- توسيع دائرة المعارف، والمعلومات، وآفاق التفكير لدى القارئ، وإكسابه خبرات حقيقيّة.
- تحقيق درجة عالية من الدقّة، والضبط في الحصول على المعلومات، وكيفيّة الحُكم على الأشياء بواقعيّة.
- المساعدة بشكل كبير على معرفة الله تعالى، وكيفيّة أداء العبادات، والطاعات، ومعرفة السنّة النبويّة المُطهَّرة، والأحاديث النبويّة بصورة صحيحة.
- معرفة سيرة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وأسلوب حياته، والأخلاق التي اتّصف بها، والاقتداء بأخلاقه.
- تحقيق فضيلة طلب العِلم الشرعيّ، ومعرفة أحكام الدين، وأُسُسه، وإثراء النفس بالمعرفة، والعمل بما تحقَّق من معرفة.
- التمييز بين ما هو حلال، وما هو حرام، والمُباح، والمكروه، والواجب، والمُستحَبّ، بالإضافة إلى معرفة العبادات من زكاة، وصوم، وحَجّ، وصلاة، والعديد من الأحكام الأخرى.
- التعرُّف إلى أعداء الإسلام، من فئات ضالّة، ومعرفة ما يصنعونه من مكائد، والحذر منها، وتحذير الآخرين منهم.
- الدعوة إلى الله تعالى دعوة صحيحة دون جهل، أو خطأ.
- تحقيق الأجر العظيم، والثواب الكبير بقراءة ما هو نافع، كقراءة القرآن الكريم، والأحاديث النبويّة، والكُتُب الدينيّة التي تنهى عن الشرّ، وتدلّ على الخير.
- معرفة أحوال الحضارات، والأُمَم الماضية، والاستفادة من العِبَر، والعِظات التي حدثت معهم.
- اكتساب الإنسان للأخلاق الحسنة، والحميدة، والعالية، والسلوك السويّ، والقويم.
- تحقيق رفعة الإنسان في الحياة الدنيا، والآخرة؛ فهي سبب مُهمّ من أسباب العِلم، وكلّما زادت قراءة الإنسان لما ينفعه، فإنّ مدارك العلم لديه تزداد، ممّا يعني ازدهار عمله.
- تحقيق مبدأ عمارة الأرض، والوصول إلى العلوم التي تُؤدّي إلى ذلك.
- الوصول إلى حالة من الرفعة، والتقدير، وإكبار الناس للقارئ.
- تحقيق الراحة النفسيّة، وحلّ المشاكل، وعلاج الأفكار الضالّة، والعيوب الذهنيّة.
- إتقان الحِرف، والمِهن المختلفة.
- تعرُّف الطفل إلى المجالات التي يرغب والداه في تعليمه إيّاها.
- تحقيق التسلية، والاستمتاع، والترفيه للأطفال، وذلك من خلال قراءة القصص، والكُتُب الهادفة، والمُشوِّقة، والسهلة في الأسلوب؛ بحيث تُراعي عقل الطفل، وأسلوب تفكيره.
أنواع القراءة وأهمّية كلّ منها
تتعدَّد أنواع القراءة؛ وِفق الهدف منها، والأسلوب الذي تتمّ فيه، وكلّ نوع من هذه الأنواع هو أسلوب وطريقة، وفيما يلي نذكر هذه الأنواع، ومدى أهميّة كلٍّ منها:
إقرأ أيضا:من مؤلف كتاب فقه السنة- القراءة التصفُّحية (بالإنجليزيّة: Skimming Reading): وهي القراءة السريعة، والتصفُّح السريع، وذلك بتقليب الصفحات، والنظر إليها دون الاهتمام بالتفاصيل، والهدف من هذه القراءة هو الاستطلاع، والتهيئة لقراءة كتاب ما، وذلك بأخذ نظرة عامّة عن مضمون الكتاب، أو استكشافه؛ لمعرفة ما إذا كان الإنسان راغباً في شرائه، أم لا، أو لتحديد أولويّة الكتاب بالنسبة إليه، أو لاستكشاف النوع العام للمادّة القرائيّة في الكتاب، ومستواها، وطبيعتها، والوصول إلى المعنى العامّ لمقال، أو نصٍّ مُعيَّن.
- القراءة الالتقاطيّة (بالإنجليزيّة: Scanning Reading): وتُعرَف أيضاً بالقراءة التفحُّصية، أو الباحثة، أو المُتحرِّية: وهي القراءة السريعة؛ بهدف الوصول إلى إجابةٍ عن سؤال مُعيَّن، وعدم الالتفات إلى أيّ شيء سواه؛ ففي هذا النوع من القراءة لا تتمّ قراءة النصّ بأكمله، بل المرور بالنظر على السطور؛ بحثاً عن معلومة، أو محتوىً مُعيَّن، كالبحث عن رقم هاتف، أو عبارة مُعيَّنة، أو عنوان ما، وتتشابه القراءة الالتقاطيّة مع القراءة التصفُّحية في عاملي البحث، والسرعة، إلّا أنّ القارئ في النوع الأوّل يبحث عن فكرة عامّة عن الكتاب، أمّا في النوع الثاني، فالبحث يكون عن شيء مُحدَّد، ومُعيَّن.
- القراءة للدراسة (بالإنجليزيّة: Study Reading): وهي القراءة بهدف فَهم، واستيعاب جوانب المادّة القرائيّة، وتحقيق النجاح في التعليم، والدراسة؛ حيث تتمّ القراءة في هذا النوع بتأنٍّ، وتركيز، وهي بذلك تختلف عن القراءتَين: الالتقاطيّة، والتصفُّحية.
- القراءة الناقدة (بالإنجليزيّة: Critical Reading): وهي القراءة بعُمق، وتركيز، وتتطلَّب استخدام مهارات تفكير عُليا، وإعداد ذهنيّ، وجسميّ؛ بهدف تقويم المادّة المقروءة، وإبداء الرأي فيها، ويتطلَّب هذا النوع من القراءة تهيئة الجوّ المناسب لها، وذلك من خلال إجراء قراءة أوّلية؛ لفَهم النص، واستيعابه، وتحديد أهداف القراءة، والابتعاد عن المُلهيات، ومصادر الإزعاج، وشرود الذهن، كما تتطلَّب استيعاب المادّة، والإحاطة بها جيّداً، وتقسيم المادّة الطويلة إلى أجزاء؛ ليسهلَ فَهمها.
- القراءة الإبداعيّة (بالإنجليزيّة: Creative Reading): وتُعتبَر أرقى أنواع القراءة، وأكثرها إيجابيّة ونشاطاً؛ فهي تهدف إلى فَهم المقروء، وإبداء الرأي فيه، وتقديم مُنتَج جديد، ومُبتكَر، بناءً على ما تمّ فَهمه من المقروء، ويُعَدّ البحث العلميّ من مجالات تطبيق هذا النوع من القراءة؛ حيث يقرأ الباحث الموضوع الواحد من عدّة مراجع، وينظر إليه من عدّة زوايا؛ لاكتشاف كافّة الأحداث، والحقائق، والأمور التي تتضمّنها المادّة القرائيّة.