علاقات أسرية

عمل المرأة المتزوجة

عمل المرأة المتزوجة

أصبح توجّه النساء نحو العمل خلال العصر الحديث من الظواهر المنتشرة في مختلف أنحاء العالم، فقد شهدت الدول الصناعية زيادةً واضحةً في أعداد النساء العاملات خلال القرن العشرين استمرّت طوال القرن؛ وذلك بسبب زيادة مشاركة النساء المتزوجات في سوق العمل، إضافةً إلى التطوّرات التي شملت العديد من المجالات الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، والفكرية، والثقافية، والتي بدورها ساهمت في تغيير النظرة الاجتماعية لدور المرأة في المجتمع، ممّا أتاح لها الفرص للمشاركة في العملية الإنتاجية في مختلف القطاعات.

 

تضاعفت مسؤوليات المرأة المتزوجة العاملة، فبعد أن كانت مسؤولةً عن أسرتها داخل المنزل فقط، أصبحت مسؤولةً أيضاً عن وظيفتها في المؤسسة التي تعمل فيها، فهي مسؤولة عن القيام بواجباتها المنزلية المتنوعة؛ كرعاية شؤون الزوج والأبناء، والقيام بالأعمال المنزلية التي تشمل التنظيف، والطهي، الغسيل، وغيرها، ومن جهةٍ أخرى أصبحت مسؤولةً عن واجباتها ضمن المؤسسة التي تعمل بها ضمن القوانين التي تفرضها المؤسسة عليها والتقيُّد بها، وبالرغم من ذلك فقد اعتادت النساء المتزوجات على العمل خارج المنزل والقيام بواجباتهنّ المطلوبة على جميع الأصعدة.

دوافع عمل المرأة المتزوجة

يوجد العديد من الدوافع التي تُشجّع المرأة المتزوجة على العمل، ومنها ما يأتي:

  • الدافع الاقتصادي: تُعدّ الحالة الاقتصادية للأسرة من الأسباب المهمّة التي تدفع المرأة للتوجّه نحو العمل، فالعديد من النساء المتزوجات يعملن لمساندة الزوج في تأمين المتطلّبات المالية للأسرة وتلبية مختلف الاحتياجات المعيشية، إذ إنّ الأعباء المعيشية تتزايد وتحتاج في بعض الأحيان لدخل إضافيّ لتغطيتها.
  • الدافع النفسي والاجتماعي: تسعى المرأة من خلال العمل إلى تحقيق ذاتها وإثبات وجودها في أسرتها ومجتمعها، فالعمل يُشعرها بأهميّتها كفرد فعّال في مجتمعه، ممّا يرفع من مكانتها الاجتماعية والتي بدورها تُساهم في شعورها بالقوة والقدرة على الإنتاج، في حين أنّ التعطّل عن العمل قد يجعل بعض النساء ينعزلن عن المجتمع كما قد تصل آثاره السلبية إلى الوصول لحالة اكتئاب.

عوامل مساهمة في عمل المرأة المتزوجة

يوجد العديد من العوامل التي ساهمت في توجّه المرأة المتزوجة للعمل، ومنها ما يأتي:

إقرأ أيضا:أفكار هدايا مواليد بنات
  • زيادة نسبة التعليم بين النساء المتزوجات.
  • إثبات المرأة نفسها في سوق العمل، مما أدّى إلى رفع معدّل أجور النساء والسماح لهنّ بشَغل وظائف مرموقة.
  • تراجع نسب التمييز الجنسي في العمل، وسدّ الفجوة الكبيرة بين دخل المرأة ودخل والرجل.
  • تفضيل معظم النساء المتزوجات تأخير الحمل الأول لتخفيف المسؤوليات، ممّا يُسهّل عليهنّ دخول سوق العمل خلال هذه الفترة.
  • الرعاية الصحية المتطوّرة للأمهات، مما يساهم في تقليل الآثار السلبية للحمل والولادة التي تحدّ من قدرتهن على العمل.
  • مساهمة ثورة السلع الاستهلاكية في توفير منتجات موفّرة للوقت؛ كغسّالات الصحون، والمكانس الكهربائية، وغيرها، وبالتالي إتاحة فرصة أكبر للنساء المتزوجات في العمل.

