حلول تلوث الماء
تتعرّض مصادر المياه العذبة إلى التلوث من مجموعةٍ واسعة من القطاعات، الأمر الذي يُهدّد صحة الإنسان وكذلك الحياة البريّة بأكملها، وتشمل ملوثات المياه القمامة ذات الحجم الكبير وحتّى المواد الكيميائية غير المرئية، حيث ينتهي بها المطاف في البحيرات، والأنهار، والجداول، والمياه الجوفية، والمحيطات.
ساهم تلوث المياه إلى جانب الجفاف وعدم كفاءة استخدام الموارد المائية وتزايد أعداد السكان في خلق أزمة المياه العذبة، ممّا يُهدّد المصادر التي تعتمد عليها البشرية في الشرب وغيرها من الاحتياجات الضرورية، لهذا فإنَّ العديد من الدول فرضت قوانين على الأنشطة الزراعية والصناعية بخصوص إلقاء الملوثات في البحيرات والأنهار، إلى جانب استخدام محطّات لمعالجة مياه الشرب؛ لجعلها آمنةً وصالحةً للاستهلاك.
حلول فردية
هناك العديد من الأمور التي يُمكِن القيام بها على مستوى الأفراد للحدّ من تلوث المياه في عدّة مجالات، وهي كالآتي:
- الأعمال المنزلية: ويشمل ذلك ما يأتي:
- تجنّب تفريغ المياه الزائدة عن الحاجة من الشرب أو مياه السباحة في الشارع، أو في بالوعات صرف مياه الأمطار، أو في مصرف الصرف الصحي.
- تنظيف السيارة وغسلها في الحديقة الخاصة بالمنزل، وليس على الرصيف أو الشارع.
- إلقاء القُمامة في مكانها المخصّص.
- نشر ثقافة حماية مياه الأمطار من التلوث بين الأصدقاء والجيران، والانضمام إلى برامج المجتمع المسؤولة عن ذلك.
- صيانة السيارات: يتمُّ التخلّص من ملايين الغالونات من زيوت المُحرّكات بشكلٍ غير سليم عند صيانة السيارات، وذلك عن طريق سكبها مباشرةً على الأرض أو في مصارف المياه، لذا فإنَّ الإجراءات الصحيحة لذلك في حال صيانة السيارة في المنزل ما يأتي:
- فحص المركبة بشكلٍ دوريّ؛ للتأكّد من عدم وجود تسرّب للزيوت وإصلاحه فوراً في حال وجوده.
- جمع وإعادة تدوير زيت المحرّكات المُستخدَم وكذلك فلاتر الزيت وغيرها من سوائل السيارات في مراكز خدمة المركبات أو عن طريق متاجر قطع الغيار.
- استخدام فَرشة التبن أو نشارة الخشب في حال انسكاب الزيت عند تبديله للسيارة؛ لامتصاص الزيت المتسرّب، ثمَّ إلقاؤها في سلة المهملات.
- العناية بالحدائق والساحات: يُمكن اتباع عدّة نصائح عند العناية بالمساحات الخضراء للمساهمة في التقليل من تلوث المياه، وهي كالآتي:
- عدم التخلّص من قُصاصات العشب أو أوراق الشجر في الشارع أو في مصرف الصرف الصحي أو في الجداول المائية، حيث يُمكن استخدامها كسماد عضوي أو جمعها في مكبّات التدوير.
- استخدام الأسمدة والمُبيدات الحشرية باعتدال.
- عدم استخدام السماد والمُبيدات الحشرية في حال كان من المُتوقّع هطول أمطار غزيرة؛ لإنَّ ذلك لا جدوى منه، حيث سُتغسَل النباتات فقط ثمَّ ستُسحب الأسمدة والمبيدات إلى المصارف.
- تقليم النباتات وإزالة الأعشاب الضارّة بالأيدي؛ ونصب مصائد الحيوانات أو وضع الطعوم لمكافحة بعض الحيوانات.
