النفط
النفط ( بالإنجليزيّة: Oil) هو السائل الأسود السميك الذي يعدّ مورداً غير متجدد على الرغم من وفرته، والذي يتكون من الهيدروجين والكربون بشكل أساسي، ويحتوي على عناصر أخرى كالكبريت، والأكسجين، والنيتروجين، ويُعرف باسم النفط الخام (بالإنجليزيّة: crude oil) أيضاً، أو البترول (بالإنجليزيّة: petroleum)، على الرغم من أن البترول كمصطلح تقني يضم الغاز الطبيعي، والشكل الصلب الذي يُعرف باسم البيتومين (بالإنجليزيّة: bitumen)
لعب النفط دوراً كبيراً في تقدم الثورة الصناعية في العصر الحديث، كما كان لإنتاجه واستهلاكه دوراً حيوياً في إقامة العلاقات الدولية، ويعدّ عاملاً مهماً في اعتبار البلدان غنية أو فقيرة.
تكون النفط
النظرية العضوية لتكوّن النفط
مرّ تكوّن النفط وفقاً للتفسير البيولوجي في العديد من الخطوات، وهي:
- تشكل النفط بشكل أساسي من بقايا النباتات والحيوانات الصغيرة أو ما يُعرف بالعوالق، والتي ماتت قبل 10ملايين سنة إلى 600 مليون سنة في البحار.
- دُفنت تلك الكائنات بعد موتها في الرمال والطين في قاع البحر، ثم دُفنت بعد تحللها في الطبقات الرسوبية على مر السنين.
- حللت الكائنات الحية الدقيقة المواد العضوية الموجودة في تلك الطبقات إلى مركبات غنية بالكربون تحت ظروف ينعدم فيها الأكسجين أو يتواجد بكميات قليلة جداً، والتي شكلت طبقات عضوية.
- شكلت المواد العضوية الممزوجة في الرواسب صخوراً دقيقة الحبيبات، أو ما يُعرف باسم صخور المصدر (بالإنجليزيّة: source rock).
- تكوَن ضغط وحرارة كبيرين على صخور المصدر نتيجة ترسب العديد من الطبقات الرسوبية الجديدة فوقها، مما أدى إلى تحويل المواد العضوية فيها إلى النفط الخام، والغاز الطبيعي.
- تحرك النفط من صخور المصدر إلى أماكن وجود الأحجار الجيرية أو الأحجار الرملية، والتي تعد أكثر مسامية وسمكاً، وتُعرف باسم صخور الخزان (بالإنجليزيّة: reservoir rock).
- شكلت الحركات الأرضية سبباً في حصر النفط والغاز الطبيعي الموجود في صخور الخزان بين الطبقات الصخرية غير المنفذة أو صخور الغطاء (بالإنجليزيّة: cap rock) كالجرانيت، أو الرخام، وتشمل هذه الحركات الطي، والتصدع، والضغط إلى الأعلى.
النظرية غير العضوية لتكون النفط
تشكل النظرية غير العضوية لتكوّن النفط (بالإنجليزيّة: Abiotic Theory) نظريةً بديلة قد تؤثر على تقديرات الاحتياطات المُستقبلية له، فبحسب هذه النظرية يتكون النفط من مواد غير عضوية توجد في أعماق القشرة الأرضية، كما لا يعدّ وقوداً أحفورياً البتة، ويعتبر العلماء الروس والأوكرانيين أول من اقترح هذه النظرية في خمسينيات القرن الماضي، إذ تم حفر حفراً استكشافية ناجحة بالاعتماد على هذه النظرية في مناطق عديدة كمنطقة بحر قزوين، وغرب سيبيريا.
