اللغة العربية هي الفكر الناطق بأروع الحروف والكلمات، وهي لغة السحر والبيان التي خصّ الله -سبحانه وتعالى- القرآن الكريم فيها، إذ يقول عزّ من قائل في محكم التنزيل: “إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ” سورة يوسف:2، فالمعجزة الكبرى لخاتم الأنبياء والمرسلين اقترنت باللغة العربية، فأصبحت بهذا ذات قيمة جوهرية في حياة أمة دينية كاملة، ومن خلالها يتصل المؤمن بالله تعالى بقراءة كتابه الكريم، عوضًا عن أنها لغة أهل الجنة أيضًا.
تملك اللغة العربية ترسانةً ثقافيةً منيعة، فهي اللغة التي لجأت إليها الكثير من الشعوب بعد انتشار الإسلام، إذ إنَّ شعوبًا عديدة تركت لغاتها ولجأت إلى لغة القرآن الكريم، كما أنَّها اللغة الوحيدة التي تتفرد بالبلاغة وفنون البيان والبديع والسجع وسحر المعاني والمترادفات، وقد ظلّت لقرونٍ عدة اللغة الحضارية الأهم في العالم، وعلى الرغم من أنها من أقدم اللغات إلا أنها تتمتع بتراكيب وألفاظ متجددة في كل يوم، كما أنها لغة ذات رسالة إنسانية عظيمة، لأنها قادرة على أن تحتوي جميع العلوم ضمن مفرداتها بما فيها علوم المنطق والفلسفة والسياسة والتجارة والعلوم الطبية، بالإضافة إلى الفن والأدب والتصوف، لهذا هي لغة كاملة، بدأت كذلك وبقيت كذلك إلى اليوم، كما أنها لغة قادرة على التكيف وفق ما يقتضيه العصر من مفرداتٍ جديدة، لما تتصف فيه من مرونة كبيرة، وفي هذا يقول الفرنسي إرنست رينان: “اللغة العربية بدأت فجأة على غاية الكمال، وهذا أغرب ما وقع في تاريخ البشر، فليس لها طفولة ولا شيخوخة”، كما يقول عنها الألماني فريتاغ: “اللغة العربية أغنى لغات العالم”.
إقرأ أيضا:كيف أكتب مقالاً نقدياًتملك اللغة العربية خصائص زادت من أهميتها، منها خصائص صوتية تجعلها تملك أوسع مدرجٍ صوتي معروف بين جميع اللغات، كما أنها لغة ثابتة لم تُغير اللهجات المختلفة في جزالة ألفاظها، مما زاد في الهيبة التي تفرضها هذه اللغة على نفسها، كما أنها لغة مؤثرة أثرت في لغاتٍ عدَّة مثل: التركية والفارسية والإسبانية والأوردية وغيرها، وهذا إنما يدلّ على عظمة هذه اللغة وعمق تأثيرها، مما يُلزم أبناءها بالدرجة الأولى أن يكونوا أوفياء للغتهم التي تُعدّ أجمل اللغات وأعظمها.
إقرأ أيضا:كيفية كتابة مقال افتتاحي