السُمنة
تعرّف السُمنة على أنّها الحالة التي يساوي فيها مؤشّر كتلة الجسم (بالإنجليزيّة: Body Mass Index) ثلاثين أو يزيد عن ذلك، ويُعّد هذا المؤشر مقياساً لدهون الجسم، ويُحسب اعتماداً على وزن الشخص بالنسبة لطوله، وتصنّف مراكز مكافحة الأمراض واتّقائها (بالإنجليزية: CDC) السمنة بأنّها أحد الأمراض الخطيرة، حيث يُشكل المصابون بها أكثر من ثُلث البالغين في أمريكا. ويتم تشخيص الإصابة بالسمنة عادةً من خلال حساب مؤشر كتلة الجسم، وذلك بقسمة الوزن على مربّع الطول بالمتر، فإذا كان الناتج يساوي 30 أو أكثر فإن ذلك يعني أن الشخص مصاب بالسمنة، كما أنّ هنالك عدّة مقاييس أكثر دقّة تساعد على معرفة توزيع الدهون الزائدة في الجسم من خلال سماكة الجلد، كما يمكن أخذ صورة مقطعيّة لمعرفة كميّة الدهون الزائدة وأماكن تركّزها، كما أنّ هنالك بعض الاختبارات المخبريّة والتي يمكن أن تُشخّص السمنة والأخطار المرافقة لها، مثل فحص الكوليسترول والجلوكوز، واختبار وظائف الغدة الدرقيّة والقلب، بالإضافة لفحص السكّري.
علاج السمنة
تعتبر السمنة من المشاكل الصحيّة الخطيرة، ويجب أن يسعى المصاب بها لاتباع إحدى وسائل علاجها، ومنها ما يأتي:
اتّباع نمط حياة صحّي
يُعد اتباع نمط حياة صحيّ من أهم الطرق لعلاج السُمنة وذلك من خلال الالتزام بحمية غذائية تهدف إلى تخفيف الوزن بمعدل نصف إلى كيلو غرام أسبوعياً، وذلك من خلال تقليل السعرات الحرارية بشكل يبلغ 500-1000 سعرة يومياً، وتجنب الأغذيّة الغنيّة بالسعرات والمفتقرة للعناصر الغذائية واستبدالها بخيارات أخرى أكثر فائدة، وتعتمد هذه الحمية على بعض مما يأتي:
إقرأ أيضا:طرق للتنحيف- تناول الخضار والفواكه والأغذية الغنيّة بالألياف القابلة للذوبان؛ كبذور الكتّان، والبقول، والتوت الأسود، والأفوكادو، حيث تمتص هذه الألياف الماء وتصبح كالمادة الهلاميّة التي تبطّئ مرور الطعام في الجهاز الهضمي وتزيد الشعور بالشبع.
- تقليل حجم الوجبة الغذائية الواحدة من خلال تحديد كميتها باستخدام الصحن.
- قراءة قائمة المعلومات الغذائية (بالإنجليزية: Food label) على الأصناف المتنوعة.
- الامتناع عن تناول الأطعمة التي تحتوي على الدهون المتحولة (بالإنجليزيّة: Trans fat) مثل السمن النباتي المهدرج، وبعض الأطعمة المعلّبة.
- تقليل تناول الأطعمة المحتوية على السكّر، أو الكربوهيدرات المكررة وتناول الحبوب الكاملة بديلاً لها.
- تناول كمية من البروتين مع كل وجبة لزيادة الشعور بالشبع وتقليل الشهيّة.
- استخدام الدهون الصحيّة مثل زيت جوز الهند عوضاً عن زيت الطبخ، والتي تساهم في تقليل تخزين الجسم للدهون.
- تناول الأطعمة الغنيّة بالبروبيوتيك (بالإنجليزيّة: Probiotic) وهو نوع من البكتيريا التي تساهم في تعزيز صحّة الأمعاء وتقليل الوزن.
