كوكب المريخ
يبدو كوكب المريخ مائلاً للحُمرة من الأرض، لذلك سُميَ بالكوكب الأحمر، فقد كان القدماء يعتقدون أن هذه الحمرة سببها دماء المحاربين الذين سقطوا، وقد سُمي بذلك تِبعاً لإله الحرب عند الرومان الذي يُسمى مارس، وقد أطلق اليونانيون عليه اسم آريس. ويأتي كوكب المريخ بالمرتبة الرابعة من حيث بُعده عن الشمس، في حين يتكون غلافه الجوي من ثاني أكسيد الكربون، أما سطحه فهو بارد، حيث تبلُغ متوسط حرارته -53.3 درجة مئوية، وتصل له الأشعة فوق البنفسجية باستمرار، كما تظهُر قنوات المياه محفورة على سطحه، لذلك كان يُعتقد أنه مأهولاً بالسكان.
عدد أقمار كوكب المريخ
لاحظ العالم آساف هول في العاشر من آب عام 1877م شيئاً يُشبه القمر عندما كان يَرصُد كوكب المريخ بحثاً عن أقماره، إلا أن الظروف الجوية منعته من التعرُف عليه، ثم استمر البحث حتى اكتُشف قمران لكوكب المريخ، هما: القمر ديموس، وفوبوس.
القمر فوبوس
القمر فوبوس هو القمر الأكبر والأقرب لكوكب المريخ، حيث يبلُغ نصف قطره حوالي 11.1 كم، أي أنه 7.24 ضعف حجم القمر ديموس، أما مداره فيبعد عن المريخ ما يُقارب 6000 كم، حيث يستغرق دورانه حول الكوكب 4 ساعات فقط، لذلك فهو يُكمل ثلاث دورات في اليوم الواحد، ولكن باتجاه مُعاكس حيث يظهُر من الغرب ويغيب من الشرق، أما سطحه فهو مغطى بالغبار بسُمك 1م، ويمتلئ بالحُفر والأخاديد، حيث تُعتبر حفرة فوهة البركان ستيكني (بالإنجليزية: Stickney Crater) الأكبر، والتي سُميت على الاسم الأول لزوجة هال، حيث تُغطي حوالي 9.5 كم من سطحه، ويُعتقد أن القمر سيصطدم بكوكب المريخ في غضون 50 مليون عام أو سيتفتت ليصبح حلقة حول المريخ، وذلك بسبب اتجاهه للداخل بمقدار 1.8 سم سنوياً، حيث تدُل الأخاديد على بداية تفككه بسبب تأثُره بعمليات المد والجزر.
إقرأ أيضا:بحث حول كوكب الأرضيختلف العلماء حول أصل القمر فوبوس، فسطحه المكون من المادة التي تُشكل الكويكبات، والأقمار القزمة، وهي مادة شبيهة بالكوندريتات الكربونية من النوع الأول أو الثاني، بالإضافة إلى شكله غير الكروي والمحفور، يُشيران إلى أنه كان في حزام الكويكبات ثم تم دفعه إلى مدار المريخ بسبب جاذبية كوكب المشتري، أما مساره الدائري فيدُل أنه نَتج عن تصادُم حدث في كوكب المريخ، حيث ساعدت الجاذبية على تجميع القطع المتطايرة وإبقائها في مداره.
القمر ديموس
يظهُر القمر ديموس، والذي يُجسد الإرهاب في الأساطير اليونانية، في سماء كوكب المريخ كالنجمة، وذلك لصغر حجمه وبُعده عن الكوكب، حيث يبلُغ قطره 12.4 كم، أما بُعد مداره الدائري والمستقر فيبلُغ 23,458 كم، حيث يستغرق ما يُقارب 30.3 ساعة لإكمال دورانه حول المريخ، أي أطول بست ساعات من اليوم المريخي، لذا فهو يشرق ويغرب كل 1.26 يوم أرضي. ويُعتقد أن القمر ديموس كان كويكباً سحبته جاذبية المشتري من حزام الكويكبات إلى المريخ.
سطح القمر ديموس ليس كروياً كباقي أقمار المجموعة الشمسية، حيث تنتشر العديد من الفوهات على سطحه، أكبرها الحفرة سويفت، والتي سُميت باسم المؤلف جوناثان سويفت الذي أشار إلى أقمار المريخ قبل 151 سنة من اكتشافاهما في كتابه الرحلات، ويصل قطرها إلى 1 كم، أما الحفرة الأخرى سُميت باسم الكاتب الفرنسي فرانسوا ماري أوريت، والذي يُعرف باسم فولتير، لذلك سُميت باسم فولتير، وقطرها يبلغ 1.9 كم، أما متوسط درجة حرارته فيصل إلى -40.15 درجة مئوية.
إقرأ أيضا:بماذا يهتم علم الفلكاستكشاف أقمار المريخ
ساهمت العديد من المركبات الفضائية في اكتشاف القمر فوبوس، والقمر ديموس، ومن أهمها:
- المركبة مارينر 9 (بالإنجليزية: Mariner 9): التقطت هذه المركبة أول صورة للقمرين في عام 1971م.
- مدار فايكنج (بالإنجليزية: Viking): قدم هذه المدار معلومات تُشكل الأساس للنماذج الشكلية والديناميكية للقمرين، وذلك في نهاية السبعينات.
- المركبة فوبوس 2 (بالإنجليزية: Phobos 2): استطاعت هذه المركبة السوفيتية في عام 1988م، الوصول إلى مسافة تبعد 100 كم من الهبوط على سطح القمر فوبوس.
- مركبة مسح المريخ العالمية (بالإنجليزية: Mars Global Surveyor): قامت باستطلاع قمري المريخ ما بين العام 1996م و2006م.
- مركبة استطلاع كوكب المريخ (بالإنجليزية: Mars Reconnaissance Orbiter): استطلعت أيضاً أقمار المريخ في عِدّة مناسبات منذ عام 2005م.
- مركبة مارس إكسبريس (بالإنجليزية: Mars Express): وفرت هذه المركبة منذ عام 2003م العديد من البيانات عن قمر فوبوس، وذلك بسبب مدارها الإهليجي والذي يُجري لقاءات منتظمة بين القمر والمركبة.
- مركبات لاندرز و روفر (بالإنجليزية: Landers and rovers): قدمت هذه المركبات بيانات حول عبور القمر فوبوس، والقمر ديموس للقرص الشمسي، وهي: مركبة فايكنج لاندرز (بالإنجليزية: Viking Landers)، ومارس باثفايندر (بالإنجليزية: Mars Pathfinder)، وروفرز إم إي آر (بالإنجليزية: MER rovers)، وإم إس إل روفر (بالإنجليزية: MSL rover).