التلوث البيئي

حلول التلوث

حلول التلوث

هناك العديد من الأمور التي يُمكن للإنسان اتباعها لتقليل تأثيره السلبي على البيئة، فإذا ما أحسن استخدام الطاقة، ووسائل النقل، وإدارة شؤونه الأخرى كالبضائع والخدمات المختلفة، فإنّ ذلك من شأنه أن يعود بالنفع على البيئة، ويُقلل من الانبعاثات الضارة بالهواء، والماء، والتربة، فكل يوم يمتلك الإنسان فرصة لإحداث الفرق للحفاظ على بيئة نظيفة ومستدامة.

حلول تلوث الهواء

على مستوى الأفراد

يُمكن للفرد أن يتبع يومياً العديد من الأمور التي من شأنها أن تقلل من تلوث الهواء، من أهمّها ما يأتي:

  • الحفاظ على الطاقة المُستخدَمة في المنزل، والعمل، والأمور الحياتية الأخرى.
  • الحرص على شراء المعدات المنزلية أو المكتبية الموفِّرة للطاقة، والتي تحتوي على ملصق نجمة الطاقة (Energy Star).
  • استخدام وسائل النقل العامة، أو الدراجة، أو المشي كلّما أمكن ذلك.
  • اتباع التعليمات الخاصة بإعادة تعبئة الوقود في المركبات؛ والحرص على عدم انسكاب أيّ قطرات من الوقود خارج فتحة التعبئة، وإحكام إغلاق فتحة الوقود في المركبة.
  • الحرص على شراء حاويات بنزين محمولة مقاومة للانسكاب إن أمكن ذلك.
  • الحرص على ضبط محرك المركبة أو القارب بالشكل الصحيح؛ لتجنب صعود الدخان منهم.
  • التأكد من نفخ إطارات المركبة بالشكل الصحيح، لتجنب استهلاك وقود أكثر عند السير لمسافات أكبر في حال كانت الإطارات غير منتفخة جيداً.
  • استخدام علب الطلاء، والدهان، ومواد التنظيف الصديقة للبيئة.
  • استخدام السماد الطبيعي أو النشارة للنباتات المزروعة.
  • استخدام مدافئ الغاز بدلاً من تلك التي تعتمد على احتراق الخشب.

على مستوى الشركات

يُمكن تقليل تلوث الهواء على مستوى الشركات والمدن من خلال اتباع بعض الخطوات، منها:

إقرأ أيضا:ما هو التلوث الضوئي
  • إنشاء المدن الخضراء، حيث تقوم فكرة هذا البرنامج على تفعيل دور المسؤولين وأعضاء المجتمع المحلي في دولة ما فيما يخص التقليل من تلوث الهواء، فقد تلعب الحكومة المحلية دوراً مهماً في مجال إصدار بعض القرارات الرسمية فيما يتعلق بالحفاظ على الهواء، واستحداث نظام الحوافز للسلوكيّات النافعة، وتعزيز ثقافة السكان فيما يتعلق بهذا الموضوع.
  • وضع برامج المساعدة البيئية للشركات الناشئة والصغيرة، والتي تعينهم على الامتثال لقوانين الطبيعة، والحد من الانبعاثات والنفايات الصادرة منها، والتقليل من الالتزامات التنظيمية.
  • إمداد الشركات الصغيرة بميزانية تساعدها على الامتثال للأنظمة البيئية، وموافقة معاييرها.
  • تقديم المساعدات النقدية للمشاريع القائمة على الديزل النظيف.
  • وضع البرامج التي تحشد عدداً من أعضاء المنظمات المختلفة في نفس المدينة لمناقشة ومعالجة القضايا التي تتعلق بالبيئة، حيث يُمكن الاستفادة من بعض مقرات الحكومة، أو المؤسسات غير الربحية، أو المدراس لتكون مكاناً لاجتماعاتهم.