- كما يجب أن يصاحب ذلك نظام رياضي يهدف لزيادة النشاط البدني من خلال البدء بالمشي يومياً مدّة نصف ساعة، ثمّ زيادة ذلك تدريجيّاً حتى يصل النشاط الرياضي لمعدل 300 دقيقة في الأسبوع، مما ينشّط من عملية الأيض ويزيد من قوّة الجسم، ومن الممكن أن يجد الشخص صعوبة في تغيير نمط المعيشة الذي اعتاد عليه في البداية لذلك يمكن أن تسانده مجموعة تعاني من السمنة أيضاً، كما يُنصح بالتخلّص من التوتّر من خلال ممارسة التأمّل أو تمارين اليوغا، وأخذ قسط كافٍ من النوم يصل لسبع ساعات على الأقل.
استخدام العلاج الدوائي
قد يلجأ الأطباء لاستخدام أدوية تخفيف الوزن في حال كان مؤشر كتلة الجسم يساوي 30 أو يزيد على ذلك، ولم تنجح الطرق السابقة في علاج المريض، أو بسبب معاناته من مشاكل صحيّة ناتجة عن إصابته بالسُمنة مثل ارتفاع ضغط الدم وكان مؤشر كتلته أكثر من 27، وتعمل بناء على آليتين تتمثل إحداها في تقلّيل الشهيّة، في حين تمنع الأخرى من امتصاص الجسم للدهون، ولا يلجأ الأطباء لهذا العلاج أوّلاً لما قد يُصاحَبه من أعراض جانبيّة مزعجة كالغازات وحركة الأمعاء، ويتمّ إعطاء هذه الأدوية بالتزامن مع اتّباع نظام غذائي صحّي وممارسة التمارين الرياضيّة، ومنها ما يأتي:
إقرأ أيضا:طريقة تخفيف نمو الشعر- الأورليستات (بالإنجليزية: Orlistat): الذي يُستخدم للبالغين وللأطفال فوق عمر 12 سنة، ويقلّل من امتصاص الجسم للدهون، وله آثار جانبيّة كالغازات، والإسهال، وألم في المعدة.
- فينترمين/توبيراميت (بالإنجليزية: Phentermine/topiramate): والذي يساهم في زيادة الشعور بالشبع، ويتكون من دوائين؛ الفينترمين الذي يقلل من الشهيّة بينما يعالج التوبيراميت الصداع النصفي والنوبات، وعلى الرغم من ذلك يمكن لهذا الدواء أن يؤدّي لحدوث مشاكل في النوم أو الشعور بالدوران، أو حدوث الإمساك، أو الشعور بوخزات في اليدين والقدمين.
- ليراجلوتايد (بالإنجليزية: Liraglutide): الذي يُستخدم للبالغين بهدف زيادة الإحساس بالشبع، ومن مضاعفاته أنّه قد يتسبب بزيادة خطر الإصابة بالتهاب البنكرياس (بالإنجليزيّة: Pancreatitis)، كما يمكن أن يؤدي لنمو ورم نادر في الغدة الدرقيّة وذلك حسب الدراسات التي أجريت على الحيوانات.
- لوركاسيرين (بالإنجليزية: Lorcaserin): والذي يؤثّر على مستقبلات السيروتونين التي تُعّد أحد النواقل العصبيّة في الدماغ، مما يمكن له أن يزيد من الشعور بالشبع بمجرد تناول وجبة صغيرة، إلا أنّ له بعض الآثار الجانبيّة مثل: السعال، والإصابة بالإمساك، والإعياء، والغثيان، وجفاف الفم، والصداع.
العلاج الجراحي
تعتبر هذه الطريقة الحل الأخير الذي يمكن اللجوء إليه في حالة السمنة المفرطة، وهناك عدّة أنواع من العمليات التي يمكن إجراؤها للتخلّص من هذه السمنة، والتي تقلل من امتصاص المواد الغذائيّة في الجسم، أو تأثر على كميّة الطعام الذي يتم تناوله، حيث تسبب الشعور بالانزعاج حال تناول كميّات كبيرة، ويتأكد الأطباء قبل إجراء العمليّة من استعدّاد المريض جسديّاً ونفسيّاً للتغييرات التي سيتم اتباعها مثل التزام نظام متوازن، وعادةً ما يتم اللجوء للعمليّة إذا كان مؤشّر كتلة الجسم يساوي أربعين أو أكثر، أو إذا كان أكثر من 35 بالنسبة للمصابين بالأمراض الناتجة عن السُمنة مثل مرض القلب وغيرها، وهنالك عدّة أنواع للعمليات، ومنها ما يأتي:
إقرأ أيضا:طرق التنحيف- جراحة المجازة المَعِدِيّة (بالإنجليزية: Gastric bypass surgery): والتي يتم إجراؤها لإضافة جيب صغير في المعدة، ويتم إيصاله مع الأمعاء الدقيقة مباشرةً، بهدف نقل الطعام والسوائل إليها دون المرور بأغلب أجزاء المعدة.
