الثراء
يُولدُ البعضُ غنيّاً يملك من الثروة ما يكفيه ليحقق كل رغباته في الحياة، والبعض يسعى بجهدٍ للحصولِ على أقلّ متطلبات الحياة. ولكنّ أغلبَ النّاس يتمنونَ أن يمتلكوا الكثير من المال، فيسعونَ بالعديد من الطرق لتحصيل الثروة، فيعملون بجهدٍ، أو يصنعونَ مشروعاً خاصّاً بهم، أو يضعونَ أفكاراً وخططاً لتحقيق هدفهم. ويُعرَّف الشخص الثريّ بأنّه ذلك الشخص الذي لديه من الممتلكاتِ ما يكفيه للإنفاق والاستهلاكِ دونَ قلق، فبذلك يحصل على حياة من الراحة والرفاهيّة والمتعة.
كيفيّة اكتساب الثّروة
قد يحصل الشخص على المال من وِرثةٍ لأسرته، دونَ أيّ جهدٍ منه أو عناء، وقد يحتاج البعض الآخر إلى التفكير، وإنشاء مشاريعَ صغيرة مربحة جداً وغير مكلفة، واتباعِ النصائحِ لامتلاكها؛ فالثروة غير محصورة بفئة معيّنة يمكنها تحقيقها، لأنّ الأمر لا يحتاجُ إلّا تصميماً ومثابرةً وتحدّياً. وقبلَ البدء بالعمل الجادّ حتى يصبحَ الفردُ غنيّاً، عليه أن يدركَ أنّ العملَ على الجانبِ النفسيّ وخَلْق الإيجابيّة من أهمّ العناصر لتحقيق الثراء، وفيما يأتي بيان لكيفيّة اكتساب الثروة:
التحسين الذاتيّ
إنّ تحقيق الثروة يتطلّب تحضيراً نفسيّاً لرحلة الحصول عليها، إذ من الممكن أن يتعرّض الفرد للعديد من العَقبات في البداية، فإن لم يكن قد حسّنَ نفسه وحصّنها قبل البدء بها، فقد يتراجع وتضيع فرصته بأن يصبحَ ثريّاً. ويكون التحسين الذاتيّ باتباع مجموعة من النصائح:
إقرأ أيضا:كيف أحصل على المال من الإنترنت- الإيمان بالنّفس: يُعدّ أحد أهمّ الأسرار للحصولِ على الثروة، أن يؤْمنَ الشخص بنفسه، لأنّه بذلك سيخلُق الفرص حتى يصلَ لهدفه، أمّا إذا كان يفتقد ثقته فسيكون دائمَ الشّكِ بالنجاح، وكثيرَ الخوفِ في كلّ خطوة يتخذها.
- الثقة بالحدس: إذا أرادَ أن ينجحَ الشخص بعملٍ ما، عليه أن يثقَ بقراراته وحدسه، فلا يتقيّد برأي الآخرين وتجاربهم، والوقوف أمام كلّ فرصة لدراستها وتحليلها حتى لا تضيعَ أمامَ الحيرة.
- فهم الحظّ: إنّ الحظّ حقيقة ولكنه مرتبطٌ بالقدر، فينبغي للشخصِ أن يفعلَ كلّ ما يستطيع ثمّ يضع ما صنعه بين يديّ القدر، ولا ينبغي أن يحبسَ نفسه بمفهومِ الحظّ السيّئ الذي يقيّده ويمنعه من أن يحققَ ما يريد.
- الانفتاح: فلا يحصر الشخص نفسه بخيارات يعتقد أنّها هيَ الأنجح لأنّه لم يجرّب غيرها، لا بدّ أن يجرّب كلّ ما هو متاح له، ويكونَ أكثرَ انفتاحاً على الخيارات.
الخطوات العمليّة
عند التفكير في أن يصبح الفرد غنيّاً، عليه أن يتّبعَ المبادئ التي اتخذها الأشخاص الذين حققوا الثراءَ في حياتهم. وفيما يلي مجموعة من هذه المبادئ والنصائح:
- إدارة الموارد الماليّة: لكلّ شخص موارد دخل معيّنة، تأتيه من مصادر ما، فإذا لم يحسن الشخص التصرّف بها، ستضيع وإن كانت كثيرة. لذا عليه أن يحسن إدارتها، فيحدد مصاريفه الضروريّة، وبذلك يكون دخله أعلى من مصاريفه وليس العكس.
