الشوكولاتة
الشوكولاتة (بالإنجليزية: chocolate) هي منتج غذائيّ مُصنَّع من حبوب الكاكاو، ويُستخدَم في العديد من المشروبات والحلويات والمأكولات، وتعد الشوكولاتة غذاءً غنيّاً بالكاربوهايدرات والكافايين؛ ولذا فهي تشكّل مصدراً جيّداً للطاقة. تتميّز الشّوكولاتة بمذاقها الفريد؛ لذلك فهي واحدة من أكثر المأكولات شعبيّة في العالم، وبالإضافة للمتعة التي يمنحها تناول الشّوكولاتة فهي مفيدة لجسم الانسان. فكيف يتم إعداد الشّوكولاتة؟ وما المكونات التي تدخل في صناعتها؟ وما هي فوائدها للجسم؟
تاريخ الشوكولاتة
يعود تاريخ الشّوكولاتة إلى أربعة آلاف عام، عندما قام سكان أمريكا الوسطى القديمة بزراعة نبات الكاكاو لأول مرة، وطحنوا بذوره وحوّلوها إلى عجين، وخلطوها بالماء، والفانيليا، والعسل، والفلفل الحار، والتّوابل الأخرى لصنع شراب الشّوكولاتة الذي كان يُسمّى شراب الآلهة؛ إذ اقتصر تقديمها للحكام، والمحاربين، والكهنة، والنبلاء في الاحتفالات المقدسة، ولشدة تقديرهم للشوكولاتة، فقد استخدموها كعملة؛ حيثُ كان يمكن شراء المواد الغذائية ببذور الكاكاو. وصلت الشّوكولاتة إلى إسبانيا عن طريق الغزاة الإسبان الذين جلبوها معهم من المكسيك، وأضاف الإسبان لشراب الشّوكولاتة قصب السكر، والقرفة، وهناك أيضاََ بقيت الشوكولاتة شراباََ حصرياً للنخبة ذوي السّلطة والثّروة، فلم يكن بإمكان عامة الشّعب تحمّل تكلفة استيرادها.
انتقلت الشّوكولاتة من إسبانيا إلى فرنسا عندما تزوّجت ابنة الملك الإسباني فيليب الثّالث من الملك الفرنسي لويس الثّالث عشر عام 1615م، ومنها انتشرت الشّوكولاتة إلى قصور أوروبا، ولتأمين احتياجاتهم من الشّوكولاتة بدأ الأوروبيون بإنشاء مزارع استعماريّة في المناطق الاستوائيّة حول العالم لزراعة الكاكاو، والسّكر، وعندما بدأت الأمراض التي جلبها الأوربيون بالفتك بالسّكان الأصليين لأمريكا الوسطى، استبدلوهم بالعبيد الأفارقة للعمل في مزارع الكاكاو. ظلّت الشّوكولاتة شراباً حصرياََ للنبلاء حتى اخترع الهولندي كونراد يوهانيس فان هوتن (Coenraad Johannes van Houten) مكبس الكاكاو، والذي يعمل على فصل زبدة الكاكاو ومسحوق الكاكاو كلٍّ على حدة؛ مما قلّل من تكلفة إنتاج الشّوكولاتة بحيث تصبح متاحة للجماهير، وفي عام (1847م) أنتجت الشّركة البريطانيّة “J.S. Fry & Sons” أوّل قطع الشّوكولاتة الصلبة المكونّة من زبدة الكاكاو، والسّكر، ومسحوق الكاكاو، وفي عام (1879م) اخترع رودولف لندت (Rodolphe Lindt) جهاز “القدر الصّدفي” الذي يعمل على مزج الشوكولاتة ويُعطيها قوامها المخملي وطعمها الّلذيذ؛ الأمر الذي ساهم في تطوير صناعة الشّوكولاتة.
إقرأ أيضا:صنع فقاسة بيض منزليةطريقة صنع الشوكولاتة
تمر صناعة الشّوكولاتة بعدة مراحل، يمكن تلخيصها كالآتي:
- قطف قرون الكاكاو: تُقطَف قرون الكاكاو باليد خوفاََ من إتلاف براعم الزّهور أو القرون غير النّاضجة، وتُفتح بعنايَة لاستخراج البذور واللُّب المحيط بها، وتكون القرون ناضجة عندما يصبح لونها أصفر أو برتقالي. يتكوّن كل قرن من (30-50) بذرة تترتّب في خمسة أعمدة، و تكون كل بذرة بحجم ثمرة الزّيتون، ومغطاة بلب أبيض.
- التخمير: تُغسل البذور دون نزع اللّب عنها وتوضع في أكوام أو داخل صناديق مثقبّة لها أغطية، وتُغطّى بأوراق الموز وتُترك من (2-9) أيام لتختمر وتكتسب النكهة المُحبّبة للشوكولاتة. يتحوّل اللّب المحيط بالبذور بتأثير الخمائر الموجودة في الهواء وبمساعدة الحرارة إلى كحول، ويتحوّل الكحول بدوره عند تفاعله مع الأكسجين إلى حمض الّلاكتيك، وحمض الخلّيك، وتتسرب السّوائل النّاتجة عن عملية التخمير من الثّقوب وتبقى البذور لوحدها.
