مشاعر الغيرة
تعد الغيرة عاطفة تنافسيّة لدى المرء، قد تجعله يرغب بالحصول على شيء ليس ملكاً له أو يرغب بالحصول عليه، أو الشعور بالخوف من فقدان ما لديه، وعدم الاكتفاء منه، وبالتالي تنتابه مجموعة أحاسيس مختلفة، منها: الغضب، والحزن، والشك، وعدم الثقة بنفسه أو بشريكه، وقد تتفاقم المشكلة لشعورٍ بالانطوائيّة، والرغبة بتملكه، أو الاندفاعيّة تجاه الآخرين، واستخدام أساليب غير لائقة معهم، كمحاولة التفريق بين الأصدقاء والأحباب، والنميمة، أو نشر الشائعات واختلاق المشاكل بينهم، بالتالي لا بد للمرء أن يكون صادقاً مع نفسه، ويعمل بأخلاقه الحسنة، فلا يسمح لمشاعر الغيرة أن تُسيطر عليه، بل يتحلى بالواقعية والقناعة، فيعمل على الحفاظ على ما لديه، ويرضا بظروفه، ويسعى ويجتهد في سبيل تغييرها للأفضل، ويُحاول ضبط سلوكاته، وعدم التأثير على من حوله، وإيذاء مشاعرهم، أو التفريق بينهم، والإساءة لهم بأي صورة تحت ذريعة الغيرة منهم أو عليهم.
أسباب الغيرة عند النساء
هنالك العديد من الأسباب التي تولّد الشعور بالغيرة لدى المرأة، ومنها ما يأتي:
انعدام الثقة
حيث إنّ الثقة بشكلٍ عام أمر مهم في العلاقات وهي تقسم لقسمين تُقسم لقسمين، وهما:
- الثقة بالنفس: وهي أمرٌ مهم جداً للمرأة، حيث إن قلة ثقتها بنفسها قد تكون سبباً في غيرتها من الآخرين، وتصويرهم بشكلٍ أفضل منها، مما يولد لديها شعوراً بالخوف من عدم اكتفاء الشريك بها وتفضيله لغيرها؛ لأنّه يمتلك ميزات إضافيّة، كالجمال والأناقة والثقافة، وغيرها من الأمور التي قد تجعلها جذابة أكثر في نظره.
- الثقة بالشريك: وهي عمود أساسيّ ترتكز عليه العلاقات الناجحة والمستقرّة، وقد يُسبب انعدامها غيرة المرأة على شريكها والشك به، أو عدم تصديقه، ويكون ذلك بسبب عدم بناء الثقة وتعزيزها بينهما بشكلٍ جيّد، أو قيامه بسلوكيات مريبة تُسبب زعزعة ثقتها به، كالكذب عليها بشكلٍ مستمر، والغش، والإخلال بالمواعيد، ونقض العهود، وهي صفات سلبيّة تجعلها تشك بتصرفاته وإن كانت عاديّة، وتغار عليه بسبب انعدام الثقة به.
تقصير الشريك وقلة اهتمامه
تُعزز مشاعر الودّ والمحبة والاهتمام العاطفة المُتبادلة بين الشريكين وتوطّد العلاقة بينهما، وتجعلها تنمو مع الوقت، وتزيد الألفة والتناغم بينهما، وهي حاجة أساسية تُقرب قلبيهما، فالمرأة تشعر بالحب القويّ تجاه الرجل الذي يهتم بها ويُغازلها ويعترف بأنوثتها وجمالها، ويُبدي إعجابه بشخصيّتها، وثقافتها أيضاً، وبالتالي فإنّ تقصيره تجاجهها وعدم إعطائها الاهتمام الكافي سيولّد لديها الشعور بالخوف والقلق والشك تجاهه، فقد تتخيل وجود فتاةٍ أخرى تسرق اهتمامه وتفكيره، أو تظن بأنّها غير مناسبة له وتتزعزع ثقتها بنفسها فينتج عنها غيرتها من النساء الآخريات اللاتي يكنّ حوله.
إقرأ أيضا:شروط اختيار الزوج الصالحغريزة التنافس لدى المرأة
حيث إنّ النساء والرجال بشكلٍ عام قد يشعرون بالمنافسة بين أصدقائهم وزملائهم وأقاربهم، سواءٌ أكان ذلك على صعيد العمل أو بالعلاقات الأخرى، إضافةً لوجود هذه الغريزة الفطريّة بشكلٍ قويّ لدى بعض النساء، والتي تولّد لديهنّ الشعور بالغيرة من بعضهم، مثل إعجاب امرأتين برجلٍ واحد، والذي يجعلهما يتنافسان بقوّةٍ لجذبه، وشعور إحداهما بالغيرة عند التفاته لأخرى أو مبادلتها المشاعر وتفضيلها، كما أنّ الأمر ذاته ينطبق على الرجلين المعجبين بنفس الفتاة.
