الوطن
قال مصطفى صادق الرافعي:
بلادي هواها في لساني وفي دمي
-
-
-
-
- يمجّدها قلبي ويدعو لها فمي
-
-
-
ولا خيرَ فيمن لا يحبُّ بلادَهُ
-
-
-
-
- ولا في حليفِ الحبّ إن لم يتيّم
-
-
-
الوطن هو ذلك المكان الدافئ الذي يفوق جمال شمسه وترابه ومائه جمالها في أي بقعة أخرى في العالم، وهو المكان الذي نتنفّس هواءه فتنتعش به أرواحنا، والوطن هو حضن آخر يشبه حضن الأم الذي يغمرنا ويشعرنا بالأمان كلما ضاقت بنا الحياة، في أوطاننا عشنا شقاوة الطفولة فبقيت في ذاكرتنا كأروع صور الذكريات، وفي الوطن سنكبر ونعيش أجمل أيام النضج والشباب على أرضه التي لا نبدّل ترابها بأغلى الأثمان.
حبّ الوطن فطرة في أعماقنا لا يدركها حقاً إلا من غاب عنه وأضناه الحنين، فعاد ليقبّل ترابه ويتنفس هواءه، وقد حثّ ديننا الكريم على حبّ الوطن والوفاء له فقال برواية عن ابن عباس يصف فيها حبّه لمكة المكرمة:(ما أَطْيَبَكِ من بلدٍ، وأَحَبَّكِ إليَّ، ولولا أن قومي أَخْرَجُونِي منكِ ما سَكَنْتُ غيرَكِ) [حديث حسن]، على الرغم من أنّ حب الوطن غير مرتبط بدين أو قانون، فهو حب مزروع في قلوبنا منذ الصغر، فكيف يفرّط الإنسان في أرضه، وفي وطنه يجد كرامته ورفعته كما لا يجدها في مكان آخر؟! إنّ هذا هو ما يدفعنا للتمسك به والوقوف لحمايته بكل ما نستطيع، والسعي إلى تطويره في كل المجالات العلمية والاقتصادية والاجتماعية منها كل منّا حسب نطاق علمه ومهنته، والمحافظة على نظافة أرضه ومائه، ونقاء بيئته وهوائه، ومشاركتنا بالحملات التطوعيّة التي تزيد من نمائه وجماله، فهنا نغرس شجرة وهناك ننظف حديقة وفي ذلك الشارع نساعد فقيراً، وفي مدارسه ومؤسساته نحترم الأنظمة والقوانين وشوراعه لأنّ تعاون أبناء الوطن يحقق رفعته ويجعله محمياً من المطامع، مُهاباً بين الأمم وهو الأمر الذي ينعكس على مهابة أبنائه أينما حلّوا، فتراهم مرفوعي الرؤوس شامخي النفوس، ملؤهم الفخر والاعتزاز بوطنهم.
إقرأ أيضا:كيف أكتب مقال ساخرإنّ الوطن كنز الإنسان الذي لن يعوضه شيئ إن فقده، فلنحرص عليه ولندافع عنه بكل ما أوتينا من قوة، ولنعمل جاهدين ليُحلّق علمه عالياً بين أعلام الأمم في كافة المحافل والمناسبات، ولنحمل حبّه في قلوبنا جيلاً بعد جيل.