نمو الطفل في الشهر الخامس
تحدث العديد من التغيرات على نمو الطفل وتطور مهاراته مع بلوغ الشهر الخامس من العمر، إذ يكون وزن الطفل قد تضاعف تقريباً خلال الأشهر الخمسة الأولى، كما يكتسب الطفل ما يتراوح بين 0.5-1 كيلوغرام إضافية من الوزن خلال الشهر الخامس، وما يقارب 2 سم من الطول، ويُتوقَّع أن يبدأ الطفل بمحاولة الكلام خلال هذا الشهر أيضاً، بالإضافة إلى الاستعداد لمحاولة الزحف قريباً، وتجدر الإشارة إلى أنَّه على الرغم من سرعة نمو الطفل خلال السنة الأولى من العمر، إلا أنَّ وتيرة النمو قد تنخفض لدى بعض الأطفال مع بلوغ الشهر الخامس أو السادس من العمر.
علامات النمو الإدراكي
تعبر علامات النمو الإدراكي للطفل عن قدرته على التفكير واتخاذ القرار، بالإضافة إلى معدل الذكاء، وفيما يأتي بيان لبعض علامات النمو الإدراكي التي قد تظهر على الطفل في الشهر الخامس من العمر:
- زيادة حدَّة الفطنة والبديهة: يمكن ملاحظة فطنة الطفل خلال هذه المرحلة واهتمامه بالأجسام الغريبة والأشخاص من حوله، بالإضافة إلى استجابته من خلال تمييزه لنفسه بالمرآة، وابتسامه، وحبِّه للاستطلاع، ويقظته.
- سهولة لفت الانتباه: مع ارتفاع قدرة الطفل على ملاحظة الأجسام والأشياء الغريبة من حوله ورغبته بالاستطلاع يمكن لفت انتباهه بسهولة من خلال تقديم لعبة جديدة له مثلاً.
- تمييز الألوان: يمكن الاستدلال على سلامة العين والشبكية والتنسيق فيما بينها وبين الدماغ من خلال تمييز الطفل في هذا العمر لدرجات الألوان المختلفة مع التأكيد على تفضيله للألوان الجريئة خلال هذه المرحلة من العمر.
- تطور أساسية اللغة: يبدأ الطفل في هذه المرحلة بتشكيل بعض الأصوات المتكررة ذات الصوت الواحد، مثل تكرار حرف الدال أو الألف، مع زيادة وتيرة المناغاة أو التنغيم دون صعوبة بسبب تطور الحبال الصوتية لديه.
- ملاحظة الأسباب والنتائج: يبدأ الطفل خلال هذه المرحلة بملاحظة الأسباب والنتائج، فقد يلاحظ صدور صوت عند تحريك بعض الألعاب أو الأشياء من حوله فيتكرر تحريكها لإصدار الصوت، كما قد يلقي الأشياء من حوله إلى الأرض لملاحظة نتيجة فعلها فقط، وهنا تجدر الإشارة إلى ضرورة إزالة الأشياء القابلة للكسر من حول الطفل مع بداية هذه المرحلة.
إقرأ أيضا:دقات قلب الطفل الطبيعي
علامات التطور الجسدي
تعبر علامات التطور الجسدي عن مهارات الطفل الحركية، والنمو الجسدي، وفيما يأتي بيان لبعض علامات التطور الجسدي التي قد تظهر على الطفل خلال الشهر الخامس:
- النمو العضلي: نتيجة النمو العضلي المستمر يمكن ملاحظة بعض ردات الفعل العضلية للطفل خلال هذه المرحلة، فعند استلقاء الطفل على بطنه فإنَّه يمدُّ ذراعيه وساقيه مع تقوس الظهر، وفي المقابل عند استلقاء الطفل على ظهره يمكن ملاحظة قدرته على رفع رأسه وكتفيه، مع إمكانية بعض الأطفال الالتفاف والانقلاب من الاستلقاء على الظهر للاستلقاء على البطن والعكس، مع ملاحظة إمكانية الطفل الدفع للأعلى والأسفل عند وقوفه على الحضن، كما تجدر الإشارة إلى أنَّ حمل الطفل وتدعيمه في وضعية الجلوس يساعد على زيادة قوة عضلات الظهر، وخلال المراحل القادمة سوف يكون الطفل قادراً على الجلوس دون مساعدة تقريباً، مع إمكانية جلوسه دون مساعدة لمدة قصيرة قد لا تتجاوز الدقيقة في الشهر الخامس في بعض الحالات، وهنا تجدر الإشارة إلى ضرورة وضع وسائد حول الطفل لحمايته عند السقوط.
