التواصل العاطفي
يُعرف التواصل العاطفي بين الزوجين بالعمليّة التي يتبادلان فيها المشاعر فيما بينهما؛ للوصول إلى السّعادة الزوجيّة، بحيث يتّخذ التّواصل بينهما أشكال من الأقوال والأفعال المختلفة، ليتمّ تبادل المشاعر والأحاسيس فيها، فالزّوجان لديهما أهداف مشتركة تجمعهما، وتحقيق تلك الأهداف يأتي من خلال التواصل، الذي يساعد بدوره في بناء علاقة زوجيّة قوية يمكن للطرفين فيها التّأثير، والتّوجيه، والإقناع، وبصفة عامة يمكن القول إنّ التّواصل العاطفي بين الزّوجين مبني على مشاعر الاحترام والتّفاهم المُتبادلة، أمّا البعد العاطفي بين الزوجين، فيُؤدّي إلى سوء تفاهم بينهما، ممّا يستدعي الزّوجين إلى معرفة أسبابه، ومعالجة الموقف، بحيث يعود كلّ منهما إلى فتح قنوات الاتصال الخاصة به.
أسباب بعد الزوجة عن زوجها
توجد عدّة أسباب لبعد الزوجة عن زوجها، ومنها ما يأتي:
- فقدان الزوجة لمشاعر الحب: إنّ عدم بذل الجهد في العلاقة الزوجية، وعدم منح الوقت للزوج، أو المنزل، أو العائلة، يشير إلى فقدان الزوجة لمشاعر الحب، بحيث تتجنّب الزوجة التواصل لفترة طويلة، لذلك على الزوج تنظيم جلسة للحوار معها بخصوص العلاقة الزوجيّة، ومشاعر الزوجة حيالها، ويمكن سؤالها عن الأمور التي ترغب بتغييرها لتستطيع العودة إلى التواصل عاطفيّاً، ومراعاة فهم وجهة نظرها جيّداً، وفي حال لم تتجاوب مع الزوج، أو رفضت التحاور معه، فيمكنه أن يقترح عليها الذّهاب إلى الاستشارة الزوجيّة.
- الحلقة المفرغة من السعي والابتعاد: إنّ تعلّق الزوج الشّديد بزوجته، واحتياجه المفرط لها، يُؤدّي إلى ابتعادها عاطفيّاً بشكل بسيط، ممّا يجعله يشعر بالرّفض، أو الهجر، وبالتّالي يصبح أكثر تعلّقاً بها واحتياجاً إليها، وردة فعل الزوجة على ذلك، هو الابتعاد أكثر، وهذا ما يخلق الحلقة المُفرغة، فكلما سعى الزوج إلى زوجته، كلما ابتعدت هي عنه، ولمعرفة ما إذا كان هذا وضع العلاقة الزوجية فعلاً، يمكن للزوج تجربة الابتعاد عاطفياً قليلاً عن زوجته، والتّقليل من تعلّقه بها، واحتياجه إليها، لمدّة تصل إلى أسبوع، وفي حال تجاوبت الزوجة مع ابتعاده من خلال التّقرب إليه، فإنّ وضع العلاقة أصبح واضحاً لديه، وها قد عرف كيفية كسر تلك الحلقة المُفرغة في علاقته مع زوجته.
- حاجة الزوجة إلى وقت وحدها: تحتاج الزوجة إلى تمضية وقت لنفسها بمفردها، وتظهر هذه الحاجة غالباً عند تواجد أطفال صغار لديها، لذلك قد يجدها الزوج منشغلةً بالهاتف، أو مشاهدة التلفاز، حيث إنّها تحاول أخذ وقت وحدها، وفي حال كان هذا السبب لبعدها العاطفي، فيمكن مناقشة الأمر معها، وتنظيم وقت يمكن لها قضاؤه وحدها، كما يمكنه تنظيم وقت لنفسه أيضاً بالاتفاق معها.
- شعور الزوجة بالتوتر أو الإجهاد أو الاكتئاب: يُؤدّي التوتر والإجهاد إلى ابتعاد الزوجة، ويمكن للزوج التحدث مع الزوجة عن أسباب التوتر لديها، إذ قد يكون مصدره العمل، أو الحياة الخاصة، وعليه محاولة مساعدتها في إيجاد طرق للتخفيف منه، أو تعلّم كيفية إدارته، أمّا في حال كانت تعاني من الاكتئاب فعلى الزوج نصحها برفق ولطف باستشارة طبيب مُختص.
