أهمية الماء للحياة على كوكب الأرض
تنفرد الأرض بين جميع كواكب النظام الشمسي بامتلاكها للماء بحالاته الثلاثة؛ الصلبة، والسائلة، والغازية، وفق ما توصّل إليه العلم حتّى الآن، إذ يُغطّي الماء ما يُقارب 75٪ من مساحة الأرض، ويتواجد بحالاته الثلاثة في طبقات الغلاف الجوي، بحيث يتشكّل في طبقة التروبوسفير والتي ينتقل من خلالها إلى طبقة الستراتوسفير، ويحظى الماء بأهمية كبيرة عندما يتعلّق الأمر بحياة الكائنات الحية، إذ يُعتبر جزءاً ضرورياً لإتمام أهم العمليات الحيوية الفسيولوجيّة في أجسامها؛ كالتغذية والتلّخص من النفايات الناتجة داخل الخلايا، فعلى سبيل المثال تتخلّص النباتات من كميّات المياه الزائدة فيها عن طريق طرحها كرطوبة على أوراقها.
تُُساهم المياه في خلق تنوّع بيولوجي في المكان الذي تتواجد فيه، إذ أنّ أيّ تغير في نوعيّة المياه يقود نحو تغيّر أعداد وأنواع الكائنات الحيّة الموجودة حولها، فعلى سبيل المثال تُعدّ أماكن تجمّع المياه، مثل: الجداول، والبُحيرات، والأراضي الرطبة كالمُستنقعات نقاطاً حسّاسة وذلك لسهولة وصول الرواسب وغيرها من الملوّثات إليها أو إلى الأماكن القريبة منها، ممّا يتسبّب في تغيّر نوعيّة المياه فيها وبالتالي الإخلال بالأنظمة البيئيّة.
تُعتبر البيئة الرطبة من البيئات الطبيعيّة المثاليّة لعيش الكائنات الحيّة؛ كالنباتات، والحيوانات، والطيور، كما تُساهم هذه البيئات في خلق أنشطة تجاريّة وترفيهيّة في المنطقة توفّر فرصاً توظيفية للكثيرين، كما يلعب الماء دوراً رئيسيّاً في تشكيل تضاريس سطح الأرض، مثل: الأخاديد، والسهول، وأماكن تجمّع المياه التي تتكوّن جرّاء الفيضانات، ومن الجدير بالذكر أنّ الماء ينفرد بالعديد من الخصائص التي تحتاجها الكائنات الحية بأنواعها المختلفة، وذلك بدخوله في العمليات والتفاعلات الكيميائية داخل أجسامها بالإضافة إلى الحفاظ على شكل المكونات الأساسية لخلاياها.
إقرأ أيضا:ما هي مصادر الطاقةأهمية الماء في معادلة المناخ
يلعب الماء دوراً بارزاً في النظام المناخي لكوكب الأرض، إذ لا يُمكن تغافل دور بخار الماء الموجود في الغلاف الجوّي ودورانه في الجو عبر دورة المياه في الطبيعة في توزيع درجات الحرارة على الأرض وبالتالي التأثير على المناخ، إذ يُعتبر بخار الماء من أهم الغازات الموجودة في الغلاف الجوّي، حيث يضمن وجوده ضمن غازات الدفيئة اعتدال درجات الحرارة على سطح الأرض، فدرجة حرارة سطح الأرض بدون غازات الدفيئة كانت ستبلغ -18 درجة مئويّة، بينما بوجود هذه الغازات تكون قُرابة 15 درجةً مئويّة، إذ يرجع تأثير ما يُقارب 20.6 درجةً مئويّة من هذا الفارق لوجود بخار الماء في طبقة التروبوسفير، وما تبقى يتوزّع بين تأثير غاز ثاني أكسيد الكربون بما يُقارب 7.2 درجةً مئويّة، وغاز الأوزون بقيمة 2.4 درجةً مئويّة، وثاني أكسيد النيتروجين بقيمة 1.4 درجةً مئويّة، والميثان بحوالي 0.8 درجةً مئويّة، والغازات الأخرى بقيمة 0.6 درجةً مئويّة.
يلعب الماء الموجود في المحيطات الواسعة التي تُغطي سطح الأرض دوراً في توزيع درجات الحرارة؛ وذلك تبعاً لكثافته، وملوحته، ودرجة حرارته، والتي يُسبّب تباينها حركة تيارات الماء عبر المحيطات، إذ إنّ انتقال المياه الدافئة من المناطق الجنوبية إلى المناطق الشماليّة الباردة يُفقدها من حرارتها ممّا يتسبّب ببرودتها وزيادة كثافتها وبالتالي نزولها نحو العمق، بينما تطفو مكانها المياه الشماليّة الأكثر دفئاً ممّا يمنع تجمّد المياه، وهكذا يؤثّر الماء على مناخ القارات، كما تمتص المياه الموجودة في المحيطات درجات الحرارة بشكل أكبر ممّا يتمّ امتصاصه على سطح اليابسة بحوالي ثلاثة أضعاف، بينما تفقدها بشكل أبطأ، ممّا يؤدّي إلى اختلاف المناخ في المناطق والقارات تبعاً للتضاريس الطبوغرافيّة الموجودة فيها.