الجهود الدولية

هناك العديد من الجهود الدولية المبذولة للحد من تلوث الهواء، فقد تمّ وضع العديد من البرامج، وإبرام الاتفاقيات والاستراتيجيات بين الدول، ومن أهمّ هذه الجهود:

  • برنامج أهداف أيشي للتنوع البيولوجي: (بالإنجليزية: Aichi Biodiversity Targets)، ويهدف إلى حماية التنوع الحيوي العالمي، وخفض التلوث.
  • اتفاقية رابطة أمم جنوب شرق آسيا للضباب عابر الحدود: (بالإنجليزية: Association of Southeast Asian Nations (ASEAN) Agreement on Transboundary Haze Pollution)، وتهدف إلى الحد من تلوث الضباب الحدودي، ومكافحة حرائق الأراضي والغابات للحد من تلوث الهواء، وقام بالتوقيع عليها حكومات الدول العشر لهذه الرابطة.
  • اتفاقية تلوث الهواء بعيد المدى عابر الحدود: (بالإنجليزية: Convention on Long-Range Transboundary Air Pollution (CLRTAP))، وهي اتفاقية تتألف من 8 بروتوكولات تحدد من خلالها أهمّ الملوثات التي يجب تقليل انبعاثها، وهي: الكبريت، وأكسيد النيتروجين، والملوثات العضوية الثابتة، المركبات العضوية المتطايرة، والأمونيا، والفلزات الثقيلة السامة.
  • توجيهات الاتحاد الأوروبي لجودة الهواء: (بالإنجليزية: European Union Directives for Air Quality)، وهي تشريعات أصدرها الاتحاد الأوروبي تُحدّد معايير صحة الكائنات، ووضعت أهدافاً للحد من وجود بعض الملوثات في الهواء بما في ذلك ثاني أكسيد الكبريت وثاني أكسيد النيتروجين.
  • الاتفاقية الدولية لمنع التلوث البحري عن طريق السفن: (بالإنجليزية: International Convention for the Prevention of Marine Pollution from Ships (MARPOL))، وهي اتفاقية تقرر مستويات انبعاث أكاسيد الكبريت وأكاسيد النيتروس في الغاز العادم الناتج عن السفن، وتحظُر هذه الاتفاقية استخدام انبعاثات المواد المُستنفدَة للأوزون.
  • اتفاقية جودة الهواء الحدودي بين كندا والولايات المتحدة: (بالإنجليزية: U.S.-Canada Air Quality Agreement)، إذ تمّ وضعها عام 1991م، وفي عام 2000م تمّ إضافة ملحق خاص بالأوزون لمعالجة انبعاث الدخان الضبابي عبر الحدود.

حلول تلوث الماء

يُمكن الحد من تلوث الماء من خلال اتباع العديد من الأمور في قطاعات الدولة المختلفة، وفيما يأتي بعض الاقتراحات:

إقرأ أيضا:ما هي أسباب تلوث البيئة

القطاع الزراعي

يستطيع القطاع الزراعي الحد من تلوث الماء من خلال ما تطبيق ما يأتي:

  • الحد من عوامل التعرية للتقليل من الرواسب في المياه.
  • استخدام مبيدات حشرية أقل سميّة.
  • استخدام كميات أقل من الأسمدة.
  • معالجة مخلفات الحيوانات.

القطاعات الصناعية والبلديات

يستطيع القطاع الصناعي والبلديات الحد من تلوث الماء من خلال اتباع الخطوات الآتية:

  • اللجوء إلى العمليات التي تنتج قدراً أقل من الملوثات.
  • استخدام مواد ومنتجات كيميائية أقل سميّة.
  • تخصيص بعض الأموال لأعمال الصيانة للحد من التسريبات.
  • معالجة مياه الصرف الصحي بالطريقة الصحيحة.
  • الحد من وصول الملوثات إلى المياه الجوفية.