- وضع الأشياء في الفم: قد يبدأ الطفل بوضع الأجسام الغريبة من حوله في فمه لاستكشافها في هذه المرحلة، لذلك يجدر الانتباه أيضاً وتجنُّب وضع الأجسام الصغيرة القابلة للبلع حول الطفل، وعلى الرغم من ملاحظة رغبة الطفل في تناول الطعام الصلب إلا أنَّه تجب مناقشة موعد تقديم الطعام الصلب للطفل مع الطبيب، ولكن ينصح بالجلوس مع الطفل خلال أوقات الطعام لتقوية الراوبط الاجتماعية مع الطفل ورفع شهيته، ويمكن ملاحظة استمتاع الطفل خلال مشاهدته للأشخاص الآخرين وكيفية تناولهم للطعام.
- حمل زجاجة الحليب: قد يتمكن الطفل في الشهر الخامس من حمل زجاجة الحليب دون مساعدة ووضعها في فمه، ولكن يفضل تجنُّب تسليم زجاجة الحليب للطفل في هذا العمر وتركه دون رقابة لتجنُّب الإفراط في تناول الحليب، أو الاختناق، أو النوم أثناء الرضاعة والذي بدوره قد يؤدي إلى تجمع الحليب في الفم وانتقاله عبر القنوات الواصلة بين الحلق والأذن الوسطى، وارتفاع خطر الإصابة بعدوى في الأذن، بالإضافة إلى أنَّ تجمع الحليب حول الأسنان يزيد من احتمالية تسوس أسنان الطفل.
إقرأ أيضا:متى يغلق نافوخ الطفل
علامات تطور المهارات الاجتماعية والعاطفية
يبدأ الطفل بتطوير بعض المهارات الاجتماعية والعاطفية خلال هذه المرحلة، والتي تساعده على التواصل مع الأشخاص من حوله، وفي ما يلي بيان لبعض منها:
- التوتر مع وجود الغرباء: قد يبدأ الطفل بالتوتر والالتصاق بأحد والديه عند تواجد أشخاص غير مألوفين من حوله، أو حتى عند تواجد الأشخاص المألوفين في بعض الحالات، كما قد يبكي الطفل عند اقتراب أحد الأشخاص منه أو حمله، وهنا يجدر التنبيه إلى طبيعة هذه الحالة لذلك تجب محاولة الاقتراب من الطفل ببطء ولطف، وفي حال بكاء الطفل يجدر على أحد الوالدين حمل الطفل وضمِّه لتهدئته، بالإضافة إلى أنَّ الأصوات المرتفعة قد تخيف الطفل وتدفعه للبكاء.
- إظهار مشاعر الحب: يبدأ الطفل في هذه المرحلة بإظهار مشاعر العاطفة والحب من خلال محاولة تقبيل وضمِّ والديه، والضحك والابتسام عند اللعب معهم، كما قد يحاول الطفل أداء الحركات التي تدعو لضحك والديه، وإظهار مشاعره بطرق أخرى مثل البكاء عند مغادرتهم للغرفة لإظهار حزنه، ومحاولة التمسك بذراعي والديه عند الاقتراب منه لحمله.
- التفاعل مع الآخرين: من خلال إصدار بعض الأصوات لجذب انتباه الآخرين، والتعبير عن بعض المشاعر، مثل الجوع والملل، بالإضافة إلى بدء الطفل تمييزه لاسمه، وفهم بعض الكلمات مثل كلمة الاستحمام، واستمتاعه باللعب مع الآخرين.
- فهم علاقته مع الآخرين: يبدأ الطفل خلال هذه المرحلة بتمييز علاقته مع والديه، وأفراد العائلة، والأطفال، والغرباء، والأشخاص القائمين على رعايته، والتعلق بالأشخاص المقربين منه وحب قضاء الوقت معهم.
