أنعم الله على الإنسان بنعمٍ ظاهرة وباطنة، وهي نعمٌ كثيرة لا تُعدّ ولا تُحصى، ولو بدأ الإنسان بعدّ هذه النعم، فسيبدأ بنفسه، إذ إنَّ أكبر نعمةٍ أنعمها الله عليه هي خلقه في أحسن تقويم وأجمل صورة، كما جعل هيئته مستقيمة، وميّزه عن جميع المخلوقات بالعقل، وسخّر له جميع المخلوقات من حيوانات ونباتات وجمادات ليستفيد منها ويستخدمها لمصلحته، ووفّر له جميع سُبل الحياة الكريمة، كما أرسل إليه الأنبياء والرسل ليدلّوه على عبادة الله تعالى والتخلص من ظلمة الكفر والعبودية لغيره سبحانه، ويُرشدوه إلى الخير وطريقة استغلال النعم بالشكل الأمثل.
من نعم الله على الإنسان أيضًا أنّه هيَّأ له جميع ظروف الحياة الجميلة، وجعله حرًا في تصرفه، بشرط أن يكون تصرفه ضمن ضوابط الشريعة، ومن واجب الإنسان أن يشكر الله على النعم التي أنعمها عليه، وعليه أن يتفكر في مخلوقات الله ليستطيع أن يُدرك كل هذه النعم، فبعض النعم باطنة لا يُدركها عقل الإنسان إلا إذا تفكّر بها واكتشفها، وكلما كان تقدير الإنسان لهذه النعم أكبر، كلما غمرت السعادة قلبه بشكلٍ أكبر، وكلّما كان شعوره بالرضى أكبر، خصوصًا أنَّ النعم التي يراها الإنسان في الدنيا ما هي إلا جزء بسيط جدًا من النعم الكثيرة التي سيراها المؤمنون في الآخرة، وكلما زاد الشكر زادت هذه النعم، فالله تعالى يقول في محكم التنزيل: (لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) [سورة إبراهيم: 7].
إقرأ أيضا:أنواع الكتابة العربيةيجهل الكثير من الناس أهمية النعم التي لديهم، ولا يُحسنون استغلالها ولا يشكرون الله عليها، لكنهم لا يعرفون قيمتها إلا إذا فقدوها، ومن بين هذه النعم نعمة البصر والسمع والصحة التامة والجسد القوي، ولو مرّ الإنسان بمرضٍ ما يسلبه هذه النعم، فيعرف وقتها حجم الصعوبة التي يواجهها في حياته، لذلك فإنَّ الشكر على النعم يعني دوامها، ويجب أن يكون الشكر لله تعالى والثناء عليه في كل وقت لأنَّ جزاء الإحسان بالإحسان.
إقرأ أيضا:خصائص الشعر المهجري