إقرأ أيضا:الأحجار الكريمةأهمية الماء للإنسان
أهمية الماء لجسم الإنسان
يُعتبر الماء أحد أهم العناصر الغذائية لجسم الإنسان، إذ يعتمد الجسم بشكل أساسي على وجوده، وفيما يأتي توضيح لأهمية الماء لجسم الإنسان:
- يُعتبر الماء عنصراً أساسيّاً لتكوين اللعاب في الفم.
- يُحافط على رطوبة الجسم وبالتالي تنظيم درجة حرارته، والحفاظ على صحة البشرة.
- يحمي بعض أجزاء الجسم من التلف أو الالتهاب، مثل: المفاصل، والحبل الشوكي، والأنسجة.
- يُساهم في عمليات التخلّص من فضلات الجسم؛ كالعرق، والبراز، والبول، وضمان عمل الأعضاء المسؤولة عنها بشكل جيّد، مثل: الكلى والأمعاء.
- يقي من الإمساك.
- يُسهّل عملية الهضم.
- يذيب الفيتامينات والمعادن داخل الطعام لتسهيل امتصاصها.
- يُساعد على فقدان الوزن الزائد؛ لذلك يدخل في أنظمة الحميات الغذائية.
- يُحسّن الدورة الدموية في جسم الإنسان.
- يقي من العديد من الأمراض؛ كارتفاع ضغط الدم، والالتهابات، والربو الناجم عن ممارسة الرياضة، وحصى الكلى، وغيرها.
- يزيد من طاقة الجسم.
- يُحسّن مستوى التركيز ويُنشّط الذاكرة.
- يُحسّن مزاج الإنسان، حيث يؤدّي نقصه للشعور بالتعب والإرهاق.
- يحمي الجسم من الجفاف.
أهمية الماء في جميع جوانب حياة الإنسان
لا تقتصر أهمية وجود الماء في حياة الانسان على استعمالها في الشرب فحسب، بل هناك العديد من الجوانب الأخرى التي لا يُستغنى عن الماء فيها، إذ يتمّ استعماله فيما يأتي:
إقرأ أيضا:ما المقصود بالبنية التحتية لنقل الطاقة- الطهي و إعداد الطعام.
- النظافة الشخصية والاستحمام.
- الاستعمال اليومي، مثل: غسل الملابس، والأواني والأطباق.
- ريّ النباتات والمحاصيل الزراعيّة، والمتنزّهات والحدائق.
- تنظيف المنازل والمجمّعات.
- صناعة بعض المنتجات.
- الترفيه؛ مثل حمامات وبرك السباحة.
العوامل المؤثّرة على احتياجات الإنسان المائية
يعتمد جسم الإنسان بشكل أساسي على الماء الذي يُعدّ المُكوّن الكيميائي الرئيسي للجسم، وهناك عوامل عدّة يتمّ الاستناد عليها لتحديد الكميّة الأنسب من الماء للإنسان، حيث يُمكن تلخيص هذه العوامل كما يأتي:
- النشاط الرياضي: عند ممارسة أيّ نشاط بدنيّ فإنّ الجسم يتعرّق للحفاظ على رطوبته ودرجة حرارته وبالتالي يحتاج إلى زيادة في كمية الماء، ويُمكن تحقيق ذلك بشرب الماء قبل التمرين وبعده، أو شرب المشروبات الرياضيّة المحتوية على عدّة معادن وعناصر يحتاجها الجسم.
- البيئة المحيطة: يزداد معدّل حاجة جسم الإنسان إلى الماء مع زيادة درجات الحرارة ومعدّل الرطوبة في البيئة المحيطة به، كذلك الأمر على المرتفعات العالية، لذا لا بدّ من الانتباه لضرورة زيادة كمية المياه المستهلكة في الأيام الحارّة أو الرطبة، حتّى لو لم يتمّ ممارسة الرياضة حينها.
- صحة الجسم: عند تعرّض الجسم لوعكة صحية تُسبّب الحمّى أو الإسهال أو غيرها من الحالات المرضيّة التي من شأنها التسبّب بفقدان سوائل الجسم، تزداد حاجة الجسم للماء لتعويض ما تمّ فقدانه، كما تزداد الحاجة لشرب كميات إضافية من الماء في حال الإصابة بالأمراض المزمنة؛ كالسكري، وأمراض القلب، وأمراض التهابات وحصى المثانة والمسالك البوليّة، ولا يُمكن تغافل فترات الحمل والرضاعة الطبيعيّة أيضاً والتي تزداد حاجة المرأة للماء أثناءها.
