نهر الأردن
يُعدُّ نهر الأردنّ (بالإنجليزية: Jordan River) من أهم الأنهار التي توجد في المملكة الأردنية الهاشمية، يقع جنوب غرب آسيا في منطقةٍ مُنخفضة ممّا يجعله أقلّ الأنهار ارتفاعاً في العالم، وينبع نهر الأردنّ من جبل الشيخ الواقع بين دولتي سوريا ولبنان، ويتدفَّق جنوباً نحو شمال فلسطين نزولاً إلى بحيرة طبريا؛ التي ينبعُ الفرع الجنوبي منها، وهو يتدفَّق بين أراضي فلسطين، والضفّة الغربيّة، ويمتدّ إلى الضفّة الشرقيّة، وغرب الأردن، ويصبُّ في البحر الميّت؛ الذي يبلغ ارتفاعه 429 متراً تحت مُستوى سَطح البحر، ويبلغُ طول نهر الأردنّ أكثر من 360 كيلو متراً، إلّا أنَّه بسبب المسار المُتعرِّج الذي يمرُّ به النهر؛ فإنّ المسافة الفِعليّة بين المَنبع في جبل الشيخ، والمَصبّ في البحر الميّت تكون أقلّ من 200 كيلو متر.
سبب تسمية نهر الأردن بهذا الاسم
ترجع أصول كلمة الأردن إلى اللغة الآراميّة؛ فالأردن كلمةٌ آراميّةٌ قديمة تعني المُتدهور، وهي أيضاً كلمةٌ مُشتقةٌ من جذر كلمة النزول في اللغات الساميّة، والتي تشير إلى الجدول الذي ينحدّر بسرعة، وتجدر الإشارة إلى أنَّ هذا الاسم يصف بدِقّةٍ مجرى نهر الأردن وخاصّةً في المنطقة العُلويّة منه فوق بُحيرة طبريا، إلى جانب ذلك فإنَّ كلمة الأردن في اللغة الهندية القديمة والتي تأتي باللفظ يوردن (بالإنجليزية: Yordon) تعني النهر الخالد بحيث أنَّ كلمة (Yor) تعني سنة، وكلمة (don) تعني النهر، لكن أقدم مرجعٍ لاسم نهر الأردن وِجد في السجلات الفرعونية المصرية للسُّلالة الحاكمة التاسعة عشر؛ حيث وثقت النهر في سجلاتها تحت اسم (yar-ar-du-na)، وهذا الاسم يتشابه مع الاسم الكنعاني له “ياردون”.
إقرأ أيضا:ما هو طول نهر النيلأُطلِق أيضاً على نهر الأردن عِدّة أسماءٍ في أزمانٍ مختلفة؛ حيث أُطلِق عليه في العصور القديمة المُنخفض السوريّ، كما أَطلق عليه الرومان واليونانيون اسم وادي أولون، وتجدر الإشارة إلى أنَّ هُنالك مُصطلحاً آخر يُشير إلى نهر الأردن في اللغة العربية وهو الشَّرِيعة، أيّ مكان السّقاية، وأحياناً يُطلق عليه الشَّرِيعة الكبيرة.
ذكر اسم نهر الأردن في التاريخ
ذُكِر نهر الأردن في نصوص الكتب السماويّة اليهودية، والمسيحية، والإسلاميّة لفظاً ودلالةً، والتي ذَكرت صِلته ببعض الأنبياء؛ كسيدنا موسى وعيسى عليهما السلام، وتجدر الإشارة إلى أنَّ مياهه تُعدُّ مُقدّسةً لدى جميع الطوائف المسيحيّة؛ حيث تمَّ تعميد المسيح في النهر، إلى جانب ذلك فقد دُفِن أربعةٌ من صحابة رسول الله محمد – صلى الله عليه وسلم – على الضِفاف الشرقية منه، إضافةً إلى ذلك فقد ذَكر العديد من الرحّالة نهر الأردن في كتاباتهم، ويبين الآتي بعضاً من أقوالهم فيه:
- اليعقوبي: ذكر الرحّالة اليعقوبي نهر الأردن عند وصفه لمنبعه في حديثه عن جند الأردن فقال “مدينة طبريا، وهي مدينة الأردن، وهي في أسفل جبلٍ على بُحيرة جليلة يخرج منها نهر الأردن المشهور”.
- الزهري: قال الرحّالة الزهري “بمقربةٍ من بيت المقدس الجبل المُسمى بجبل بلدان، ومنه ينبعث النهر المُسمى بنهر الأردن”.
- شيخ الربوة: قال شيخ الربوة في حديثه عن نهر الأردن “نهر الأردن وهو الشريعة نهرٌ غزير الماء من بانياس، ويمتدُّ إلى الحولة، فيعمل بُحيرة تُسمى بحيرة قدس، وقدس ملكٌ لتلك الأرض”، وقال أيضاً عن نهر الأردن “نهر الشريعة كأنَّه في الاعتبار فلك دائرة يطلع من أول الغور من بُحيرة قدس، ويتوسط ببحيرة طبريا، ويغور في بُحيرة زغر”.
- ابو الفداء: قال الرحّالة ابو الفداء “بحيرة زغر وهي البحيرة المنتنة، ويصبُّ فيها نهر الأردن وهو نهر الشَّرِيعة”.
- ابن السعيد المغربي: قال الرحّالة ابن السعيد المغربي “نهر الأردن المعروف بالشَّرِيعة يخرج من بُحيرة طبريا، ويمرُّ بالغور حتى يصبُّ عند أريحا”.