عوامل نفسيّة وشخصيّة
هنالك بعض العوامل النفسيّة والشخصيّة التي قد تنمو خلال نشأة المرأة، أو بسبب مواقف خاصة حدثت لها، تُولّد لديها الشعور بالغيرة، ومنها:
- نموّ الغيرة لدى المرأة منذ الطفولة بسبب تقصير الوالدين بدون قصد، وعدم إعطائها الحب والاهتمام الكافيين، مثلاً تفضيل شقيقتها الصغرى والتمييز بين الأخوة، مما يجعلها شديدة الغيرة عندما تكبر.
- التعرض لصدمات قويّة؛ كالخيانة، التي قد يبقى جزء منها عالقاً لدى المرأة، ويجعلها تخشى فقدان شريكها مجدداً فتزيد من غيرتها عليه وتمسكها به.
- طبيعة شخصيّة المرأة التي قد تكون شديدة القلق والتوتر، وتخاف من فقدان الأشخاص الأحباء، فتميل للغيرة بصورةٍ مبالغ فيها.
انعدام الاستقرار والاتزان في العلاقات
فالغيرة قد تكون رد فعلٍ طبيعي لعدم الشعور بالراحة والأمان، بالتالي فإن العلاقات المتوترة وغير المستقرة التي تكثر فيها الخلافات مع الشريك، تُشعر المرأة بإمكانيّة فقدانه وتركه لها، وتجعلها تغار عليه، وتشك في علاقاته الأخرى، وأحيانًا عند انفصال المرأة عن شريكها بشكلٍ مؤقت، أو عودتهما بعد الانفصال تزداد هذه المشاعر، فتجعلها تلجأ للتجسس عليه أحياناً، والعبث بممتلكاته الشخصيّة بدون إذنٍ؛ كهاتفه، وحساباته الإلكترونيّة المختلفة؛ للتحقق من عدم وجود امرأةٍ أخرى حلّت مكانها.
إقرأ أيضا:أفكار هدية لزوجينصائح للتغلب على الغيرة لدى المرأة
أحياناً قد تكون الغيرة المُفرطة، سبباً للشعور بالضيق والحزن، وزعزعة العلاقات وتفككّها، وبالتالي لا بد من مقاومة هذه المشاعر والتغلب عليها، وذلك باتباع النصائح الآتية:
- تجنب مراقبة وسائل التواصل الاجتماعيّة، والصفحات التي يُبالغ أصحابها في نشر خصوصياتهم، وتفاصيل حياتهم الشخصيّة التي تولّد الغيرة لدى الآخرين.
- ضبط النفس والتحلي بالأخلاق الطيبّة والحسنة التي تحث المرأة على مقاومة الشعور بالغيرة، مثل تجنب انتقاد الآخرين والسخرية منهم بسبب الغيرة والاستياء الداخلي، والتزام الصمت بدلاً من ذلك.
- تعزيز الثقة بالنفس من خلال الثقافة الشخصيّة والوعي، والعناء بالذات، وذلك بالطرق الآتية:
- قراءة الكتب والمجلات، وحضور الندوات التي تعزز ثقة المرأة بنفسها وتزيد الوعي والنضج لديها؛ فجميعها تُجنّبها الشعور بالنقص والغيرة من الآخرين.
- اعتناء المرأة بجمالها وأناقتها ونظافتها الشخصيّة التي هي مصدر كبير للثقة بالنفس والراحة.
- تصالح المرأة مع نفسها، ومعرفة مواطن القوّة والصفات المميّزة لها، وفهم الأسباب التي تجعلها تشعر بعدم الثقة، وإيجاد حلول فعّالة لها.
- العمل على بناء وتعزيز الثقة بين المرأة وشريكها، وتوطيدها بتجنب الشك والغيرة اللذان يُعيقان نجاح العلاقة وتقدمّها.
- توطيد ومصارحة المرأة لشريك حياتها، ومبادلته الاهتمام، وتحسين أسلوب التواصل بينهما، وإعطاءه الفرصة لكسب ثقتها، والتعبير عن مشاعره، ومصارحته باحتياجاتها العاطفية والنفسيّة، لتجنب خلق مسافة بينهما، وتسلل الشك إلى قلبها.
- استشارة أخصائي نفسي لإيجاد الحلول المناسبة للمشكلة، عندما تصبح الغيرة شيء مبالغ به، وتؤثر بشكلٍ كبير على حياة المرأة وعلاقاتها مع شريكها أو مع الآخرين، وذلك بعد اللجوء لمختلف الوسائل وتجربتها دون فائدة.