- وضع خطّة: أينما اتجه الإنسان فهو بحاجة لخطة توصله إلى هدفه، لذا يجب وضع خطّة تبيّن المسارات الوظيفيّة أو المشاريع التي يمكن التوجه إليها.
- المجازفة لكسب المال: فالبقاء في منطقة الأمان بسبب الخوف من الفشل، لن يساعد على الوصول إلى النجاح. والمجازفة يجب أن تكون مدروسة، وأن تخضع للمناقشة مع أصحاب الاختصاص، وأن تشمل جزءاً من المال والوقت وليس كلّه. كما أنّ المجازفة تحددها عوامل معيّنة، هي:
- العمر: كلما كان عمر الفرد صغيراً، كان أكثر قدرة على المجازفة.
- الالتزامات العائليّة: فالشخص الذي لديه أطفال، تقلّ قدرته على المجازفة.
- الدخل أو حجم الثروة: فالمخاطرة لا تكون أعلى من الثروة، فإذا خسرَ سيفقد ثروته ويتحمّل ديوناً.
- الادخار: يجب أن يبدأ منذ الصغر بتحديد نسبة معيّنة من الدخل للادخار.
- العمل بجدّ: لأنّ الثراء يأتي بالعمل الجادّ و ليس بالراحة، فالأثرياء تحلّوا بقوّة الإرادة، وضحّوا براحتهم وساعاتِ نومهم في بداية سعيهم لتحقيق ثرواتهم.
- إيجاد مصادر جديدة للدخل: يتم ذلك إمّا بتنمية بعض المهارات التي يمتلكها، بحيث يستغلها لتجلب له دخلاً جديداً، وإما من خلال استثمار بعض الأموال في عقارات أو مشاريع تجلب الدخل.
- التخلّص من الديون: بأن يجعل قضاء ديونه أولويّة، ولا يَقترض إلّا عند الحاجة القصوى.
- الاحتكاك مع الأشخاص الناجحين: فعندما يحيط الشخص نفسه بأشخاص لديهم أهداف، أو أشخاص ناجحين في عملهم، سيستفيد من خبراتهم، ويتشجع على تحقيق أهدافه.
أفكار لتصبح غنياً
في ما يأتي بعض الأفكار التي قد تساعد في زيادة الدخل المادي للفرد:
إقرأ أيضا:إدارة الأعمال الناجحة- الاستثمار العقاري؛ بامتلاك الشقق السكنية، والأراضي الزراعية، والمخازن والمحلات التجارية والمكاتب، وغيرها.
- الاستثمار بالمشاريع الريادية والشركات الناشئة، ومن الأمثلة على ذلك:
- إنشاء مؤسسة استشارية تقدّم خدمات إبرام الصفقات بين عدة أطراف على أن تنال نسبة من تكلفة الصفقة، أو نسبة من الأرباح المتفق عليها.
- تعلّم آلية عمل المحافظ الاستثمارية والمضاربة والاستثمار في سوق الأسهم والبورصة مع ضرور تكوين المعرفة اللازمة للخوض في هذا المجال الاستثماري.
- الأعمال التجارية بمختلف أنواعها لكنها تتطلب رأس مال وخطة استراتيجية للاستمرار في توريد البضاعة أو تصديرها وإنتاجها حسب العرض والطلب.
- استثمار الأعمال عبر الانترنت يعد من أيسر الطرق، إلا أنّه لا يخلو من المخاطرة، ولا بد من تكوين معرفة متخصصة في مجال معيّن لأنّ المجالات على الانترنت متعددة وكثيرة جداً، إذ يمكن تقديم الخدمات عن بعد، أو العمل الحر، ويمكن بيع البضائع وتسويقها.
- تأليف الكتب وطباعتها ونشرها.
- الاستثمار في المواقع الالكترونية الشهيرة.
- الاستثمار بادخار المبالغ الصغير يومياً وتأمين الوضع المادي من المدخرات في حال حدوث أي طارئ، أو لتمويل استثمارات أخرى.
