الحب بعد الزواج
الحب بعد الزواج هو استمرار للمشاعر الطيبة التي نشأت بين زوجين مُتحابّين وألّفت بين قلبيهما، وهو من أسمى المشاعر التي تستحق أن تدوم مدى الحياة، وهو الحب الذي تهون أمامه جميع المشكلات والعثرات التي لا تنتهي، وذاته الحب الذي يطمح كلّ الأزواج لتحقيقه سويّاً؛ للحصول على حياة زوجيّة مليئة بالتفاؤل والأمل، ويعتمد بقاءُ الحب بعد الزواج على استعداد كلا الزوجين لتفهّم الشريك الآخر، والتضحية من أجله، فالزواج أساساً هو استكمال لقرارٍ عظيم اتخذه الشريكان لبناء أسرة سعيدة وحياة مُزدهرة بالحب الحقيقي، وللحفاظ على زواج مليء بالحب سنتحدث في هذا المقال عن عوامل استمرار الحب بعد الزواج، وأهمّ النصائح للحصول على حب أقوى بعد الزواج.
عوامل استمرار الحب بعد الزواج
هناك العديد من العوامل الرئيسية التي تُعزّز استمرار الحب بعد الزواج ومنها:
- كسر الملل في العلاقة الزوجيّة: حيث يتسلل الملل إلى الحياة الزوجية بسبب الروتين الدائم، ويحتاج كسر الروتين إلى مزيدٍ من الطاقة، وعدم الاستسلام له، ولذا من الضروري التدخل في الوقت الصحيح والحصول على تغيير مفاجئ في كلّ من: الأماكن، والنشاطات، والهوايات، واكتساب صداقات جديدة، والدخول في حوارات تفتح أبواباً أخرى للنقاش.
- تقديم الدعم والمشاركة: يُعدّ دعم شريك الحياة أمراً مهماً؛ لاستمرار الحب في العلاقة الزوجيّة، ويكون ذلك بمؤازرته في العديد من المواقف، مثل: الوقوف إلى جانبه في حالات الضعف الجسدي أو النفسي، أو عند فقدانه وظيفة، أو صديق، أو قريب، بالإضافة إلى الدفاع عنه وتأييد رأيه في لحظات الاختلافات العائليّة، كما أنّ الحب يزدهر بالمشاركة وتقاسم اللحظات الشخصيّة، وتكون المشاركة من خلال المساعدة في أعمال المنزل، والأمور الحياتيّة، بالإضافة إلى التشارك في بعض الأمور المادية، ففي الحقيقة مشاركة الزوجين في حياتهما الشخصيّة والعملية معاً يُديم الحبّ والامتنان بينهما.
- الاحترام المتبادل: ينشأ الاحترام المتبادل بين الزوجين بدايةً بتقبل كلّ منهما للطرف الآخر، والرفع من شأنه، واحترام رأيه، وتقديم الاعتذار عند الخطأ، ومراعاة أفكاره وخصوصيّاته، حيث يُعدّ الاحترام بين الأزواج أحد أهم العوامل الرئيسية لاستمرار الحب في العلاقة الزوجيّة.
- حُسن الاستماع: يُعتبر الاستماع وسيلةً رائعةً لتعزيز التواصل بين الزوجين، ويحدث ذلك بتوجيه الحواس للطرف المتحدث وإبداء الاهتمام بحديثه، وطرح بعض الأسئلة؛ لإظهار التفاعل معه.
- الثقة المتبادلة وكتم الأسرار: تُعدّ الثقة للإنسان مثل الروح للجسد، فبَعد التعمّق في العلاقة الزوجيّة والوصول إلى المرحلة السعيدة التي يطمح لها جميع الأزواج؛ تذوب الحدود بين الزوجين وتنشأ الثقة القويّة، التي توطد الارتباط بينهما، كما أنّ الحرص على قداسة العلاقة الزوجية يحتاج أيضاً إلى المحافظة على الأسرار وعدم إفشائها، أو اتخاذها كسلاح ضدّ شريك الحياة عند النزاعات أو الغضب.
- التناغم العاطفي: إنّ حدوث التناغم والانسجام بين الرجل والمرأة يُسقط الشكليات بينهما، حيث إنّ التناغم بين الزوجين يبدأ بإحساسهما ببعضهما، وملاحظة أيّ تغيّر يطرأ على مشاعر شريك الحياة، ومُحاولة حلّه بطريقةٍ سريعةٍ بكلّ حبٍّ واهتمام.