القطاعات السكنية

يُمكن معالجة مشكلة تلوث الماء على مستوى الأفراد من خلال اتباع بعض النصائح الآتية:

  • شراء المنظفات أو أيّ منتجات صديقة للبيئة، والتأكد من عدم احتوائها على الفسفور.
  • التخلص من النفايات الخطرة بالطريقة الصحيحة، وعدم التخلص منها في مصارف المياه.
  • التقليل من استخدام الأسمدة والمبيدات الحشرية في المسطحات الخضراء الخاصة.
  • الحفاظ على نظافة مرفقات الحديقة الخاصة عن طريق الكنس، والتقليل من استخدام خراطيم المياه.
  • إصلاح تسرب الزيت في المركبة في حال حدوثه، والتخلص من الزيت المُستخدَم سابقاً بالطريقة الصحيحة، وعدم رميه في مصارف المياه.
  • وضع القمامة في الحاويات المخصصة لها.
  • تنظيف مخلفات الحيوانات الأليفة.
  • ريّ المزروعات في الحدائق بالطرق الصحيحة.

الجهود الدولية المبذولة

تبذل الأمم المتحدة جهوداً كبيرة للحفاظ على الماء، ومن أهمّ الأمور التي تقوم بها ما يأتي:

إقرأ أيضا:البيئة المدرسية والمحافظة عليها
  • وضع برنامج لحماية البيئة البحرية من الأنشطة الإنسانية على اليابسة، ويقوم بشكل أساسي على تنظيم وخفض إنتاج مياه الصرف الصحي، والنفايات البحرية، والمغذيات الضارة.
  • وضع برنامج (The GEMS/Water) الذي يقدّم الدعم اللازم للدول التي تراقب جودة المياه لديها، وتبلّغ عن أيّ تلوث قد يحصل.
  • تعزيز الحلول الطبيعية في عمليات إدارة موارد المياه وجودتها، فقد ساهم برنامج الأمم المتحدة للبيئة في يوم المياه العالمي، وساهم في إعداد تقرير تنمية المياه العالمي لعام 2018م.
  • مساعدة برنامج الأمم المتحدة للبيئة البلدان على فهم وقياس جودة المياه المحيطة والإبلاغ عن حدوث أيّ تلوث، ويُعدّ برنامج الأمم المتحدة للبيئة الوصي الرسمي لأحد أهداف التنمية المستدامة والذي يُعرف اختصاراً بـ (SDG 6.3.2).

 

حلول تلوث التربة

يُمكن تقليل أسباب تلوث التربة ووضع حلول لها من خلال الالتفات إلى بعض الأمور المهمة، منها:

