تعريف تلوّث البيئة
جدول المحتويات
يُمكن تعريف تلوّث البيئة بأنّه إدخال الملوّثات إلى بيئة طبيعية، ممّا يجعلها غير آمنة وغير صالحة للاستخدام والعيش، إذ إنّ هذه المواد المدخلة تؤثّر بشكل سلبي على البيئة والكائنات الحيّة التي تعيش فيها، وقد تكون البيئة الأرض، أو الهواء، أو الماء، أو غيرها، ولا تقتصر الملوّثات على المُلوّثات المادّية فحسب، بل يمكن أن تتسبّب بعض الأشياء غير الملموسة بالتلوّث أيضاً، كالضوء، أو الصوت، أو درجات الحرارة، وذلك عند إدخالها إلى بيئة مُعيّنة بشكل مصطنع، وعند الحديث عن تلوّث البيئة فإنّ هذا المفهوم يشمل خمسة أنواع رئيسة، هي: تلوّث التربة، وتلوّث الماء، وتلوّث الهواء، والتلوّث الضوئي، والتلوّث الضوضائي، وتشير بعض الإحصائيات إلى أنّ ما يزيد عن مئتيّ مليون شخص حول العالم يتعرّضون لخطر التلوّث.
أنواع التلوّث البيئي
تلوّث الماء
يتمثّل تلوّث المياه بإلحاق الضرر بها، ممّا يؤثّر سلباً على جودتها، ويشكّل خطراً على سلامة الإنسان والبيئة، ويحدث هذا النوع من التلوّث عندما تتلوّث المسطّحات المائية المُختلفة كالمحيطات، أو البحيرات، أو الأنهار، أو المياه الجوفية بأنواع الملوّثات، سواء كانت هذه الملوّثات كائنات دقيقة كالبكتيريا، أو مواد كيميائية، ولتلوّث الماء العديد من الأنواع المُختلفة التي تُصنّف تبعاً لنوع المصدر المائي الذي يتمّ تلويثه، وفيما يلي بعض التدابير التي تساعد في الحدّ من تلوّث الماء:
إقرأ أيضا:آثار تلوث التربة- التقليل من الكميات المستخدمة من المبيدات الحشرية والأسمدة الكيماوية.
- الاحتفاظ بالمواد الكيميائية ومواد التنظيف في أوعية محكمة الإغلاق منعاً لتلوّث مصادر المياه.
- عدم طرح النفايات في الأنهار ومصادر المياه الأخرى.
- فحص السيارة بشكل دوريّ للتأكّد من عدم وجود تسريبات تؤدّي إلى تلوّث المياه، وإصلاح ذلك في حال وجوده.
تلوّث الهواء
هو التلوّث الذي يحدث نتيجة وجود مواد وجسيمات كيميائية في الهواء، وقد تكون هذه المُلوّثات على شكل غازات، أو جزيئات صلبة، أو قطرات سائلة، ممّا ينتج عنه إلحاق الضرر بالكائنات الحيّة الموجودة في النظام البيئي، إذ يتسبّب تلوّث الهواء بالعديد من المشاكل الصحية التي تؤثّر على الإنسان، بالإضافة إلى المشاكل البيئية كظاهرة الاحتباس الحراري، وينتُج من خلال عدّة مصادر وأسباب قد تكون اصطناعية بفعل البشر كتلك الانبعاثات الناجمة عن المصانع، والسيارات، والطائرات، أو طبيعية كالرماد الناتج من البراكين، أو الدخان المُتصاعد من حرائق الغابات، ومن التدابير الواجب اتّباعها للحدّ من تلوّث الهواء ما يأتي:
- استخدام وسائل النقل العام للحدّ من التلوّث الذي قد تسببه كثرة السيارات.
- الاقتصاد في استخدام الطاقة في المنزل ومختلف المؤسّسات.
- استخدام أنواع الطلاء ومواد التنظيف الآمنة بيئياً قدر الإمكان.