- تعدد أنواع البكاء: يمكن في هذه المرحلة تمييز عدة أنواع للبكاء من الطفل تعبر كل منها عن حالة معينة، مثل الجوع، والنعاس، والملل.
إقرأ أيضا:أسباب اصفرار الوجه عند الأطفال
نوم الطفل في الشهر الخامس
إنَّ في معظم الحالات لا يستيقظ الطفل في الشهر الخامس خلال الليل، ويمكن تنظيم نومه أثناء الليل من خلال اتباع بعض النصائح، مثل استحمام الطفل بماء دافئ قبل النوم، ثم الهز أو الهدهدة اللطيفة، مع التحدث أو التنغيم للطفل حتى يشعر بالنعاس، كما ينصح بوضع الطفل في السرير المخصص له عند ملاحظة علامات النعاس، وعدم انتظار نومه ليعتاد على تهدئة نفسه ونومه دون الاعتماد على أحد والديه في ذلك لاحقاً، وتجدر الإشارة إلى ضرورة الحرص على نوم الطفل على ظهره عند وضعه في السرير للوقاية من متلازمة موت الرضيع الفجائي (بالإنجليزية: Sudden Infant Death Syndrome) واختصاراً SIDS، كما يجدر التنبيه إلى أنَّ الطفل يحتاج للقيلولة خلال النهار للمحافظة على نظام نومه، إذ يحتاج الطفل إلى قيلولة في الصباح وقيلولة بعد وقت الغداء، ويجب عدم تأخير وقت القيلولة حتى يشعر الطفل بالتعب والنعاس، وإنما تحديد وقت ثابت في اليوم للقيلولة.
نصائح لتحسين نمو الطفل في الشهر الخامس
لا يمكن خلال هذه المرحلة من عُمُر الطفل الفصل بين التعلّم واللعب، ومن النصائح التي قد تساهم في تعزيز نمو الطفل في الشهر الخامس ما يأتي:
- التحدث مع الطفل: يمكن خلال هذه المرحلة التحدث مع الطفل بلغة بسيطة مع استخدام مصطلحات غير معقّدة مثل بارد، وحار، وقطة، وغيرها من الكلمات، والاستجابة لتنهيدات الطفل ومناغاته وسؤاله بعض الأسئلة، والتحدث معه حول بعض المواضيع المختلفة، كما يمكن إيصال بعض الأفكار والمشاعر للطفل من خلال التلاعب بنغمة الصوت، وتعابير الوجه، والقراءة له للمساعدة على تطوير فهمه للغة والأصوات المختلفة، كما يساهم الغناء والتنغيم للطفل على تطوّر الدماغ.
- تشجيع حركة الطفل: من خلال تحفيز الطفل على اللعب باستخدام أحد الألعاب الملفتة للانتباه لتشجيع الطفل على التقاط رأسة، وتشجيعه على النهوض بمسك يديه واستخدام بعض العبارات التحفيزيّة، أو استلقاء الطفل على البطن مع المراقبة، وتشجيعه على الالتفاف والتدحرج، ومساعدته على الجلوس.
- تقديم الألعاب البسيطة: ينصح بلفت انتباه الطفل باستخدام الألعاب التي تصدر بعض الأصوات أو الموسيقى، والألعاب ذات الألوان المبهجة، ووضع الطفل أمام المرآة لمشاهدة حركاته، كما ينصح بتقديم عدد محدود من الألعاب في كل مرة لا يتجاوز اللعبتين، كما يمكن وضع اللعبة بالقرب من الطفل لتشجيعه على محاولة الاقتراب منها والإمساك بها، مع ضرورة تجنُّب استخدام الألعاب التي قد تؤدي إلى تغطية وجه الطفل بالكامل، وتجنُّب اللعب مع الطفل أثناء شعوره بالنعاس أو التعب.
- الحفاظ على صحة الطفل: من خلال منع تعرضه للتدخين السلبي، ومنع الأشخاص من التدخين في المنزل، بالإضافة إلى الحرص على تجنُّب هزِّ الطفل بقوة لما قد يؤدي ذلك إلى تضرر في دماغ الطفل بسبب ضعف عضلات رقبته، وعدم قدرتها على تدعيم الرأس بشكل كافٍ.