- تجفيف البذور وتخزينها: توضع البذور المخمّرة على حصر خيزرانيّة أو على ألواح خشبيّة تحت الشّمس الحارة، وتُترَك لتجف من (7-14) يوماََ، مع تقليبها باستمرار حتى تجف من الجانبين، كما يمكن تجفيفها في المناطق الممطرة داخل سقيفة مهواة جيداً، وعندما تصل نسبة رطوبة البذور إلى (6-7)% فقط يمكن تعبئتها في أكياس وتخزينها، أو البدء بالمرحلة الثّانية من تصنيع الشّوكولاتة.
- تحضير كتلة الكاكاو (بالإنجليزية: cocoa mass): تُنظف البذور، ثمّ يتم استبعاد البذور التي يوجد فيها عيوب، ثم تُحمّص على نار هادئة لمدة (10-35) دقيقة للحصول على النكهة، وتُذرى البذور لفصل القشرة عنها، ثم تُطحن بلطف للحصول على كتلة الكاكاو التي تكون صلبة في درجة حرارة الغرفة، ويمكن تحويل كتلة الكاكاو بتعريضها لضغط مرتفع إلى زبدة الكاكاو ومسحوق الكاكاو.
- تصنيع الشّوكولاتة: توضع المكونات المرغوبة في ماكينة الطّحن للحصول على شوكولاتة ناعمة الملمس، وتعتمد المكونات على نوع الشّوكولاتة، فالشّوكولاتة الدّاكنة تُصنع من كتلة الكاكاو، وزبدة الكاكاو، والسُّكر، أما شوكلاتة الحليب فتحتاج بالإضافة للمكونات السّابقة إلى الحليب، أما الشّوكولاتة البيضاء فتُصنع من زبدة الكاكاو، والسّكر، ومسحوق الحليب، ولا يضاف إليها كتلة الكاكاو؛ لذلك يعتبرها البعض شوكلاتة غير حقيقية، ويمكن إضافة بعض النّكهات حسب الرغبة، مثلاً يمكن إضافة مسحوق الكريما أو الفانيلا، وتعتمد نكهة الشّوكولاتة على المكونات والنّسب المحددة التي تضاف بها؛ ممّا يعطي كل نوع من الشّوكولاتة مذاقها الفريد.
- صقل الشّوكولاتة: في هذه المرحلة يتم تسخين الشّوكولاتة، وعجنها، وتهويتها، وصقلها، ويضاف إليها الليسيثين وزبدة الكاكاو للوصول للسيولة المطلوبة للحصول على شوكولاتة نقية، ومتناسقة، ولذيذة، وفي هذه المرحلة أيضاً تكتسب الشّوكولاتة رائحتها ونكهتها النّهائية.
- تشكيل الشّوكولاتة: تتضمّن هذه المرحلة تقسية الشّوكولاتة بتبريدها تدريجياََ وصبّها في قوالب لتكتسب شكلها النهائي.
فوائد الشوكولاتة
يشعر البعض عند تناول الشّوكولاتة بالمتعة وبالذّنب أيضاََ، ويعود ذلك لعدم معرفتهم للفوائد التي يمكن الحصول عليها من تناول الشّوكولاتة، ولكن من المهم اختيار الشّوكولاتة الدّاكنة التي تكون نسبة الكاكاو فيها (60%) على الأقل، وألّا يُضاف إليها الكثير من السّكر، عندها يمكن الاستمتاع بالطّعم الغني للشوكولاتة، وبالعديد من الفوائد المحتملة لها، ومنها:
إقرأ أيضا:كيف تصنع طائرة ورقية تطير بالخيط- تعدّل المزاج، وتمدّ الجسم بالطّاقة، وتحارب الاكتئاب.
- تساهم في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدّموية.
- تعزّز مقاومة الأنسولين وتقي من مرض السّكري.
- تساهم في الوقاية من مرض السّكتة الدّماغيّة.
- ترفع مستوى الكوليسترول الجيد، وتُقلّل من تأثير الكوليسترول الضّار لاحتوائها على مضادات الأكسدة.
- تُخفّض ضغط الدّم.
- تساعد في السّيطرة على السّعال.
- تُقلّل من خطر الإصابة بحالة “مُقَدِّمات الارْتِعاج” (ما قبل تسمم الحمل) عن طريق خفض ضغط دم الحامل.
- تحسّن وظائف الدّماغ مثل التّفكير، والذّاكرة، وغيرها.
- تساعد في تدمير الجذور الحرة المسببة للسرطان؛ وذلك لاحتوائها على مضادات الأكسدة.
- تحمي البشرة من الأشعة فوق البنفسجيّة.
- تُزوّد الجسم بالمعادن الغذائيّة والفيتامينات، ومنها: الرّيبوفلافين، والنّياسين، والكالسيوم، والحديد، والمغنيسيوم، والفوسفور، والزّنك، والنّحاس، والمنغنيز، والأحماض الدهنية أوميجا-6، والكافيين، والثّيوبرومين.
- تُحسّن توزيع خلايا الدّم الحمراء.
- تعزّز عمل جهاز المناعة في الجسم.