نتائج تلوث الماء
يوجد عدة مصادر لتلوث الماء، بعضها تنقل الملوثات مباشرة إلى الماء، مثل التصريفات المباشرة لمخلفات المصانع، والماء غير المعالج بشكل كامل من محطات تنقية المياه، والنفط المتسرب من الأنابيب الناقلة، والمواد الكيميائية المتسربة من عمليات التكسير الهيدروليكي أو ما يُسمى بالتصديع المائي (بالإنجليزية: Hydraulic Fracturing) التي تستخدم لاستخراج الغاز والصخر الزيتي، وهناك مصادر تلويث غير مباشرة، مثل: المواد والنفايات البلاستيكية، والمخلفات التي تنقلها الرياح والأمطار إلى المجاري المائية، وهناك نتائج سلبية متعددة لهذه الملوثات، منها: تسمّم مياه الشرب، وتسمّم مصادر الغذاء الحيوانية وتراكمها في أجساد الحيوانات طوال فترة حياتها، وعدم قدرة النظم البيئية غير المتوازنة على دعم التنوع الحيوي، وتقلّص الغابات بسبب تعرّض الأشجار للتلف بفعل الأمطار الحمضية.
نتائج تلوث الماء على صحة الإنسان
يُشكل تلوث الماء خطراً على صحة الإنسان لما يُسببه من أمراض متعددة، وقد يحتوي الماء الملوث على بكتيريا، وفيروسات، وطفيليات ممرضة تنتقل إلى الإنسان عن طريق مياه الشرب، وتتسبب بحدوث المرض لحوالي مليار شخص كل عام حول العالم، وقد يصل الضرر أحياناً إلى التسبب بالوفاة، ففي دراسة نشرت في مجلة (The Lancet)، بينت أنّه في عام 2015م، تسبب تلوث الماء بوفاة حوالي 1.8 مليون شخص، وتبقى المجتمعات التي تعيش بالقرب من المصانع التي تنشُر الملوثات أكثر عرضة لأضرار الماء الملوث.
إقرأ أيضا:حلول تلوث التربةتحتوي مياه الشرب غير المعالجة على بعض أنواع البكتيريا الضارة، التي قد تسبب آلام البطن، والغثيان، والصداع، والإسهال، والتهاب الأمعاء، وتشنجات في البطن (المغص)، والتقيؤ، وقد تحتوي مياه الشرب على بعض أنواع من الفيروسات التي قد تسبب عدداً من الأمراض تؤدي إلى الصفار أو اليرقان (بالإنجليزية: Jaundice)، وفقدان الشهية، والإعياء والتعب، وارتفاع درجة الحرارة، والصداع، والحمى الشديدة، والإمساك، والإسهال، والتهاب المعدة والأمعاء.
نتائج تلوث الماء على النباتات
فيما يأتي بعض مسببات تلوث المياه وآثارها على النباتات:
- الترسيب الحمضي: تحدث عملية الترسيب الحمضي (بالإنجليزية: Acid Deposition) عندما تنبعث إلى الغلاف الجوي العديد من الغازات الناتجة عن الأحماض، والمواد الحمضية الناتجة عن احتراق الوقود الأحفوري، ومن البخاخات، وتعود كل هذه المواد إلى الأرض عن طريق الأمطار الحمضية، وتصل إلى التربة والمسطحات المائية، فينخفض الرقم الهيدروجيني (pH) لها وتزداد حموضتها، فالمواد الكيميائية مثل: الكبريتات، والنترات، والكلوريد تجعل مياه البحيرات، والأنهار، والبرك حامضية، مما يضر بالأنظمة الزراعية والنبات التي تعتمد على هذه المياه.
- نقص المغذيات في النظام البيئي المائي: يؤدي نقص المغذيات في النظام البيئي المائي (بالإنجليزية: Nutrient Deficiency) إلى انخفاض معدل تحلل المواد العضوية في المياه الحامضية، أي عند الرقم الهيدروجيني 6.0، عندها تقل أعداد الكائنات الدقيقة مثل البكتيريا والفطريات، والذي بدوره يؤثر على دورة الغذاء الطبيعية في البيئات المائية، كما أنّ العديد من النباتات المائية تتأثر جذورها بسبب حموضة المياه، ما يؤدي إلى نقصان تغذيتها وضعف نموها، وقد لوحظ أنّ المياه الحامضية تؤثر بشدة على النباتات ذات الجذور، بينما يكون التأثير قليلاً على النباتات ذات الجذور العميقة وذات الجذامير (بالإنجليزية: Rhizome)، وهذا يقلل من التنوع النباتي في البيئات المائية.
- ترسيب المنظفات: تحدث عملية ترسب المنظفات (بالإنجليزية: Detergent Deposition) عندما تتسرب المنظفات التي تحتوي على نسبة عالية من الفوسفات والتي تستخدم بشكل كبير في المنازل أو المنشآت الصناعية إلى المسطحات المائية، مما يؤدي إلى تزويدها بالفوسفات، فتمتصه النباتات وتظهر عليها بعض الآثار الضارة، حيث يؤخر الفوسفات الزائد من نمو النباتات، ويعيق عملية استطالة الجذور، وقدرتها على امتصاص الكاتيونات (بالإنجليزية: Cations)، كما يؤثر في عملية تثبيت ثاني أكسيد الكربون في النبات، وعلى عملية البناء الضوئي، ويؤدي إلى تدمير الكلوروفيل، وأغشية الخلايا، ويغيّر من طبيعة البروتينات ما يسبب تثبيط الأنزيمات في مختلف العمليات الأيضية.
