جمهوريّة مصر العربيّة
تقعُ جمهوريّة مصر العربيّة عند النقطة التي تلتقي فيها قارّات العالَم القديم، وهذه القارّات هي: آسيا، وأفريقيا، وأوروبا؛ فجمهوريّة مصر تقع في شمال شرق قارَّة أفريقيا، وفي الوقت نفسه تمتلك امتداداً في قارَّة آسيا، وهو الذي يَضمُّ شِبه جزيرة سيناء المُتدفِّق من خلالها نهرُ النيل، والذي يُعَدُّ الشريان الذي يَمدُّ شعب مصر بالحياة؛ لذلك فهي تُعَدُّ المكان الذي تمّ التفاعُل فيه بين المجتمعات الشرقيّة، والمجتمعات الغربيّة، وبين دُوَل الشمال، والجنوب، كما تُعَدُّ جمهوريّة مصر من الدُّول المُطلّة على البحار، فهي مُطلَّة على بحرَين، وهما: البحر الأحمر، والبحر الأبيض المُتوسِّط، كما أنّها تُطِلُّ أيضاً على خليجَين، وهما: خليج العقبة، وخليج السويس الذي تَمرُّ من خلاله قناة السويس، وهي تُعَدُّ من أهمّ الممرَّات المائيّة الدوليّة، وبالإضافة إلى ذلك، فقد مرَّت من خلال مصر الديانات السماويّة الثلاث؛ ولذلك فإنَّها تُعَدُّ من الدُّول التي لها مكانة إسلاميّة كبيرة في العالَم؛ إذ بقيت الضوء الساطع للفكر، والحضارات الإسلاميّة عبر العصور، كما أنَّها تُمثِّل القِيَم الأخلاقيّة، مثل: الاعتدال، والتسامُح، والتعايُش، والتي تُعطي الانطباعات التي تُظهِر جوهر القِيَم الإسلاميّة، وقيمتها، كما تمتلك مصر كدولة عربيّة دوراً ثقافيّاً، وفكريّاً، وسياسيّاً، وهي تُعَدُّ من الدُّول التي تسعى نحو الاستقرار، والتقدُّم، ونَشْر السلام في العالَم العربيّ، والشرق الأوسط.
نهر النيل
يُعَدُّ نهر النيل نهراً دوليّاً بكلِّ المعاني القانونيّة، والجغرافيّة، والفنيّة، ويُقصَد بمُصطلح النهر الدوليّ: النهر الفاصل بين دولتَين، أو أكثر في حال كانت الدُّول مُتقابلة، أو في حال كان النهر يَمرُّ عبر تلك الدُّول إذا كانت الدولتَان مُتجاورتَين، وعليه فإنَّ حدود الأنهار الدوليّة يمكن أن تكون تقابُليّة، أو تجاوُريّة، ويُعَدُّ نهر النيل من الأنهار ذات الحدود التجاوريّة، كما أنّه يُعَدُّ ثاني أطول الأنهار عالَميّاً؛ حيث يبلغ طوله 6700كم، ويَمتدُّ من بُحيرة فيكتوريا وصولاً إلى مدينة رشيد الواقعة على البحر المُتوسِّط، وبذلك يَحتلُّ وادي نهر النيل أقلّ من 4% من مساحة البلاد الكُليّة؛ أي ما يُقارب 33000كم2، حيث يبدأ من جهة الجنوب من شمال وادي حلفا وصولاً إلى البحر المُتوسِّط، وتُسمَّى هذه المنطقة (مصر العُليا، أو الصعيد)، وتَمتدُّ من حلفا إلى جنوب القاهرة، وهنالك منطقة أخرى تُدعَى (مصر السُّفلى، أو دلتا النيل)، وهي تَمتدُّ من شمال القاهرة وصولاً إلى البحر المُتوسِّط، ويَمتدُّ النيل من الحدود المصريّة في الجنوب إلى موضع التقاء ماء نهر النيل بماء البحر المُتوسِّط في الشمال، ويَصِل طوله تقريباً إلى 1532كم، كما يتفرَّع نهر النيل في جهة الشمال من القاهرة إلى فرعَين، وهما: فرع دمياط، وفرع رشيد، والمحصور بينهما مُثلَّث دلتا، والمعروف أنَّه من أكثر الأراضي الزراعيّة خُصوبة، ويَمرُّ نهر النيل أيضاً خلال عشر دُوَل، وهي: دولة السودان، وجمهوريّة مصر، وأوغندا، وتنزانيا، والكونغو الديمقراطيّة، وكينيا، وبوروندي، وإريتريا، ورواندا.