المحافظة على الغنى
بعد تَحقيق الفرد للغنى من المُهم أن يُدرك كيفيّة المحافظة على الغِنى الذي وصل له؛ من أجل ضمان استمرار وجود الثروة الماليّة، وفيما يأتي مجموعة من الأسباب المُرتبطة بالمحافظة على الغنى:
إقرأ أيضا:بحث عن ضغوط العمل- تجنب خُطط الثراء السريع: هي من الأفكار السائدة عن الأغنياء الذين يَحرصون على تحقيق ثراء سريع؛ من خلال المُشاركة بمجموعة من النشاطات، مثل شراء الأسهم، ولكن يَهتمُّ العديد من الأغنياء بالمُحافظة على ثروتهم الماليّة؛ من خلال تطبيق منهج بطيء وثابت للاستثمار، بدلاً من المُخاطرة بتنفيذ الخُطط السريعة لتحقيق الغنى، والتي يتمُّ وصفها بأنّها متقلبة.
- الاهتمام بالادّخار للتقاعد: هي من الأمور الضروريّة التي يسعى الأغنياء إلى الاهتمام بها؛ إذ يعدُّ الادّخار لوقت الوصول إلى التقاعد من أكثر الأولويّات المهمة عند الأغنياء؛ لأنّهم يهتمّون بالمحافظة على نمط حياتهم خلال سنوات ثرائهم أو عملهم؛ لذلك من المهم ادّخار المال للاستفادة منه عند الحُصول على التقاعد.
- الاهتمام بالضرائب: هي من المؤثرات المباشرة على الأغنياء؛ إذ يخضعون لنسبة أعلى من الضرائب؛ لذلك يسعى أغلبهم إلى تقليل تأثير الضرائب عليهم من خلال الاستعانة بالمحافظ الاستثماريّة التي تُشكل أماكن لتوزيع الاستثمارات، والأصول الماليّة باستخدام حسابات ماليّة متنوعة، من حيث التأثر بالضريبة.
- بناء مصادر متنوعة للدخل: هي من الأسباب المُهمّة للمحافظة على الغنى؛ إذ يجب أن يُدرك الشخص الغني أنّه لا يستطيع تحقيق الغنى بالاعتماد على راتب ثابت، فقد يفقد وظيفته بشكل غير متوقع؛ لذلك من المهم اتّخاذ الإجراءات المُناسبة لحماية النفس من التعرّض لهذا الموقف؛ من خلال البحث عن مصادر أخرى للحصول على الدخل، مثل الأعمال التجاريّة الاستثماريّة.
تصرفات تبعدك عن الثراء
يتخذ البعض توجهاتٍ خاطئة لتحقيق الثراء، قد تجعلهم يعتقدونَ أنّهم يسيرونَ في الاتجاه الصحيح لتحقيق الثروة، ولكنّ سعيهم لا يأتي بأيّ نجاح. ومن هذه التصرفات الخاطئة:
- التركيز على الادّخار، والاعتقاد بأنّه الوسيلة للوصول للثراء، فعلى الرغم من أهمية الادّخار، إلا أنّ كسب المال أهمّ من ادّخاره لدى الأغنياء.
- التمسّك بالعمل الذي يعطي دخلاً ثابتاً قد يوصل إلى الثراء ولكنّه بطيء، أمّا العمل الحرّ والمتنوع يُكسِب مالاً أكثرَ ويعطي خبراتٍ أوسع.
- العيش برفاهية والإنفاق على أشياء لا يحتاجها الشخص، أو شراء أشياء باهظة الثمن مع إمكانيّة استبدالها بالأشياء نفسها لكن بأسعار أقلّ.
- سعي الشخص لتحقيق أحلام الآخرين، ونسيان أحلامه وأهدافه، وهو بذلك لا يمارس عمله بحبّ، فلا يحقق نجاحاً فيه.
- الإنفاق على كلّ لوازم ورفاهيّات الحياة، والتفكير بالادّخار بما يتبقى من الدّخل، والأصحّ هو أنه يجب ادخار نسبة من المال قبل إنفاق أي شيء منه.