تلوّث التربة
يُمكن تعريف تلوّث التربة بأنّه دخول المواد الضارّة إلى التربة، ممّا ينعكس سلباً على جودتها وصحة الكائنات الحية التي تعيش عليها، وقد يحدث تلوّث التربة نتيجة للعديد من الأسباب المُختلفة، كإزالة الغابات، أو امتصاص التربة للماء المُلوّث، أو وصول بعض المواد الكيميائية الزراعية إليها، أو حتى بفعل بعض ملوّثات الهواء التي تستقرّ على الأرض كالغبار المُلوّث، ويؤدّي التلوّث الحاصل في التربة إلى العديد من النتائج المُختلفة كإفقادها خصوبتها، وحدوث تغييرات في المُناخ، فضلاً عن آثاره السلبية على صحة الإنسان، وتوجد العديد من الممارسات التي يُمكن أن تُساهم في الحدّ من تلوّث التربة، ومنها ما يأتي:
إقرأ أيضا:أدوات ترشيد استهلاك الماء- الحرص على إعادة زراعة الغابات للحدّ من تآكل التربة.
- الحدّ من ظاهرة الرعي الجائر.
- إدخال بعض الكائنات الدقيقة إلى التربة المُلوّثة بهدف تحليل وتكسير الملوّثات، وبالتالي مساعدة التربة على استعادة توازنها.
- اعتماد المنتجات التي تكون قابلة للتحلّل، مثل استخدام الكرتون في التغليف، حتى تتحلّل بالتربة بسهولة عند التخلّص منها.
- تقليل استخدام المبيدات الحشرية والأسمدة.
التلوّث الضوضائي
هو التلوّث الناتج عن وصول الأصوات المُختلفة إلى مستويات ضارّة، وقد تكون هذه الأصوات ناتجة عن مصادر ميكانيكية كالسيارات، أو الطائرات، أو غيرها من الآلات، أو قد تكون صادرة بفعل الإنسان نفسه مثل الموسيقى الصاخبة، ويُمكن أن يتسبّب هذا النوع من التلوّث بالعديد من المشاكل على المستوى الصحي للإنسان، فعلى الأمد البعيد قد يتسبّب التعرّض للضوضاء إلى الإصابة بطنين مُستمرّ في الأذن، وقد يؤدّي إلى فقدان السمع بشكل جزئيّ أو كليّ، كما يسبّب التعرّض إلى كمية كبيرة من الضوضاء مرّة واحدة إلى تمزّق طبلة الأُذن أحياناً، وينتج هذا النوع من التلوّث مشاكل صحية أُخرى مثل الصداع، وارتفاع في ضغط الدم، وغيرها، ويُمكن الحدّ من التلوّث الضوضائي عبر اتّباع بعض الأمور، ومنها ما يأتي:
- محاولة التقليل من مقدار تعرّض المرء للضوضاء، وذلك من خلال وضع العوازل والحواجز التي تُقلّل من دخول الضوضاء للمنزل، مثل وضع نوافذ بطبقات زجاج مزدوجة.
- استبدال أصوات الضوضاء التي تسبّب الإجهاد بأصوات أُخرى ذات تأثير إيجابي على الشخص، ويُمكن تحقيق ذلك من خلال استخدام بعض الأجهزة لإصدار أصوات صحية تقلّل من حدّة الأصوات الضوضائية.
- ممارسة تمارين التنفّس والتأمّل للتخلّص من الإجهاد الذي يُسبّبه التلوّث الضوضائي.