إقرأ أيضا:من أين ينبع نهر دجلةومن الجدير بالذكر أنّ نهر النيل يتكوَّن من رافدَين رئيسيّين، هما:
- النيل الأبيض: ينبعُ النيل الأبيض من بُحيرة فيكتوريا التي تَمتدُّ على الحدود الفاصلة بين أوغندا، وتنزانيا، وكينيا، وبالرغم من أنَّ بُحيرة فيكتوريا تُعَدُّ المكان الذي ينبعُ منه النيل الأبيض، إلّا أنَّ بعض المُستكشفين الجُدد اعتبروا أنَّ الأنهار التي تَصبُّ في البُحيرات تُشكِّل امتداداً للأنهار، ويُعَدُّ نهر كاجيرا من أطول هذه الأنهار، وهو ينبعُ من غابات نيونغواي في رواندا، عِلماً بأنَّ النيل الأبيض يُساهم بنسبة 30% تقريباً في المياه المُكوِّنة لنهر النيل.
- النيل الأزرق: ينبعُ النيل الأزرق من بُحيرة تانا في إثيوبيا، ويلتقي مع النيل الأبيض في محافظة الخرطوم بالسودان، ويجري لمسافة تُقدَّر بنحو 1400كم قبل بلوغه نهر مدينة الخرطوم، ويُساهم النيل الأزرق بنسبة 70% في المياه المُكوِّنة لنهر النيل.
أهمّية نهر النيل
تعود أهمّية نهر النيل إلى كونه النهر الناقل للحياة، والنماء الفعليّ للأرض، وكما قِيل في النيل من قِبَل المُؤرِّخ اليونانيّ هيرودوت: (مصر هبة النيل)؛ وذلك لإدراكه أهمّية نهر النيل للأراضي المصريّة، وللشعب المصريّ أيضاً، كما تَكمُن أهمّيته في كونه عاملاً مُهمّاً لزيادة الاقتصاد الدوليّ لحوض نهر النيل، خاصّة في المجالات التي تهتمّ بالزراعة، والصَّيد، والسياحة.
أحواض نهر النيل
تمّ تقدير مساحة حوض نهر النيل ب 3.3 مليون كم2 تقريباً، وتشمل هذه الأحواض:
إقرأ أيضا:أهمية نهر النيل لمصر- حوض البُحيرات للهضبة الاستوائيّة، ويتضمَّن عِدَّة أحواض، وهي:
- حوض بُحيرة فيكتوريا.
- حوض بُحيرة كيوغا.
- حوض بُحيرة جورج.
- حوض بُحيرة إدوارد.
- حوض بُحيرة ألبرت.
- حوض بحر الغزال.
- الحوض الخاصّ بالهضبة الإثيوبيّة.
مراحل اكتشاف منابع نهر النيل
تمّ اكتشاف منابع نهر النيل عن طريق الكثير من المُستكشفين، وبشكلٍ مُتعاقب كما يأتي:
- وصل العالِم الإغريقيّ (هيرودوت) إلى أسوان في عام 460 قبل الميلاد، وتوصَّل إلى أنَّ هنالك جُزءاً من مياه نهر النيل قادمٌ من إثيوبيا، واعتقد بأنَّ منابع النيل الأصليّة قد تكون نابعة من جهة الغرب.
- تمّ إرسال بعثتَين من قِبل الإمبراطور (نيرون) إلى النوبة في مُنتصف القرن الأوَّل، إلّا أنَّ أيّاً من هاتَين البعثتَين لم تُحقِّق أيَّ تقدُّم؛ وذلك بسبب وجود بعض المستنقعات.
- تمّ رَسْم خريطة للنيل من قِبل العالِم (بطليموس) في مُنتصف القرن الثاني، وتبيَّن أنَّ النيل ينبع من بُحيرتَين في جهة الجنوب من خَطِّ الاستواء؛ حيث تتجمَّع المياه داخلهما؛ نتيجةً لذوبان الجليد على جبال تُسمَّى (جبال القمر)، والمعروفة حاليّاً باسم (جبال رونزوري).
- تمّ التوصُّل من قِبل المُستشرق (جيمس بروس) في مُنتصف القرن الثامن عشر إلى أنَّ النيل الأزرق هو المنبع الأساسيّ للنيل.
- تمّ إثبات أنَّ منبع النيل الأبيض ليس في الغرب عن طريق إرسال (مُحمَّد علي باشا) بعثات إلى النيل الأبيض.
- تمّ اكتشاف بُحيرة فيكتوريا عبر إرسال بعثة ترأَّسها المُستكشِف (جون هاننج سبيك) إلى شرق أفريقيا.
- تمّ اكتشاف بُحيرة ألبرت عن طريق الرحّالة الإنجليزيّ (صمويل بيكر).
- تمّ اكتشاف بُحيرة كيوغا عن طريق الكولونيل الأمريكيّ (شاليه لونج).
- تمّ اكتشاف بُحيرة إدوارد عن طريق الرحّالة (هنري مورتون ستانلي).