- طبيعة الزوجة: يحتاج بعض الأشخاص إلى مساحته الخاصة به، كجزء من طبيعة الشّخصيّة لديهم، وقد تكون هذه طبيعة الزّوجة من الأساس، إذ لا تحب التحدّث عمّا حصل في يومها، ولا تُفضّل التّحدث في مواضيع عميقة المستوى بشكلٍ دائم، أو قد يكون مزاجها مُتقلّباً، بحيث ترغب بالتّواجد مع زوجها تارة، وترغب بالجلوس وحدها تارةً أخرى، وذلك أمر يخصّها هي، ولا يعني أنّ بينها وبين زوجها أيّ مشكلة، فتلك طبيعتها ليس أكثر.
- عدم اهتمام الزوج: حيث إنّ عدم اهتمام الزوج يمكن أن يكون سبباً في بعد زوجته عنه، فالاهتمام أمر مهم في العلاقة الزوجية.
- معاناة الزوجة من مشكلة صحية: حيث إنّ المشاكل الصحية التي تعاني منها الزوجة قد تكون سبباً في بعدها عن زوجها.
- وجود خلافات بين الزوجين: إنّ وجود خلافات بين الزوجين قد يجعل الزوجة تبتعد عن زوجها ولا ترغب بالتقرّب إليه.
علامات بعد الزوجة عن زوجها
يُسبّب البعد العاطفي فشل العلاقة الزوجية، وليست الخلافات، حيث إنّ الخلاف مجرد تحدي يواجه الزوجين، ومواجهته معاً يقوي العلاقة بينهما، فالعلاقة الزوجية القوية والناجحة تتمتّع بالتواصل العاطفي، الذي يصل إلى أعمق وأرق العواطف، بحيث يتعلّق فيه الزوجان عاطفيّاً بأحدهما الآخر، مثلما يتعلّق الطفل بوالدته، لكن البعد العاطفي بين الزوجين يتطور ببطء، بحيث يشعر الزوجان به بعد فوات الأوان، ويمكن ملاحظة علامات بعد الزوجة، ومنها ما يأتي:
إقرأ أيضا:التربية الأسرية- تبدو غامضة، ومعتزلة، وتتحاشى الحوار العميق، أو الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بالمشاعر العميقة، بحيث تراوغ وتتملّص، وتُبعد الأنظار عنها.
- تنفجر من الغضب أحياناً، حيث إنّها تحتفظ بالألم في داخلها، وتتركه ليتراكم مع الوقت، لكنّه في النهاية يخرج على هيئة عصبية مفاجئة، أثناء محادثة مع الزوج، بحيث يستغرب زوجها من ردّة فعلها.
- السيطرة على مشاعرها وعدم البوح بها، وذلك في حال كان البعد العاطفي لديها يرجع إلى مرحلة الطفولة، مثل تعرّضها للإساءة، أو الألم، أو الإهمال، ممّا يجعلها تشعر بالعجز، وخروج الأمور عن سيطرتها، كطفلة لا حول لها ولا قوة، لكن عندما تصير امرأةً بالغة، فإنّها تسعى إلى التّحكم في مشاعرها وفي كلّ شيء من حولها، حيث إنّها تظن أنّ السيطرة على مشاعرها ستحميها من جرح المشاعر في المستقبل.
- تتصرف بغرور، لتخفي شعورها بعدم الأمان، بحيث يكون الغرور، مثل القناع الذي يُخفي انعدام الأمان لديها، فالتّباهي لديها عبارة عن محاولة لتحسين نظرتها لنفسها، لكنّه يُؤدّي إلى المزيد من الشّعور بعدم الأمان، حيث إنّه يعتمد على الغرور، وليس على الإنجازات.
- تنشغل بالهاتف باستمرار.
- تلوم زوجها كثيراً.
- تنغلق على نفسها أثناء المجادلات.
- تنتقد زوجها والآخرين كثيراً.
- تتّخذ موقفاً دفاعيّاً.
- تُسقط ما تشعر به من بعد على زوجها، بحيث تتهمه بأنّه هو البعيد وليس هي، لا تواجه نفسها بأنّها غير متواصلة معه.
- تُنكر حقيقة أنّها بعيدة عاطفيّاً، عند مناقشة الأمر معها.
- تُقنع نفسها بعدم وجود مشكلة في علاقتها الزوجية، وأنّها تحب زوجها جداً، دون أن تعترف بأنّها لا تتواصل معه.
- تكبت مشاعرها دون وعي منها، حيث إنّها لا تدرك أنّها تبعد زوجها عاطفيّاً عنها.