غدد و هرمونات

وظيفة الغدة الصنوبرية

وظيفة الغدة الصنوبرية

الغدة الصنوبرية 

تعرف الغدة الصُنوبرية باسم العضو الصنوبريّ أو العين الثالثة، والتي تعد واحدة من الغدد الصماء التي تتميز بصغر حجمها، وتتميز بشكلها الذي يشبه حبوب الصنوبر، إن عمل الغدة الصنوبرية قد تم ذكره في العديد من نصوص الفلاسفة و الحكماء، فعرفها اليونان على أنها نقطة الوصل بين عوالم المعرفة، بينما أطلق عليها ديكارت اسم مركز الروح، في الواقع تنظم هذه الغدة العديد من الأمور التي ترتبط بالليل والنهار من خلال إفرازها لهرمون الميلاتونين الذي يلعب دورًا مهمًا بتنظيم معدل النمو الجسمي، وعمليات النضج الجنسي في الكائن الحي. يقل حجم الغدة الصنوبرية مع ازدياد العمر، بحيث يصل حجمها لـ 10% من حجمها الأصلي عند بلوغ سن السبعين، وبالتالي فإن الغدة الصنوبرية كبيرة نسبيًا عند الأطفال وتبدأ بالانكماش مع بداية سن البلوغ.

تنشيط الغدة الصنوبرية

تحتوي الغدة الصُنوبرية على العديد من الاعصاب التي تلعب دورًا مهمًا في تنظيم الدورة الدموية للدماغ، توجد هذه الأعصاب في شبكة العين ونواة مهاد المخ الذي يعرف بالهيبوثلامس، وتوجد أيضًا في عنق الرحم، تقوم الغدة الصُنوبرية على إنتاج هرمون الميلاتونين عندما يتم تحفيز الأعصاب، والذي لها تأثيرات تنظيمية على الهرمونات مثل: الهرمون المنشط للجسم الأصفر وأيضًا الهرمون المنشط للحوصلة اللذان يتم إفرازهما من الغدة النخامية. تعد الغدة الصُنوبرية غدة صماء عصبية حيث تعمل على إنتاج هرمون الميلاتونين عند استشعار الظلام، حيث تعد العلاقة الدقيقة بين الغدة الصنوبرية وإيقاع الساعة البيولوجية البشرية غير واضحة.

إقرأ أيضا:استئصال الغدة الدرقية بالليزر

وظيفة الغدة الصنوبرية

ان وظيفة الغدة الصنوبرية في الجسم ليست مفهومة بشكل واضح حتى الآن، حيث يعرف هرمون الميلاتونين الذي هذه تنتجة الغدة بدوره المهم في تنظيم أنماط النوم او ما يعرف بالساعة البيولوجية، حيث تلعب الغدة الصنوبرية دورًا مهمًا من خلال هرمون الميلاتونين في تنظيم مستويات الهرمون الأنثوي، وأيضًا احتمالية تأثيره على الخصوبة ودورة الطمث، حيث أشارت دراسة أُجريت في عام 2016 إلى ان الميلاتونين قد يساعد أيضًا في الوقاية من مشاكل القلب والأوعية الدموية مثل: تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم، ومن أهم الوظائف التي تقوم بها الغدة الصُنوبرية:

إنتاج هرمون الميلاتونين

هناك عدة أُمور مرتبطة بالليل والنهار تقوم بها الغدة الصُنوبرية عن طريق حسساسيتها للضوء والظلام، فالضوء يعطل افراز هرمون الميلاتونين من الغدة الصنوبرية، ومن هذه الأمور:

  • النوم و الاستيقاظ.
  • إفراز الكورتيزول، والذي يتم إفرازه من قشرة الغدة الكظرية، حيث يكون بأعلى نسبة في وقت الفجر.
  • الأداء الفكري، و يكون بأفضل حالاته عند الظهيرة.
  • إفراز هرمون البرولاكتين، والذي يفرز من الغدة النخامية.
  • ويفرز بأعلى نسبة في الليل هرمون الميلاتونين.
  • ويعمل على تقوية العضلات ورفع قوة وحيوية الجسم
  • ويمكن أن يساهم في منع تشكل السرطان من خلال التأثير على موانع التأكسد التي تقضي على الجذور الحرة وأيضًا تقوية جهاز المناعة.