  • التقليل من المطر الحمضي: يتسبب انبعاث غاز ثاني أكسيد الكبريت في هطول الأمطار الحمضية، وتدمير الغابات، وقد أدّى استخدام جهاز غسل الغازات أو منظف الغازات (بالإنجليزية: Scrubber) في المداخن المُعتمِدة على احتراق الفحم إلى التقليل من الانبعاثات الضارة عنها، إذ تفيد التقارير بانخفاض نسبة غاز ثاني أكسيد الكبريت خلال عامي 1980م-2008م بمقدار 71%، وحتى تتمكن الدول من خفض تلوث التربة يجب البحث عن مصادر بديلة للوقود، كما يستطيع الإنسان العادي أن يساهم في ذلك من خلال تقليل استخدام الطاقة في المنزل، والذي بدوره يقلل من تلوث التربة.
  • التقليل من النفايات: تُفيد بعض منظمات في الولايات المتحدة إلى أنّ ثلث النفايات الصادرة عنها جاءت من عمليات التعبئة والتغليف، فالمواد الكيميائية المُستخدَمة في صناعة الورق قد تصل بطريقة ما إلى التربة وتؤدي إلى تلوثها، لذا على الإنسان أن يتصرف بحكمة عند التسوق أو خلال العطل، عن طريق التقليل من شراء البضائع ذات التغليف المبالغ فيه، والتقليل من استخدام الأكياس المضرة بالبيئة وإعادة استخدامها عدة مرات.
  • تحسين الممارسات المُستخدَمة في الزراعة: يُعدّ جريان المياه المُستخدَمة في الزراعة أحد المصادر الرئيسية لتلوث التربة حسب وكالة حماية البيئة (Environmental Protection Agency) اختصاراً (EPA)، إذ قد يحتوي هذا الجريان على بعض الأسمدة، والمبيدات، والنفايات التي قد تؤدي إلى إلحاق الضرر البالغ بالتربة، إذ إنّ الاستخدام المُفرط للفوسفات، والفسفور، والنيتروجين قد يؤدي إلى قتل النباتات، لذا يُنصح باستخدام مبيدات الأعشاب العضوية إذا كان لا بدّ من استخدام المبيدات، أو الاستغناء عنها نهائياً، ومن الممكن اللجوء إلى زراعة النباتات المحلية التي تنمو وتزدهر في ظروف المنطقة ذاتها، مما يقلل من الحاجة إلى استخدام المبيدات الحشرية.
  • استصلاح الأراضي الرطبة: يحتوي فدان واحد من الأراضي الرطبة على ما يُقارب 5.7 مليون لتر من الماء بداخلها، والتي قد تتعرض للتلوث بسبب الجريان السطحي للمياه، ما يؤدي في النهاية إلى تلوث التربة، لذا لا بدّ من استصلاح هذه الأراضي من خلال التبرع للمؤسسات التي تهتم بهذا الأمر، أو المشاركة في الأعمال التطوعية الخاصة باستصلاح الأراضي.
  • التقليل من الأثر الإنساني السلبي: يجب على الإنسان أن يقلل من أثره السلبي على البيئة، فالإنسان ينتج عدداً كبيراً من النفايات التي ينتهي بها المطاف في مكبات النفايات، وقد تصل إلى التربة وتؤدي إلى تلوثها، لذا يجب اللجوء إلى تدوير النفايات، كما يجب محاولة الاستعاضة عن الأكياس البلاستيكية بأخرى قماشية، واستبدال زجاجات البولي كربونات بأخرى بلاستيكية.
  • معالجة الملوّثات: يُمكن إزالة الملوثات من التربة عن طريق المعالجة الحيوية للميكروبات (Bioremediation)، والمعالجة النباتية (Phytoremediation) لتحويل الملوثات إلى منتجات غير ضارة بالتربة.
  • الزراعة الخضراء: يقصد بها الزراعة المستدامة وتعني التحكم في أثر المزروعات على التربة من خلال تقليل استخدام المنتجات الكيميائية في الزراعة، وتقليل استخدام بعض المعالجات البيولوجية.
  • إدارة الغابات المستدامة: قد يؤدي قطع الأشجار في الغابات إلى تعرّض التربة للجفاف والتآكل، لذا لا بدّ من التوقف عن قطع الأشجار، والحرص على استدامة زراعتها لإنقاذ التربة.
  • التخليص الصحيح من النفايات: لا بدّ من العمل على التخلص السليم من النفايات المنزلية والصناعية خصوصاً السامة منها، وهذا له أثر كبير على التقليل من تلوث التربة.
  • التدوير: يساهم التقليل من استخدام المواد غير قابلة للتحلل إلى التقليل من استخدام المواد البلاستيكية، وبالتالي تقليل تلوث التربة بها، لذا يجب على الأفراد محاولة إعادة تدوير أكبر قدر ممكن من النفايات، أو إعادة استخدامها إن أمكن، ويجب التركيز على دور المدرسة في ترسيخ هذه المبادئ.
السابق
كيف يؤثر الإنسان على البيئة
التالي
التوازن البيئي وكيفية المحافظة عليه