- استخدام مستحضرات خاصة للتخلّص من البراغيث على الحيوانات الأليفة نفسها بدلاً من علاج الحديقة بأكملها بالمواد الكيميائية الضارة.
- الحرص عند شراء المُنتجات المنزلية: يؤدّي استخدام المنتجات المنزلية السامّة أو الضارّة والتخلّص منها بطريقةٍ غير صحيحة إلى تلوث الأنهار والجداول، لكن يُمكن استخدام بعض الطرق للمساهمة في الحدّ من تلوث المياه، وهي كالآتي:
- شراء كميّات من المُنتجات حسب الحاجة فقط.
- استخدام المُنتجات بحسب الإرشادات الموجودة على المُلصق.
- شراء الطلاء بكميات معتدلة، حيث يُمكن التخطيط للحصول على ما يكفي لإضفاء لمساتٍ إبداعية فقط وليس لزيادة غالونات من بقايا الطلاء.
- استخدام طلاء اللاتكس بدلاً من الطلاء الزيتي؛ لإنَّ هذا النوع من الدهان لا يتطلّب تخفيفه، والتخلّص من عُلب الدهان والفرشاة ذات الاستخدام الواحد في سلّة المُهملات.
حلول جماعية
تتطلّب قضية تلوث المياه تضافر جهود الأفراد والحكومات، فكما الأفراد قادرون على التأثير فالحكومات أيضاً مُلزمة باتخاذ خطوات تجاه الأمر ومسؤولة عن تطبيق التدابير اللازمة للتأكّد من حماية موارد المياه في العالم، وهناك عدد من الحلول المُتاحة التي من شأنها المساعدة في تقليل تلوث مصادر المياه، ومنها ما يأتي:
إقرأ أيضا:طرق التخلص من النفايات- الزراعة الخضراء: تستهلك الأنشطة الزراعية 70% من موارد المياه، لذا فإنَّه من الضروري زراعة محاصيل صديقة للبيئة، إلى جانب استخدام نطام ريّ فعّال؛ للتقليل من الحاجة إلى استخدام المياه وكذلك الطاقة، كما تهدف الزراعة الخضراء إلى الحدّ من المواد الكيميائية التي تُضاف إلى المياه.
- المحافظة على موارد المياه: إنَّ للمحافطة على موارد المياه دور كبير في مسألة تلوث المياه، حيث إنَّ موارد المياه نادرة لذا يجب العناية بها وإدراتها بشكلٍ مسؤول؛ لضمان حصول أفراد العالم على المياه النظيفة بشكلٍ آمن.[
- التقليل من النفايات البلاستيكية: يُلقى 80% من البلاستيك في المحيطات من مصادر محليّة، وللتقليل من كمية البلاستيك الملقاة في المحيطات يجب التقليل من استخدام البلاستيك على مستوى العالم، وتحسين إدارة المُخلّفات البلاستيكية.
- فرض القوانين والسياسات: تمتلك العديد من الحكومات في عدّة بلدان قوانين حازمة للغاية للمُساهمة في التقليل من تلوث المياه، وعادةً ما يتمّ تطبيق هذه الأنظمة على المصانع، والمستشفيات، والمدارس، والأسواق، وتوجيهها إلى كيفية التخلّص من مياه الصرف الصحي ومُعالجتها لتجنّب الخطر.
معالجة المياه الملوثة
معالجة مياه المصانع
تتمّ معالجة مياه المصانع في محطات معالجة المياه قبل إعادة استخدامها بشكلٍ آمن في البيئة مرّةً أخرى، وتمرُّ مياه المصانع على عددٍ من الغُرف لتطبيق عمليات كيميائية عليها؛ وذلك للتقليل من كمية المُخلفات وسُميَّتها، حيث تتمُّ عملية المعالجة ضمن ثلاث مراحل، بدءاً من المرحلة الأولية التي يتمّ فيها إزالة المواد الصلبة والعالقة والمواد غير العضوية باستخدام مُرشّحات خاصة، ثُمَّ تليها المرحلة الثانية التي تتضمّن تقليل المواد العضوية باستخدام مُرشّحات بيولوجية تُحلّل النفايات العضوية بشكل طبيعي، ثُمَّ المرحلة الثالثة النهائية التي يتوجّب القيام بها قبل إمكانية استخدام المياه مرّةً أخرى، إذ تُزال خلالها مُعظم المواد الصلبة المتبقيّة في المياه، كما تتمّ إضافة بعض المواد الكيميائية للتخلّص من أيّة شوائب مُتبقيّة.
