قص المعدة
تُعتبر قصّ المعدة عملية جراحية لإنقاص الوزن عبر خفض استهلاك الطعام، وعادة ما يتم تنفيذها للذين يزيد مؤشر كتلة الجسم لديهم عن 40، وبعد محاولة إنقاص الوزن عبر تحسين النظام الغذائي، وممارسة الرياضة للمساعدة على إنقاص الوزن الزائد، وتقليل مخاطر المشاكل الصحية المتعلقة فيه التي قد تُهدد الحياة، وتُجرى هذه العملية من خلال استخدام منظار البطن، وإدخال معدات عبر شقوق صغيرة متعددة في الجزء العلوي من البطن، وتُزال خلال عملية الاستئصال حوالي 75% إلى 80٪ من المعدة، مما يجعلها بحجم الأنبوب، ومثل شكل الموز، مما يحدّ من كمية الطعام المُستهلكة، وبالإضافة إلى ذلك فإنّه يُصاحب هذه العملية الجراحية تغييرات هرمونية تُُساعد على فقدان الوزن، وتخفيف الحالات الصحية المرتبطة بزيادة الوزن، مثل: ارتفاع ضغط الدم، أو أمراض القلب والأوعية الدموية.
نظام غذائي بعد عملية قص المعدة
يُوصى اتباع حمية غذائية صارمة بمجرد الانتهاء من الخضوع للعملية الجراحية في المعدة، إذ إنّ بعض الأطعمة قد تسبب اختلال الالتئام، كما تؤدي إلى تسربها، ويتألف النظام الغذائي لمرحلة ما بعد العملية من أربعة مراحل، وهي موضحة في الآتي:
- الأسبوع الأول: الذي تمتد مدته من أول يوم بعد الجراحة إلى سبعة أيام، ويتم استهلاك السوائل الصافية فيها فقط بمعدل يتراوح بين 29.57 مليليتراً إلى 59.14 لكل ساعة، ويُحدد أخصائي التغذية المدة التي سيستغرقها المريض في هذه المرحلة، بالإضافة إلى إرشادات غذائية حول استهلاك أيٍّ من السوائل الصافية، وفي الآتي ذكرها:
- الماء.
- الحليب منزوع الدسم.
- المرق الخالي من الدهون.
- الجيلاتين الخالي من السكر.
- الأسبوع الثاني والثالث: وتمتد هذه المرحلة 14 يوماً ويُوصى فيها استهلاك 60-70 غراماً من مصادر البروتين على شكل مهروس بالماء أو الحليب الخالي من الدسم أو المرقات الخالية من الدهون، أو مخفوق، بالإضافة إلى شرب قرابة الـ 8 أكواب من السوائل الصافية، وتستمر هذه المرحلة عادة لمدة أسبوع، وقد تصل في بعض الأحيان أسبوعين، ونظرًا لصغر حجم المعدة لدى المريض فيُنصح بتناول وجبات صغيرة الحجم على مدار اليوم، كما يُوصى الابتعاد عن الكافيين، والمشروبات الغازية، وتجنّب السكريات المكررة، والكربوهيدرات البسيطة، كما يُوصى عدم شرب أي سوائل صافية قبل 30 دقيقةً من الوجبة، و60 دقيقة بعدها، وفيما يأتي قائمة بمصادر البروتين التي يَسمح بها عادة اختصاصي التغذية أو الجراح:
- السمك، واللحم المهروس.
- بياض البيض.
- الجبنة الطرية خالية الدسم.
- جبن القريش خالي الدسم.
- الأسبوع الرابع والخامس: إذ إنّ هذه المرحلة تمتاز ببدء إضافة الأطعمة الخفيفة (بالإنجليزية: Soft foods) تدريجياً، وتستمر هذه المرحلة عادة حوالي أسبوع إلى أسبوعين، ويشمل هذا الجزء من النظام الغذائي اللحوم الطرية، والخضراوات المطهوّة، ويُُنصح باستهلاك 60-70 غراماً من البروتين يومياً، بالإضافة إلى 1.89 لتر من السوائل، وأن تكون الوجبات مقسمة من ثلاثِ إلى ستِ وجبات صغيرة، كما يُمكن تناول ثلاث حصص من الخضار الطرية، وإضافة كمية قليلة من الدهون كحصة واحدة من الافوكادو الناضجة، وتجدر الإشارة إلى أنّه يتم التركيز في هذه المرحلة على مصادر البروتينات عالية الجودة، والخالية من الدهون، ومنها:
- بياض البيض.
- الديك الرومي، والدجاج، والسّمك.
- الجبن خالي الدسم.
- البطاطا.
- الجزر.
- الفاصوليا الخضراء.
- الموز.