شخصيات تحوّلت من الفقر للغنى
في عالمِ الأثرياء توجد العديد من الأمثلةِ على شخصيّاتٍ كانت تعيشُ حياةَ الفقرِ، ثمّ اجتهدت وسعت فأصبحت تمتلك ثرواتٍ هائلة. وهي نماذجُ تعطي الأملَ لكلّ شخصٍ يرغبُ في أن يصبحَ ثريّاً، وتواجهُ كلّ شخصٍ يتقاعسُ عن السعيِ بحجّة أنّ الأمر يبدو مستحيلاً. ومن أشهر الشخصيّات التي تحوّلت من الفقر للغنى:
- أوبرا وينفري: ولدت أوبرا لأسرة فقيرة في المسسيبي، ولكنّها لم تتخلَّ عن حلمها لتصبح مذيعة، فحصلت على منحة تعليميّة في جامعة تينيسي، وفي عمر التاسعة عشر أصبحت أوّل مراسِلة على التلفاز من أصل إفريقيّ. ولاحقاً أصبحَ لها برنامجها الخاصّ، وحققت ثروة تبلغ 2.8 مليار دولار.
- مؤسس ستاربكس هاورد شولتز: نشأ شولتز في منطقة فقيرة، ولكنّه كانَ يحلم أن يصبح كغيره من الأغنياء، فحصلَ على منحة في جامعة ميشيغان، وبعدها أخذَ مقهىً صغيراً، وكان له في ذلك الوقت 60 فرعاً، وبدأ بتطويره حتى أصبحَ ستاربكس من أشهر المقاهي، وله 16 ألف فرع حول العالم، ويمتلك شولتز الآن ثروة تبلغ 2.8 بليار دولار.
- مؤسس الواتس آب جان كوم: انتقل جان كوم ليعيش مع والدته، حتى اضطرّ إلى العمل كمنظف في أحد المحلات التجاريّة؛ بسبب وضعه السيئ، وهو يبلغ من العمر 16عاماً. بدأ جان يتعلّم تقنيات الحاسوب المختلفة، وقد شارك في عام 2009م في تأسيس الواتس آب؛ أكبر خدمة للتراسل على الهواتف، وقد باعها بما يعادل 22 مليار دولار، وهو الآن يمتلك ما يقارب 9.1 مليارات دولار.
أثرياء العالم
فيما يأتي خمسة أثرياء من العالم ذكرتهم مجلة فوربس عام 2018م وهم:
- جيف بيزوس Jeff Bezos: استطاع جيف بيزوس الوصول إلى هذه القائمة بفضل موقع أمازون الّذي أنشأه (Amazon.com)، وقد أسس جيف بيزوس موقع أمازون في مرآب في سياتل، وكان يبيع فيه الكتب في البداية إلّا انّه أصبح متجراً شاملاً فيما بعد.
- بيل جيتس Bill Gates: مؤسس شركة مايكروسوفت وقد حقق بيل من خلال هذه الشّركة أرباحاً كبيرة جعلته من أثرياء العالم، كما أسس بيل مؤسسسة (بيل وميليندا جيتس) التي ساهمت في محاربة شلل الأطفال والملاريا، كما قام بالتبرع من أجل محاربة مرض الإيبولا.
- وارن بافيت Warren Buffett: من أشهر المستثمرين المهتمين باستثمار القيمة وقد عرف باسم ( The Oracle of Omaha)، وقد اشترى وارن أسهماً في شركة خاصة بالنّسيج (بيركشاير هاثاواي) وكان أول من امتلك أسهماً فيها، ثم أصبح صاحب أكبر حصة فيها عام 1964م.
- أسرة برنار أرنو Bernard Arnault Family: من الأثرياء المهمين في هذه القائمة هو برنار الرّئيس التّنفيذي ورئيس مجلس إدارة شركة LVMH وهي أكبر شركات السّلع الفاخرة في العالم، إذ تمتلك هذه الشّركة مجموعة من أكبر العلامات التّجاريّة.
- مارك زوكربيرج Mark Zuckerberg: هو أحد مخترعي فيسبوك والرّئيس التّنفيذي لشركة فيسبوك، وهذه الشّركة جعلت اسم مارك يلمع كأحد أثرياء العالم بفضل أرباحها الكبيرة، وشارك مارك ثروته في العديد من الأعمال الخيرية كتبرعاته الخاصة بالمدارس العامة في ولاية نيوجيرسي.