- السفر: يؤدّي التنقل من مناخ إلى آخر أثناء السفر إلى التعرّق وفقدان السوائل، وبالتالي الحاجة إلى كميّات أكثر من الماء لتعويض ذلك الفقد؛ لذا لا بدّ من الحرص على تناول المياه طوال الوقت أثناء السفر.
كيفية المحافظة على الماء
يُعتبر الماء العنصر الرئيسي للحفاظ على الحياة، إضافةً لكونه من الموارد الطبيعيّة المحدودة على وجه الأرض، ومن الممكن مواجهة نقص في وجوده يوماً ما مُستقبلاً في حال تمّ استهلاكه بشكل غير مدروس، لذا لا بدّ من اتّباع عدّة ممارسات من شأنها الحفاظ على الماء، ومن أبرز هذه الممارسات التي يُمكن تطبيقها على الصعيد الفردي والمجتمعي ما يأتي:
- التحقق من عدم وجود أيّ تسريب في المرحاض، إذ يتسبّب تسريب الماء في المرحاض فقدان كميات كبيرة من الماء يومياً، ويُمكن التحقق من وجود تسريب بوضع عدّة قطرات من مُلوّن الطعام في المرحاض وملاحظة تلاشيه أو عدمه.
- التوقّف عن استعمال المرحاض بشكل خاطئ؛ أيّ كسلّة مهملات، أو مكان لرماد السجائر وأعقابها، واستهلاك كميّة لا داعي لها من الماء للتخلّص منها.
- وضع زجاجة ماء أو اثنتين تحتوي على عدّة حبّات من الحصى أو الرمل في قاعها داخل خزان المرحاض؛ وذلك لتشكيل حيّز يمنع امتلاء الحوض بكميّة كبيرة من الماء، وهذا من شأنه التوفير في كمية المياه المندفعة عند الضغط على المضخة.
- استغراق وقت أقل في الاستحمام، واستخدام معدّات توفير المياه وتركيبها على الدش، والتي من شأنها تقليل تدفّق المياه، والتي تتوفّر عادةً في محلات السباكة.
- توفير المياه وترشيد استهلاكها عبر إغلاق الصنبور أثناء عمليّة تنظيف الأسنان، كما يُمكن استعمال الكوب لشطف الفم عوضاً عن ماء الحنفيّة المنهمر.
- توفير المياه أثناء عمليّة الحلاقة، وتجربة ملء حوض المغسلة بكمية قليلة من الماء، وكافية لغسل ماكينة الحلاقة بعد الانتهاء.
- التحقق المستمر والدوري من الحنفيات والمواسير للتأكّد من خلوّها من أيّ تسريبات؛ لأنّها تتسبّب بهدر كميات كبيرة من الماء على مدار اليوم.
- تشغيل غسالة الأطباق بحمولة كاملة فقط، وفي حال غسل الأطباق يدوياً يُراعى عدم ترك المياه جارية، وشطفها بسرعة دون هدر المياه.
- تشغيل الغسالة الأوتوماتيكيّة بحمولة كاملة من الملابس.
- غسل الخضراوات والفواكه في وعاء ثمّ شطفها سريعاً، عوضاً عن غسلها تحت الماء المتدفّق.
- الاحتفاظ بزجاجة من الماء المبرّد في الثلاجة، ممّا يُقلّل من المرّات التي يتمّ فيها فتح الصنبور وانتظار انهمار الماء البارد المناسب للشرب.
- ريّ نباتات الحديقة وفق جدول زمني، حيث يُعتبر الوقت الأمثل لريّها في الصباح الباكر، كما يُمكن استغلال مياه المطر لريّها.
- ريّ نباتات الحديقة بعد التحقق من حاجتها للماء؛ وذلك بالدوس على العشب القريب منه، وفي حال انغراس القدم في التربة قليلاً فهذا يعني عدم حاجتها للماء.
- الإكثار من زراعة النباتات والأشجار التي لاتحتاج إلى الماء بكميات كبيرة.
- استغلال وضع مزاريب المياه بحيث تنسكب المياه المتجمعة من الأمطار على أشجار ونباتات الحديقة عوضاً عن انسكابها على الرصيف أو الشارع.
- تنظيف الممرّات والأرصفة باستخدام المكنسة بدلاً من خرطوم المياه، وغسل السيارة باستخدام الدلو المحتوي على الماء والصابون و استخدام الخرطوم في شطف الصابون عنها فقط.
- منع الأطفال من هدر المياه وتبذيرها عبر اللعب بخراطيم المياه خاصّةً في أيام الصيف الحارّة.