إقرأ أيضا:أين يوجد أكبر بئر نفط في العالمصناعة النفط
تُعد صناعة النفط والغاز قوةً عالمية توظف مئات الآلاف من العمال في كافة أنحاء العالم، وأكبر قطاع صناعة فيه من حيث القيمة بالدولار، والذي يضخ مئات المليارات سنوياً، كما تفيد هذه الصناعة بشكل حيوي في الناتج الإجمالي الوطني، وتعد المملكة العربية السعودية، والولايات الأمريكية المتحدة أكبر منتجين للنفط في العالم، إذ ينتج كل منهما 13% من إجمالي الإنتاج العالمي تقريباً، كما تأتي روسيا في المركز الثالث للإنتاج، حيث تنتج أكثر من 12% من إجمالي إنتاج النفط في العالم.
شكل الطلب على النفط، واستهلاكه ارتفاعاً بشكل ملحوظ على مدى العقود الماضية، وتعد الولايات المتحدة الأمريكية المُستهلك لخمس إجمالي الاستهلاك العالمي للنفط، وأكبر مستهلك له في العالم على الرغم من انخفاض استهلاكها له بشكل مستمر منذ العام 2005م.
استخدامات النفط في الحياة اليومية
يُستخدم النفط في العديد من المجالات في الحياة اليومية، ومنها ما يأتي:
- يشكل النفط مصدراً لوقود وسائل النقل المختلفة كالسيارات، والطائرات، والشاحنات، والتي تشكل دعماً للاقتصاد، ونمط الحياة الحديث.
- يمكن استخدام المنتجات الثانوية الناتجة عن تكرير النفط لإنتاج المواد الكيميائية والبلاستيكية المختلفة، بالإضافة إلى العديد من الصناعات الأخرى كالأسفلت، والشموع، وزيوت التشحيم، كما أنّ غالب المبيدات الحشرية، والعديد من الأسمدة تُصنع من النفط، أو مشتقاته.
- يُستخدم النفط جزئياً في صنع العديد من المعدات الرياضية كأكياس الجولف، وكراته الحديثة، ومضارب التنس، وكرات السلة، والعشب الصناعي، بالإضافة إلى كرات القدم، وملاعب كرة القدم.
- يدخل النفط في صناعة العطور، ومزيلات الروائح، ومضادات التعرق، بالإضافة إلى صناعة العدسات اللاصقة.
- صناعة الملابس المقاومة للتجعد، حيث يشكل البوليستر المصنّع في مصفاة النفط أساساً لصناعة الملابس كالسراويل، والقمصان المقاومة للتجعد، والبقع، كما قد ينتج عن إعادة تدويره ألياف بوليستر جديدة، وعالية الجودة.
حقول النفط
ينطبق مبدأين أساسيين على الإنتاج العالمي للبترول، الأول هو أنّ معظم البترول يتواجد في عدد قليل من الحقول الكبيرة، إذ إنّ غالب الحقول المكتشفة هي حقول صغيرة، والثاني أنّ متوسط حجم الحقول المكتشفة، وكمية النفط الموجودة في كل منها يتناقص مع تقدم عمليات الاستكشاف، حيث يتم اكتشاف الحقول الكبيرة أولاً، وقد أُنشأ أول بئر نفط في العام 1859م، ثم تلاحق بعد ذلك اكتشاف الآبار النفطية ليصل عددها إلى 50.000 بئر نفط تقريباً، والتي يعد أكثر من 90% منها غير مؤثر على إنتاج النفط العالمي.
إقرأ أيضا:أين اكتشف النفطالتأثيرات البيئية للنفط
يشكل النفط عاملاً سلبياً على البيئة على الرغم من أهميته البالغة كوقود، إذ إنّ له العديد من الأضرار كالتأثير على المناخ بفعل ثاني أكسيد الكربون الناتج عن احتراق النفط، والمنتجات النفطية، والتأثير على البيئة بشكل عام نتيجة عمليات الحفر، والنقل، والتكرير، وتدمير الأراضي والمناطق التي يتم الحفر فيها، أو التي يتسرب إليها النفط، وغير ذلك من الأضرار.