قال الله تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)،
إنّ التلوث البيئي إخلال يطال الطبيعة التي خلقها الله عزّ وجل، وخطر كبير يؤذي ما فيها من مياه وهواء، وما يسكنها من كائنات، فالتلوث يحدث بفعل إدخال ملوثات مختلفة إلى النظام البيئي تؤدي إلى إرباكه وتخلُّ باتزانه، مما يؤثر على العناصر الحيويّة فيه ويغيّر منها، ويحدث التلوث بفعل نشاط الإنسان وتصرفاته السلبية، أو بفعل نشاط طبيعي؛ كالزلازل، والبراكين، والحرائق.
إنّ للتلوث البيئي العديد من الأنواع، ويعدُّ تلوث الأرض الذي يحدث باختلاط المواد الكيميائية في التربة أولها؛ ويكون ذلك بالإكثار من استعمال المبيدات والأسمدة الزراعية، أو التعدين، أمّا تلوث المياه الناجم عن دخول المواد الكميائية، أو الكائنات الحية الدقيقة إليها على النحو الذي يغيِّر من خصائصها وصفاتها؛ واختلاط مياه الصرف الصحي بالمياه الصالحة للشرب، أو وجود تسرُّب نفطي تسببه الناقلات، أو بسبب الاستخدام المفرط للأسمدة والمبيدات الزراعية فهو ثاني هذه الأنواع، أمّا ثالثها فهو تلوث الهواء الذي يسببه دخول عناصر كيميائية ضارّة تعكر صفوه وتخلّ بتركيبه، ويحدث هذا غالباً بفعل نشاط بشري كانتشار دخان المصانع وعوادم السيارات، ومحطات توليد الطاقة، أو بنشاط طبيعي كتصاعد أبخرة البراكين، والحرائق وغيرها، ويظهر التلوث الضوضائي نتيجة للأصوات المرتفعة التي قد تؤدي إلى حدوث أضرار صحية، كما يحدث التلوث الضوئي نتيجة استعمال الضوء الاصطناعي بطريقة جائرة، ويؤثر التلوث البيئي بشكل أساسي على المجتمع ونهضته، وتطوره واستقراره، حيث يصاب الإنسان بالأمراض السمّية وغيرها نتيجة التلوث، مما يؤثر على إنتاج الفرد ونشاطه الاقتصادي، وهو ما يؤثر سلباً على نماء المجتمع وتطوره، كما يؤدي التلوث إلى زيادة عدد الوفيات حيث تُظهر الأرقام وجود سبعة ملايين حالة وفاة ناجمة عن التلوث في كل سنة، كما يؤدي تلوث الماء إلى الإصابة بالعديد من الأمراض كالتيفوئيد والكوليرا وغيرهما.
إقرأ أيضا:أضرار غاز الهيليوم على الإنسانيظهر خطر التلوث البيئي واضحاً على الفرد والمجتمع، وإنّ ما ينبغي القيام به من أجل حماية البيئة والحد من تلوثها هو توفير الطاقة وترشيد استهلاكها، وتوفير المياه، والحفاظ على نظافة البيئة وخلوّها من النفاياتالتي يجب تدويرها لكي يُستفاد منها مرّة أخرى، كما يعد التقليل من استخدام وسائل النقل من أهم ما يمكن القيام به للحفاظ على البيئة؛ باعتماد المشي وركوب الدراجة بدلاً من وسائل النقل التي تتسبب بزيادة التلوث البيئي.
إقرأ أيضا:أضرار التدخين على البيئة