- حزام المعدة القابل للتغيير (بالإنجليزيّة: laparoscopic adjustable gastric banding): وتتمّ هذه العمليّة بتقسيم المعدة إلى جزئين باستخدام حزام.
- تكميم المعدة (بالإنجليزيّة: Gastric Sleeve): والتي تعتمد على استئصال جزء منها.
- جراحة تحويل مجرى القناة المراريّة بالإضافة لتحويل مسار الأثني عشر (بالإنجليزية: Biliopancreatic diversion with a duodenal switch): وهي من العمليات الخطيرة التي تُجرى عادةً في حال عدم نجاح الطرق السابقة لإنقاص أوزانهم، ويتم خلالها استئصال الجزء الأكبر من المعدة.
أسباب السمنة
هنالك عدّة أسباب وعوامل تؤدّي للسمنة، إلا أنّ السبب الرئيس هو عدم توازن السعرات الحرارية التي تم استهلاكها، وتناول الأطعمة عالية السعرات الحراريّة، ومن العوامل الأخرى ما يأتي:
- تاريخ العائلة: وذلك في حال كان أحد الأبوين يعاني من السمنة، والجينات الوراثيّة التي تؤثّر على كيفيّة تخزين الجسم للدهون.
- الأدوية التي تسبّب السمنة: كالأدوية المضادّة للاكتئاب والصرع، وأدوية السكّري، ومحصر مستقبل بيتا (بالإنجليزية: Beta blockers).
- المشاكل الصحيّة: مثل قصور الغدّة الدرقية، ومتلازمة برادر فيلي (بالإنجليزيّة: Prader-Willi Syndrom)، وتكيّس المبايض.
- العوامل الاجتماعية: حيث تزيد من خطر الإصابة بالسُمنة إذا كانت البيئة المحيطة تعاني من ذلك.
- العوامل البيئية: إذ يمكن أن تؤثّر على نمط المعيشة وسلوكيات تناول الطعام، كقلّة الحركة وتناول الوجبات السريعة عالية السعرات الحرارية، كما يمكن للعوامل المحيطة أن تسبّب التوتّر، مما يزيد من احتمال الإصابة بالسمنة.
- النوم لفترات قصيرة: حيث تؤثّر اضطرابات النوم على الهرمونات وتزيد الشهيّة.
- التقدّم في العمر: حيث يقلّ معدّل الأيض في الجسم وتنخفض الكتلة العضليّة، مما يزيد احتمال الإصابة بالسمنة.
المخاطر الصحيّة للسمنة
تزيد السمنة من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض والمشاكل الصحيّة، وخاصة إذا كان هناك تاريخ عائلي لهذه الأمراض، كما يتأثر ذلك وفق المكان الذي تتراكم فيه الدهون، إذ إنّ الوزن الزائد المتركّز حول المعدة يزيد من خطر الإصابة بشكل أكثر مقارنة مع المتراكم في الأرداف، ومن هذه المخاطر ما يأتي:
- ارتفاع ضغط الدم.
- أمراض القلب والسكتة الدماغيّة.
- مرض السكّري.
- حصى المرارة.
- الفُصال العظمي (بالإنجليزيّة: Osteoarthritis).
- التهاب المفاصل (بالإنجليزيّة: Gout).
- اضطرابات النوم، كانقطاع النفس النومي (بالإنجليزيّة: Sleep Apnea)، ومرض الربو.
- سرطان القولون، والثدي، والكلى، والمريء.