- الأسبوع السادس: حيث يمكن استهلاك الأطعمة الصلبة في هذه المرحلة، ويجب اتّباع النصائح ذاتها الموجودة في المرحلة الثالثة، حيث إنّ كمية البروتين، ومكملات الفيتامينات، والكمية المُوصى بها من السوائل الصافية تبقى هي نفسها، ويمكن إضافة المزيد من الفواكه والخضروات بعناية إلى النظام الغذائي، مع كميات صغيرة من الدهون والسكر بحذر، بالإضافة إلى شرب الكافيين باعتدال، وتتراوح السعرات الحرارية الإجمالية في اليوم عادةً من 800 إلى 1200 سُعرة حرارية، كما تصل إلى 1500 سعرة حرارية بعد ثمانية عشر شهراً من الجراحة، ومن النصائح عند استهلاك الأطعمة الصلبة ما يأتي:
- إدخال طعام واحد جديد في كل مرة، حتى يتمكن الشخص من قياس ردة فعل الجسم.
- الأكل ببطء ومضغ الطعام جيداً، بحيث تصل مدة المضغة إلى 15 ثانية.
- الفصل بين استهلاك الطعام وشرب الماء مدةً لا تقل عن 30 دقيقة.
- الاستمرار في شُرب ما لا يقل عن ثمانية أكواب من الماء يومياً.
- تناول البروتين أولاً بمعدل 60 غراماً منه أو أكثر وذلك بشكل يومي، ومن ثم الخضروات، ومن ثم الكربوهيدرات.
- تناول الفيتامينات.
- تناول الغذاء الكامل وبخاصة الذي يأتي من المزارع.
- تناول الأطعمة الغنية بالمغذيات، والابتعاد عن الأطعمة المُعلبة، والمعالجة، مثل: رقائق البطاطس.
- قراءة الملصقات، والتركيز على الأطعمة المنخفضة في الكربوهيدرات، والتي تبلغ نسبة السعرات الحرارية فيها إلى البروتين 10 إلى 1 أو أقل.
- تجنب استهلاك الخبز، والحبوب البيضاء، والوجبات الخفيفة السكرية، زيوت الطبخ، والمشروبات الغازية.
نصائح بعد إجراء عملية قص المعدة
تُساعد العديد من النصائح على البقاء في المسار الصحيح بعد الجراحة، ومنها:
إقرأ أيضا:كيفية عمل رجيم الماء- استخدام الخلاط لهرس الطعام.
- تعلم كيفية إدراك الفرق ما بين الشعور بالجوع والشهية التي قد تكون مجرد نتيجة حالة نفسية.
- عدم الافراط في تناول الطعام.
- مضغ وتناول الطعام ببطء.
- تجنب الدهون المتحولة، والمقلية، والوجبات السريعة.
- تجنب الجفاف وذلك عن طريق شرب الماء.
- الفصل بمدة معينة بين استهلاك الأكل، والشرب.
- إضافة الرياضة إلى نمط الحياة والبدء بالمشي.
مضاعفات عملية قص المعدة على المدى الطويل
يمكن أن تسبب عملية قص المعدة مضاعفات على المدى الطويل، وفي الآتي أبرزها:
- الفشل في خسارة الوزن؛ وهي مشكلة خطيرة إذ تُعدُّ الجراحة حينها غير فعالة في إنقاص الوزن وقد تكون بسبب تجاهل المريض للتعليمات، أو بسبب كبر حجم الجيب (بالإنجليزية: Pouch)، أو غيرها من المشاكل الصحية التي تمنع فقدان الوزن.
- الإصابة بعُسر الهضم، أو اضطراب المعدة بشكل متكرر.
- مرض الارتجاع المعدي المريئي، وحرقة المعدة، إلى جانب الأعراض الأخرى لهذا الإرتجاع كالانتفاخ، والغثيان، والشعور بالامتلاء، وتجدر الإشارة إلى أنّ اضطرابات المعدة تُعتبر أمراً شائعاً بعد الجراحة وغالباً ما تتطلب العلاج.
- انسداد المعدة؛ التي قد تؤدي إلى صعوبة أو عدم إمكانية هضم الطعام.
- قرحات المعدة التي تعرف بالقرحة الهضمية وتكون أكثر شيوعاً بعد العملية، وعادة ما يتم تشخيصها من خلال التنظير العلوي بعد أن يُعاني المريض من أعراض، مثل: النزيف، أو الألم في المعدة.
- الغثيان؛ وهو يُعدُّ أحد أكثر المشاكل الشائعة بعد عملية قص المعدة التي يواجهها المريض، وقد تتحسن هذه الحالة لدى بعض المرضى بعد التعافي من الجراحة، ولكنّها قد تستمر لأشهر أو حتى لمدة طويلة.
- حصيات المرارة والتي يشيع ظهورها بعد كل أنواع جراحة السمنة، مما يزيد من احتمالية استئصال المرارة لديهم.
- الإسهال؛ الذي يُعدُّ مشكلة خطيرة قد تستمر بعد الجراحة، أو لفترة طويلة في بعض الحالات، مما يمكن أن يؤدي إلى الجفاف، وسوء التغذية، وقد يتمكن الجراح أو طبيب أمراض الجهاز الهضمي من المساعدة على وقف الإسهال.
- الحاجة لاستهلاك المكملات الغذائية؛ وذلك بسبب الانخفاض الكبير في تناول الطعام مما يؤدي الى عدم الحصول على التغذية الكافية.
- ترهل الجلد؛ وهو أمرٌ شائع في العديد من أنواع جراحة السمنة، وذلك بسبب تمدد الجلد خلال الإصابة بالسمنة.