مجالات عمل مناسبة للمرأة المتزوجة

يصعب تحديد وظيفة مثالية تُناسب جميع النساء المتزوجات، فاختيار الوظيفة المناسبة للمرأة المتزوجة يعتمد على العديد من العوامل؛ كاختلاف شخصيات النساء وميولهن، وبالرغم من ذلك يُمكن إيجاد بعض الوظائف التي تتمتّع بالعديد من الميزات التي تجذب النساء المتزوجات للعمل فيها، ومنها ما يأتي:

  • مطوّرة مواقع: (بالإنجليزيّة: Web developer)؛ هي وظيفة تكنولوجية تهدف إلى تصميم وإنشاء مواقع الويب، ويُمكن اعتبارها خياراً جيّداً للنساء المتزوجات بسبب إمكانية عملها عن بعد في حال وجود ظروف تستدعي ذلك، وتحقيق أرباح ممتازة في نفس الوقت.
  • مساعدة طبيب: (بالإنجليزيّة: Medical assistant)؛ تكون مساعدة الطبيب مسؤولةً عن المهام الإدارية في مرافق الرعاية الصحية المختلفة، وفي بعض الأحيان تقوم بأعمالٍ أخرى كإعطاء الحقن والأدوية.
  • أخصائية موارد بشرية: (بالإنجليزيّة: Human Resources specialist)، تتعلّق هذه الوظيفة بالمهام المتعلقة بتنظيم علاقات الموظفين معاً ومع أصحاب العمل، والتدريب، والتعويضات، وغيرها من المهام، وتتطلب الكفاءة والتعاطف الذي تتميّز به المرأة، إضافةً إلى القدرة على تحقيق التوازن بين استيعاب مشاعر وقدرات الآخرين مع القدرة على إكمال العمل في نفس الوقت.
  • مصممة جرافيك: (بالإنجليزيّة: Graphic designer)؛ يُنشئ مصمّم الجرافيك تصميمات تهدف إلى توصيل فكرة منتجٍ ما يجذب المستهلكين باستخدام البرامج وأجهزة الحاسوب، وتُعدّ هذه الوظيفة مناسبةً للمرأة المتزوجة بسبب مرونتها من حيث قدرة المرأة على العمل ضمن دوام كاملٍ أو جزئيٍّ، لحساب المكاتب أو لحسابها الشخصي، بالإضافة إلى إمكانية العمل عن بعد، والحصول على دخل جيد بشرط قدرتها على تنظيم الوقت والإبداع في عملها.
  • معلمة رياض أطفال: (بالإنجليزيّة: Preschool teacher)؛ تُعنى وظيفة معلمة رياض الأطفال برعاية الأطفال دون سن الخمس سنوات وتنسيق الأنشطة التي تُساهم في نموّهم السليم، وتُعدّ هذه الوظيفة مناسبةً للمرأة في حال امتلاكها خبرة في التعامل مع الأطفال الصغار، وهي الخيار الأفضل للنساء اللواتي لديهنّ أطفال، حيث تسمح العديد من مراكز رياض الأطفال للنساء العاملات بإحضار أطفالهنّ إلى العمل بخصم وأحياناً بشكلٍ مجانيّ.

إيجابيات عمل المرأة المتزوجة

يوجد العديد من الآثار الإيجابية المترتبة على عمل المرأة، ومنها ما يأتي:

إقرأ أيضا:هل يبقى الحب بعد الزواج
  • استثمار وقت الفراغ: يُشغل عمل المرأة وقت فراغها بشيء مفيد، وخصوصاً بعد توافر الآلات الحديثة التي تقلّل من الوقت المقضيّ في الأعمال المنزلية، إضافةً إلى اعتماد بعض النساء على الخادمات في أداء تلك الأعمال، وبالتالي يُمكن للمرأة المشاركة في عمل تطوعي لتقضي وقت فراغها أو عمل تحصل على دخل منه.
  • مشاركة المرأة في تنمية مجتمعها وازدهاره: وهذا ما يُشعرها بقيمتها وأهميتها، فالعديد من النساء يمتلكن الخبرة والشخصية القيادية التي تؤهلهنّ للمساهمة الفعّالة في مجالات العمل المتنوعة.
  • زيادة رفاهية الأسرة: أيّ تحقيق حياة أفضل للأسرة من خلال توفير دخلٍ إضافي، وسدّ حالات العجز في الأسرة، وعدم اللجوء لمساعدات الآخرين، وبالتالي التخلّص من الآثار السلبية للفقر، والحفاظ على كرامة الأسرة وعزّتها أمام الآخرين.
  • التنمية الاقتصادية للبلاد: حيث يتمّ الاستفادة من خبرة العديد من النساء في دفع عجلة التنمية الاقتصادية للبلاد.
  • تعزيز العلاقات الزوجية: يُساعد عمل المرأة على تحسين الحياة الزوجية، فكلٌّ من الزوجين يواجه مشاكل العمل نفسها ممّا يجعل كلٍّ منهما أكثر تفهّماً للآخر، وأكثر مرونةً في المعاملة، وأكثر استجابةً لتلبية احتياجات كلٍّ منهما، وهذا بدوره يُعزّز من العلاقة التي تجمعهما معاً، إضافةً إلى دور عمل المرأة في الحصول على دخلٍ إضافيّ يُساهم في تخفيف العبء المالي على الأسرة، وبالتالي تقوية العلاقة بين الزوجين، إذ إنّ الخسائر المالية في الأسرة وعدم القدرة على تلبية المتطلبات المعيشية يؤثّر سلباً على العلاقات الأسرية.

واجبات المنزل مع عمل المرأة المتزوجة

يُعدّ التوفيق بين عمل المرأة المنزلي وعملها في وظيفتها من أهم المشاكل التي تواجهها المرأة المتزوجة العاملة، والبعض يُسمّي تلك الحالة بمفهوم صراع الأدوار الذي يُشير إلى الصراع الذي ينشأ عند صعوبة الموازنة بين الاهتمام بتربية الأطفال والقيام بمتطلبات المنزل التي اعتُبرت منذ القدم بأنّها وظائف خاصة للمرأة، وأداء المهام الوظيفية المطلوبة منها.

إقرأ أيضا:علامات قبول المرأة للرجل

تتعرّض الزوجة العاملة في بعض الأحيان إلى مشاكل أسرية تُسبّب لها تشتيتاً في الأفكار وعدم التركيز في عملها على الوجه المطلوب، ممّا يؤدّي إلى التقليل من إنتاجيّتها في عملها، وبشكلٍ عام قد تواجه المرأة العاملة خياراتٍ صعبة أو مطالب وتوقعات يكون من الصعب تحقيقها جميعاً، فأحياناً كثيرة لا تستطيع القيام ببعض الواجبات المنزلية بسبب عملها خارج المنزل، وضيق الوقت، والشعور بالتعب والإرهاق، كما قد لا تجد وقتاً كافياً لتهتم بتلبية متطلباتها الذاتية؛ بسبب انشغالها ببعض الأمور الأخرى التي تعتبرها من الأولويات للمحافظة على استمرارية حياتها الأسرية.

نصائح للمرأة المتزوجة العاملة

فيما يأتي بعض النصائح التي تستطيع المرأة العاملة اتّباعها للتوفيق بين عملها وواجباتها المنزلية بشكلٍ مناسب:

  • الفصل بين العمل والمنزل: من الجيّد تحديد عدد ساعات العمل، وتحديد الأهداف المطلوبة خلال اليوم والعمل بجدّ من أجل تحقيقها، مع تحديد وقت العودة إلى المنزل والتقيُّد به، ثمّ قضاء وقت ممتع مع الأسرة دون التفكير في مشاكل العمل، فتحقيق التوازن يُساعد المرأة على التميّز في كلّ من العمل والمنزل.
  • الاستعداد للعمل في الليلة السابقة: يُساهم الاستعداد المُسبق للعمل على الاستغلال الجيّد لوقت الصباح، حيث تستطيع المرأة العاملة تحضير الملابس، ووجبات الطعام، وحقائب الاطفال، وغيرها من الأمور قبل الخلود إلى النوم.
  • التخطيط اليومي أو الأسبوعي: من الجيّد تخصيص بعض الوقت من أجل إعداد جدول زمني لترتيب الأهداف والمهام والمواعيد، ويُمكن عمل ذلك أسبوعياً أو يومياً ومراجعته عند الحاجة، فذلك يُساعد على إدارة الوقت بشكلٍ أفضل، ويُنصح بتقدير وقت واقعيّ حول المدّة التي ستحتاجها لإتمام كلّ هدف وكلّ مهمّة لتسهيل اتباع الجدول الزمني وتطبيقه.
  • الكتابة: يُنصح بكتابة أيّ شيّء يتمّ جدولته أو التخطيط له، فذلك يُساعد على تذكّره، ويُمكن الكتابة ورقياً، أو باستخدام الهاتف، أو أيّة أداة أخرى من أجل حفظ المواعيد، والمهام، والأهداف المراد تحقيقها.
  • تجميع المهام المتشابهة: إذ إنّ ذلك يُساعد على إكمالها في نفس الوقت ممّا يوفر وقتاً إضافياً، ومثال ذلك تحديد جميع الأمور التي يجب شراؤها من المتجر، ثمّ إحضارها معاً مرّةً واحدة، دون الحاجة للرجوع إلى المتجر أكثر من مرّة.
  • المرونة: على المرأة أن تتحلّى بالمرونة والقدرة على تغيير الجدول الزمني الموضوع، حيث إنّ الظروف قد تتغيّر، وقد يطرأ شيء مهم يتطلّب من المرأة عمله عاجلاً، لذا عليها أن تكون مستعدةً لإعادة ترتيب أولوياتها.
  • تأسيس أنشطة روتينية: تُنصح المرأة بتخصيص وقت لأداء مجموعة من الأنشطة المهمّة في حياتها بشكلٍ روتينيّ؛ كقضاء وقت في التحدّث مع عائلتها في موضوع ما مساء كلِّ يوم.
  • تحديد وقت خاص لنفسها: تُعاني العديد من النساء من عدم توافر وقت لنفسها، إذ تُنصح كلّ امرأة عاملة بتخصيص وقت للقيام ببعض الأنشطة ضمن جدولها الزمني؛ كأداء التمارين أو مقابلة الأصدقاء، ممّا يُساعدها على تحسين نفسيتها واستعادة نشاطها.
  • قضاء وقتٍ كافٍ في النوم: يجب على المرأة جعل النوم الكافي من ضمن أولوياتها، فذلك يُساعدها على التطوّر، حيث إنّ النوم غير الكافي يُشعر المرأة بعدم الراحة وبالتالي عدم استطاعتها على الاستفادة من الوقت بشكلٍ فعّال، لذا من المهم تحديد وقت للنوم والتقيُّد به.
  • رفض أداء بعض الأنشطة غير الضرورية: يُقصد بذلك أنّ المرأة غير مضطرة لحضور جميع الاجتماعات، أو المشاركة في جميع المشاريع أو الرحلات الميدانية، وبالرغم من صعوبة ذلك أحياناً إلّا أنّ عليها رفض القيام بتلك الأنشطة في بعض الأحيان، فذلك يُساهم في توفير الوقت لأولويات أخرى.
  • عدم الاهتمام بالوصول للكمال: على المرأة إدراك أنّ الوصول للكمال أمر غير ممكن، لذا عليها استغلال وقتها بما هو عمليّ، وعدم محاولة السعي وراء تحقيق شيء لا يُمكن الوصول له كأن تكون أمّاً مثاليةً أو ذات شخصية مثالية.
السابق
بحث حول التربية
التالي
متى يجوز الطلاق