- إظهار المحبة: يكون إظهار المحبة بالقول والفعل، وقضاء المزيد من الوقت مع شريك الحياة والتواجد إلى جانبه.
- التقدير: عندما تجري الحياة بطابعها الروتيني يقوم الزوجين بأداء واجباتهما اليوميّة، وبذل الكثير من الجهد في إنهاء الأشغال المنزلية، أو المكتبيّة، أو غيرها من الأمور الأخرى المترتّبة على عاتقهما، فإظهار التقدير والامتنان لبعضهما يدفعهما للمزيد من العطاء بكلّ حب.
- الاندماج مع عائلة وأصدقاء شريك الحياة: يُشكّل الانخراط مع العائلة وزيارة الأصدقاء قاعدةً متينةً تُعزّز الاستقرار الأُسري، والمحبة بين الزوجين.
- الصبر وتقبل الطرف الآخر: في بعض الأوقات يدخل أحد الزوجين بحالة مؤقتة تجعل منه مُقصّراً في أحد واجباته، أو نفسه، أو شريكه، فلا بُدّ من تقبّل بعض الزلات والتأكّد من أنّ الحياة الزوجيّة فيها أوقات جميلة وأخرى عصيبة، بالإضافة إلى التركيز على إيجابيّات الطرف الآخر وصرف النظر عن سلبياته، ممّا يُوطّد العلاقة ويجعلها أكثر واقعيّة.
- اللباقة في الكلام: ليس من الصعب الوصول لحب حقيقي عندما يكون شريك الحياة لبقاً ويتحدث بكلامٍ لطيفٍ ممزوج بالمجاملات والرومنسيات، ويستطيع التضحية بوقته من أجل شريكه الآخر، ويُمكن التدرّب على قول مثل هذه العبارات: أنت تبدو رائعاً، شكراً لك، كم أنت شخص مدهش، سأظل أحبك في كلّ الأحوال، أنا معك رغم كلّ الظروف وسأقف دائماً إلى جانبك، أنا أتفهّمك، كيف أستطيع مساعدتك، وأخيراً وليس آخراً كلمة أحبك هي من أبسط الكلمات وأقواها وقعاً في قلب الطرف الآخر.
نصائح لحب أقوى بعد الزواج
هناك العديد من النصائح التي يُؤخذ بها في عين الاعتبار لتقوية الحب بين الزوجين، ومنها ما يأتي:
إقرأ أيضا:مفهوم تنظيم الأسرة- جعل شريك الحياة في بداية قائمة الأولويّات.
- تخصيص وقت للخروج معاً أسبوعيّاً؛ للاستمتاع خارج المنزل، مثل: الذهاب إلى الحديقة، أو المطعم، أو حفلة عشاء، وتبادل الأحاديث، والاهتمام بالشريك الآخر، والابتعاد عن الواجبات الحياتية، وضجيج الأطفال.
- التعاون معاً في تحضير وجبة غداء منزليّة، فمن الجميل أن تُشعر شريك حياتك أنك مُهتم بقضاء وقت معه، وتُعد له وجبةً لذيذة.
- استكشاف الأماكن الجديدة معاً، حيث أثبتت بعض الدراسلت الاجتماعية أنّ الأزواج الذين يقضون وقتاً معاً لاستكشاف أماكن جديدة هم أكثر مرحاً وتواصلاً، وأقل إصابةً بالضغوطات النفسيّة.
- التعبير عن المشاعر وقول الكلمات اللطيفة.
- الجلسات الرومانسيّة الهادئة مع مزيج من المرح والضحك.
- تقديم العطف والدعم المعنوي لشريك الحياة عند الحالات الخاصة والظروف الصعبة، فذلك يُوطّد المحبة والتراحم بينهما.
- تبادل الهدايا حتّى لو كانت بسيطة في أوقاتٍ مختلفةٍ من السنة، إلى جانب الأيام المميّزة والمناسبات الخاصة، فالأمور الماديّة والمعنوية أحياناً تحتل وزناً في العلاقات الزوجيّة تحديداً إذا كان شريك الحياة يُحبّ الهدايا ويُقدّرها.