إقرأ أيضا:حلول لمشكلة تلوث الهواء
التلوّث الضوئي
يُعرّف التلوّث الضوئي الذي تعاني منه البيئة بذلك الضوء المُفرط الناتج عن المصادر الاصطناعية، ويؤدّي ارتفاع نسبة هذا النوع من التلوّث إلى العديد من التأثيرات السلبية منها: حجب ضوء النجوم في السماء ليلاً، وتعطيل عمل النظم البيئية التي تشمل الحياة البريّة الليلية بما فيها من نباتات وحيوانات، وهدر الطاقة، بالإضافة إلى آثاره الصحيّة الضارّة على الإنسان، وتعارضه مع الدراسات والبحوث الفلكيّة، ويقسم التلوّث الضوئي إلى ثلاثة أنواع رئيسية، هي:
- توهّج السماء: (skyglow)، يشير هذا المصطلح إلى الوهج الذي يمكن رؤيته من أماكن بعيدة في السماء، لا سيما في الأماكن المأهولة بالسكّان.
- الوهج: (glare)، ينتج عن الإضاءة غير المحمية، ويؤدّي إلى إلحاق الضرر بصحة الإنسان لا سيما كبار السن، فهو يسبّب حالة من التباين في الرؤية.
- التعدّي الضوئي: (light trespass)، يقصد بهذا المصطلح دخول الإضاءة غير المرغوب فيها عبر النوافذ مثلاً إلى المباني، ممّا يسبّب إزعاجاً للأفراد، مثل اضطربات في النوم.
أنواع ملوّثات البيئة
يساهم اكتظاظ السكّان وما ينتج عنه من نشاطات بشرية عديدة، مثل: الزراعة، والصناعة، وإزالة الغابات في إنتاج كميات كبيرة من الملوّثات التي تتعدّد مصادرها بين المصادر الطبيعيّة كالكبريت، والنيتروجين، وغيرهما، والأنشطة البشرية وما ينتج عنها من جسيمات ضارّة كالجسيمات الناتجة عن تكسير الحجر مثلاً، ويمكن تصنيف الملوّثات البيئية إلى فئتين رئيسييتين، هما:
- الملوّثات القابلة للتحلّل: يُحلّل هذا النوع من الملوّثات بفعل الكائنات الدقيقة، ومن الأمثلة عليها: النفايات المنزلية، والورق، والخشب، وما إلى ذلك.
- الملوّثات غير القابلة للتحلّل: هي المواد الكيميائية التي لا يمكن تحليلها إلى مواد أقلّ تعقيداً وضرراً، ومن الأمثلة عليها: المبيدات الحشريّة، والبلاستيك، وغيرهما.
آثار تلوّث البيئة
يتسبب التلوُّث بالعديد من الآثار السلبيّة والأضرار على النظام البيئيّ ومكوّناته، ومن هذه الآثار ما يأتي:
- التأثير على الإنسان: يتسبّب التلوّث للإنسان بالكثير من المشاكل الصحيّة لا سيما تلك المتعلّقة بالجهاز التنفسي، كالربو، والحساسيّة، كما يتسبّب في تهيُّج العيون، بالإضافة إلى بعض المشاكل العصبية التي يمكن أن تظهر على المدى البعيد.
- التأثير على النباتات: تؤثّر الأمطار الحمضية الناتجة عن التلوّث على الغطاء النباتي، كما يمنع تشكّل الأوزون في الطبقات السفلية للغلاف الجويّ من تنفّس النباتات بالشكل السليم، بالإضافة إلى إمكانية امتصاص النباتات والأشجار للملوّثات الضارّة الموجودة في الماء أو التربة.
- التأثير على الحيوانات: يؤثّر التلوّث على البيئات التي تعيش فيها الحيوانات سلباً، فمثلاً تسبّب الأمطار الحمضية تغيير في خصائص مياه الأنهار والبحار ممّا يجعلها سامّة للأسماك، كما يؤدّي وجود النيتروجين والفوسفات في المياه إلى نموّ الطحالب الضارّة فيمنع أشكال الحياة الطبيعية الأخرى، ويسبّب تشكّل الأوزون في الطبقات السفلية للغلاف الجويّ مشاكل في تنفّس الحيوانات.