يقول أمير الشعراء أحمد شوقي:
النيلُ العذب هو الكوثر
-
-
-
-
- والجنة شاطئه الأخضر
-
-
-
ريّان الصفحة والمنظر
-
-
-
-
- ما أبهى الخلد وما أنظر
-
-
-
لقد سحرت مياه نهر النيل بعذوبتها أفئدة الشعراء والكتاب، فكتبوا فيه أجمل أقوالهم، ونظموا لأجله أشعاراً أضحت أنغاماً يرددها الصيّادون في مراكبهم السارية فيه؛ لتكون أنيسة رحلاتهم الطويلة، فالنيل نهر يُبهر العيون بجماله، ويريح القلوب بهدوئه واستقراره، وهو مسكن الروح للعليل والمكلوم، ومقصد الأحبّة والشاهد على حكاياتهم؛ وهو النهر الذي اعتاد زواره أن يظهر لهم في أجمل ثوب وأبهى حلة.
كان النيل نقطة جذبٍ للعديد من الحضارات والدول على مر الأزمنة والعصور التي ازدهرت ونمت على ضفافه، فبُنيت السدود، وازدهرت الزراعة، وتزاحمت المصانع، وفُتحت للتجارة آفاقاً واسعةً بين تلك الدول ونظيراتها، وليس ذلك فحسب بل كان لهذا النهر دور كبير في استقطاب السياح وجذبهم؛ ليلتقطوا أجمل الصور، ويزوروا أطول نهر في العالم تشاركته عّدة دول أفريقيّة، ويستمتعوا بشتى مظاهر الحياة النّهرية فيه على تنوّعها.
إقرأ أيضا:كيفية كتابة CVيسيء الإنسان إلى الطبيعة بنشاطاته المختلفة، وقد طالت هذه الإساءات نهر النيل، فهذه النفايات التي تصرّفها المصانع على ضفافه دون مسؤولية تعكّر صفو مائه، أمّا مخلفات المزارع التي يلقيها المزارعون بعد تلفها فتفسد جماله، فضلاً عن إلقاء المبيدات الحشرية والمواد الكميائية التي تؤذي ما فيه من مظاهر حياة متنوعة، والعاقل منّا يجد أنّه من الواجب علينا أن نردّ جميل هذا النهر المعطاء بالحفاظ على مائه من التلوّث، ونشر الحملات التوعوية ضد تلويثه، والإشراف على طرق تصريف مياه الصرف الصحّي ومخلفات المصانع من قبل الدولة، بالإضافة إلى التحذير من الأمراض والآفات التي يمكن أن يتسبب بها تلوّث هذا النهر في وسائل الإعلام كافة، لا سيما أنّه مصدر ريّ كثير من المزروعات، ومصدر شربٍ للكثير من التجمعات السكنية، بالإضافة إلى غرس قيمة حب هذا الإرث الحضاري في الطلاب عبر مناهجهم الدراسية، وحثّهم على المحافظة عليه.
إقرأ أيضا:كيف أكتب مدونةإنّ نهر النيل شريان حياة الدول التي يمرُّ بها، وعامل من عوامل نهضتها وتطورها، فهذا المؤرخ هيرودوت يقول: (مصر هبة النيل) وهي من الكلمات الخالدة على ألسنة المصريين إلى يومنا هذا، وإدراكنا لأهمية هذا النّهر يوجب علينا حمايته والمحافظة على مياهه من التلوث.