إقرأ أيضا:أثر مخلفات الأعمال الزراعية على البيئةمعالجة المياه العادمة
تتمّ معالجة المياه العادمة في المبنى الذي تتواجد فيه بدلاً من تجميعها ونقلها ومُعالجتها في مكان آخر، بحيث تتدفّق المياه العادمة إلى خزانات خاصة بكلّ مبنى وهناك تُفصَل المواد الصلبة عن السائلة وفقاً لكثافتها، حيث إنَّ الجزئيات الثقيلة تستقرّ في الأسفل، بينما تُشكّل الجزئيات الأخفّ مثل الرغوة الصابونية طبقةً أعلى الخزان، كما يتمّ تطبيق عمليات بيولوجية لتحليل المواد الصلبة، ثمّ تتدفّق السوائل من الخزان إلى نظام التصريف الأرضي.
نزع النيتروجين
يُعدُّ نزع النيتروجين طريقةً بيئيةً لمنع ترشيح النترات من التربة إلى المياه الجوفية، الأمر الذي يُسهِم في منع تلوث المياه الجوفية بالنترات، حيث تحتوي الأسمدة الزراعية على النيتروجين، وتُحوّل البكتيريا الموجودة في داخل التربة النيتروجين الموجود في الأسمدة إلى نترات؛ لجعل الأسمدة قابلةً للامتصاص بسهولة من قِبَل النباتات، ثُمَّ تليها عملية التثبيت التي تجعل النترات جُزءاً من المادة العضوية للتربة، وعند انخفاض مستويات الأكسجين في التربة يظهر نوع آخر من البكتيريا يُحوّل النترات إلى غازات، مثل: غاز النيتروجين، وغاز أكسيد النيتروس، وغاز ثاني أكسيد النيتروجين، وتُسمّى هذه العملية بنزع النيتروجين أيّ منع النترات من التسرّب عبر طبقات التربة والوصول إلى المياه الجوفية وتلويثها.
المعالجة بالأوزون
يُستخدَم الأوزون في معالجة المياه بحيث يُكسّر مُولّد الأوزون الملوثات الموجودة في مصادر المياه عن طريق استخدام الأشعة فوق البنفسجية أو التفريغ الكهربائي، وذلك بتحويل الأكسجين إلى أوزون، حيث إنَّ الطبيعة التفاعلية للأوزون تُؤكسد البكتيريا، والمواد العضوية، والملوثات الأخرى الموجودة في المياه، وكذلك بعض المواد، مثل: الحديد والكبريت.
إقرأ أيضا:أضرار غاز الهيليوم على الإنسانتتميّز طريقة معالجة المياه بالأوزون بعدم وجود رائحة كريهة أو أيّ مُخلّفات أو رواسب ناتجة عن عملية المعالجة، كما أنَّ الأوزون يتحوّل مرّةً أخرى إلى أكسجين بسرعة لذا فإنَّه لا يترك أيّ أثرٍ في المياه، لكن لهذه الطريقة سلبيات تتضمّن الحاجة إلى طاقة كهربائية الأمر الذي ينعكس على تكلفتها وفي حال لم تتوافر الطاقة الكهربائية لا يُمكن بدء المعالجة، إلى جانب ذلك فإنَّ عملية المعالجة بهذه الطريقة غير قادرة على إزالة المعادن والأملاح الذائبة، وفي بعض الأحيان يُمكن أن ينتج عن العملية مُنتجات ثانوية مثل مركبات البرومات التي يجب إدارتها والتحكّم بها جيداً؛ لإنَّها ضارة بصحة الإنسان.