- التسمم النباتي: يُمكن أن يحدث التسمم النباتي (بالإنجليزية: Phytotoxicity) عندما تمتص جذور النباتات الملوثات الكيميائية التي تتراكم في التربة وفي البيئات المائية، عندها تتسمم النباتات بهذه المواد، وتظهر عليها بعض الأعراض، مثل: ضعف النمو، أو موت الشتلات، أو ظهور بقع ميتة على الأوراق، كما يُمكن أن تنتقل هذه السموم من النباتات إلى الكائنات الحية التي تتغذى عليها، فمثلاً يحدث تسمم النباتات بالزئبق عندما تتراكم مركباته في جذور النباتات، ثمّ تنتقل إلى أعلى السلسلة الغذائية، وتتراكم في أجسام الحيوانات والإنسان عند تناولها.
نتائج تلوث الماء على البيئة
تُعدّ النظم البيئية شبكة من الكائنات الحية، تتكون من الحيوانات، والنباتات، والبكتيريا، والفطريات، فيعتمد ازدهار البيئة على تفاعل هذه الكائنات بطرق مباشرة أو غير مباشرة فيما بينها، ويُمكن لأيّ ضرر في أحدها أن يُحدث سلسلة من التأثيرات يهدد البيئات المائية بأكملها، وهناك عدة أنواع لتلوث الماء، لكنها جميعها لها تأثير سلبي على البيئة، وفيما يأتي آثار بعض الملوثات:
إقرأ أيضا:أسباب لنقص المياه في شبه جزيرة العرب- المعادن الثقيلة: قد تتراكم المعادن الثقيلة (بالإنجليزية: Heavy Metals) الناتجة عن بعض الصناعات في البحيرات والأنهار، وتُعدّ هذه المعادن سامة للأحياء البحرية كالأسماك، والمحار، كما تؤثر أيضاً على بقية السلسلة الغذائية، أي أنّ المجتمعات الحيوانية بأكملها يُمكن أن تتأثر بهذا النوع من الملوثات.
- المخلفات الصناعية: غالباً ما تحتوي المخلفات الصناعية (بالإنجليزية: Industrial Waste) على العديد من المركبات السامة التي تضر بصحة الحيوانات المائية وصحة الكائنات التي تتغذى عليها، كما تؤثر بعض السموم على قدرة الكائنات البحرية على التكاثر، مما يعطل البنية المجتمعية للبيئة المائية.
- الملوثات الميكروبية: تُعدّ مياه الصرف الصحي المصدر الرئيسي لتلوث المياه الصالحة للشرب بالملوثات الميكروبية (بالإنجليزية: Microbial Pollutants)، مما يؤدي إلى إصابة جميع الكائنات الحية بأمراض معدية، ويزيد من عدد الوفيات للكائنات في البيئة.
- المواد العضوية والمغذيات: تتسبب الزيادة في كمية المواد العضوية والمغذيات (بالإنجليزية: Organic Matter and Nutrients) في البيئات المائية إلى زيادة نمو الطحالب بشكل زائد عن الحاجة في عملية تُسمى الإثراء الغذائي، أو التتريف، أو التخثث (بالإنجليزية: Eutrophication)، فتستنفذ الطحالب الأكسجين الذائب في الماء، مما يؤدي إلى اختناق الأسماك والكائنات المائية الأخرى، كما يُمكن أن تنتِج هذه الطحالب سموماً عصبية (بالإنجليزية: Neurotoxins) تؤثر على بعض الكائنات الحية.
- جزيئات الكبريتات والكربون: تصل جزيئات الكبريتات والكربون إلى الماء من عدة مصادر، منها الأمطار الحمضية، كما تمتص البحار والمحيطات كل عام حوالي ربع كمية الكربون المسبب للتلوث والناتج عن احتراق الوقود الأحفوري، فتغيّر هذه المركبات من الرقم الهيدروجيني للماء، وتجعلها أكثر حموضة، مما يضر بصحة الحياة البحرية، خاصة المحار والشعاب المرجانية، حيث تمنع المياه الحمضية المحار والأنواع الأخرى من بناء الأصداف، كما تؤثر على الجهاز العصبي لبعض الكائنات البحرية، مثل: أسماك القرش، وأسماك المهرج (بالإنجليزية: Clownfish)، وغالباً ما يزيد من عدد وفيات الكائنات الحية في البيئة.
- الجسيمات المعلقة: تُشتت الجسيمات المعلقة (بالإنجليزية: Suspended Particles) في الماء أشعة الشمس، وتقلل من كمية الضوء الذي يخترق الماء، ما يعيق عملية التمثيل الضوئي عند النباتات والكائنات الدقيقة، ويُضعف نموها، وهذا يؤثر على بقية المجتمع المائي الذي يعتمد على هذه الكائنات الحية من أجل البقاء، كما يُمكن أن يؤدي تراكم القمامة العائمة مثل الأكياس البلاستيكية وعلب الصودا إلى حجب ضوء الشمس عن الأحياء المائية مما يؤدي إلى موتها من الجوع والاختناق.