يعتبر من أهم الدلالات على خلل الغدة الصُنوبرية هو عدم إنتاج هرمون الميلاتونين أو انتاجه بكميات غير كافية، اذ يرافق ذلك مشاكل في النوم، حيث لا توجد طريقة لضبط مستويات هرمون الميلاتونين الا من خلال اخذه كجرعات اضافية ويفضل أن تكون بجرعات قليلة تتراوح ما بين (0.2 – 20) مليغرام ، وذلك لاحتمالية تسببها بمضاعفات جانبية مثل: زيادة طفيفة في ضغط الدم، و انخفاض طفيف في درجة حرارة الجسم و أيضًا الشعور بالقلق و الارتباك.

إقرأ أيضا:ارتفاع الهرمون الذكري عند النساء

الغدة الصنوبرية وصحة القلب والأوعية الدموية

أشارت الدراسات السابقة وخصوصًا التي أُجريت عام 2016 على وجود علاقة بين هرمون الميلاتونين الذي تنتجه الغدة الصُنوبرية والصحة القلبية الوعائية، حيث توصلت الدراسة على ان هرمون الميلاتونين الذي تنتجه هذه الغدة يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على القلب وضغط الدم و يمكن أيضًا استخدامه لعلاج أمراض القلب والأوعية الدموية.

الغدة الصنوبرية والهرمونات الأنثوية

هناك بعض الأدلة على ان التعرض للضوء ومستويات هرمون الميلاتونين قد يكون له تأثير على دورة المرأة الشهرية، اذا تبين أن وجود هرمون من الميلاتونين بكميات منخفضة يؤدي إلى خلل في الدورة الشهرية.

الغدة الصنوبرية وعلاقتها بالحالة النفسية

قد يشير حجم الغدة الصُنوبرية إلى خطر التعرض لبعض الاضطرابات المزاجية، حيث أشارت إحدى الدراسات إلى ان انخفاض حجم الغدة الصنوبرية قد يزيد من خطر الإصابة بمرض الفصام واضطرابات المزاج الأخرى.

الغدة الصنوبرية والسرطان

تشير بعض البحوث والدراسات تشير على احتمالية أن تكون هناك علاقة بين اختلال وظيفة الغدة الصنوبرية ومخاطر الاصابة بالسرطان، حيث أفادة دراسة أُجريت على الجرذان أدلة على ان خفض وظيفة الغدة الصنوبرية من خلال التعرض المفرط للضوء أدى إلى تلف الخلايا وزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون.

إقرأ أيضا:أسباب تضخم غدة البروستاتا

الاختلالات في عمل الغدة الصنوبرية

إذا كان هناك خلل في الغدة الصنوبرية، فقد يؤدي ذلك إلى اختلال في توازن الهرمونات، والذي يمكن أن يؤثر على الأنظمة الأخرى في جسم مثل: خلل في أنماط النوم نتيجة لخلل في الغدة الصنوبرية، اضطرابات في الرحلات الجوية الطويلة والارق، وذلك لأن هرمون الميلاتونين الذي تفرزة الغدة الصنوبرية يتفاعل مع الهرمونات الأنثوية، فإن المضاعفات قد تؤثر على الدورة الشهرية والخصوبة.

تقع الغدة الصُنوبرية في أحد مناطق الدماغ التي لا تحوي على الحاجز الدموي الدماغي، وذلك لتسهيل إفراغ هرمونات هذه الغدة إلى الدم، وتتفاعل هذه الغدة بشكل كبير مع الدم والسوائل الأخرى. عند  حدوث ورم في الغدة الصنوبرية ، فان ذلك قد يؤثر على العديد من الامور الأخرى في الجسم. يمكن تلخيص بعض الأعراض المبكرة للورم بما يلي: النوبات، اضطراب في الذاكرة، والشعور بالصداع و الغثيان، وأيضًا الضرر في الرؤية والحواس الأخرى.

موقع الغدة الصنوبرية

تقع الغدة الصُنوبرية في الجزء الخلفي من البطين الدماغي الثالث بين شطري للدماغ وخلف الغدة النخامية، وهو مكان مليء بالسائل، وغالبًا ما تكون الغدة الصُنوبرية في البالغين، طولها ما يقرب من 5 إلى 9 ملم و وزنها حوالي 0.1 غرام، حيث تتألف الغدة الصنوبرية من خلايا عصبية، وأجزاء من الخلايا العصبية، وخلايا تعرف باسم pelealocytes.

السابق
ما هي وظيفة الغدة الدرقية
التالي
استئصال الغدة الدرقية بالليزر