مقدمة
في واحدةٍ من أجمل التضاريس والتَّشَكُلات الجيولوجية الأرضية نجد الأنهار؛ كواحدةٍ من النِعم الّتي منّ الله بها على بعض الدول والأقاليم ااشتُهرت دولٌ بأنهاٍر معينةٍ مثلما اشتَهرت مِصر بنهر النيل، والعراق بنهريّ دجلة والفرات، ونهر المسيسبي في الولايات المتحدة الأمريكية.
تعريف النهر
عبارة عن تدفقٍ مائيٍّ طبيعيٍ على سطح القشرة الأرضية ينْبُع من أعالي الجبال أو من تساقط الأمطار وذوبان الثلوج أو من باطن الأرض (الينابيع)، ومياه النهر تكون عذبةً وللنهر ضفتين تُقام عليهما غالبية الحضارات والمدن؛ وقد تُشَكل الأنهار حدوداً طبيعيةً بين الدول كما في نهر الأردن الّذي يَفصل بين الأردن وفلسطين، والمنطقة التي يبدأ منها النهر تسمى منبعاً والّتي ينتهي عندها تسمى مصباً؛ ومصب النهر يكون في البحر أو في المحيط أو في البحيرة.
النهر المثلج
أحد الأنهار المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالموروث التراثيّ الشعبيّ والثقافيّ للشعب الأستراليّ؛ فقد ذكر شاعر أستراليا وكاتبها الشهير أندرو بارتون “بانجو” باترسون المتوفي في عام 1941م في كتابه “رجل من النهر المُثلَج” هذا النهر في أبياته وما زال يُرَدد حتى هذا اليوم، والّذي ألهم بعد ذلك العديد من الكتاب والأدباء والشعراء في أعمالهم الأدبية والتلفزيونية والموسيقية والسينمائية.
النهر المُثَلّج يقع في دولة أستراليا كواحدٍ من الأنهار الطويلة الامتداد إذ يبلغ طوله 352 كم، ويشكل أحد الأنهار الرئيسية في أستراليا، يقع جنوب شرق أستراليا ويَنْبُع من جبال كوسيوسكو الشاهقة ويَصُب في المحيط الهادي، وقد أولت الحكومة الأسترالية هذا النهر والمناطق المحيطة به اهتماماً كبيراً؛ فجعلت ضِفاف هذا النهر محميةً طبيعيةً أَطلقت عليها اسم محمية النهر الثَّلجي الوطنية.
إقرأ أيضا:ما هي أهمية نهر النيلالنهر الثَّلجي أو المُثلج يستمد مياهه من ذوبان الثلوج المتراكمة في أعالي المرتفعات الثلجية فيكون أعلى ذوبان للثلوج في شهريّ سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول وأقل ذوبان للثلوج ما بين نوفمبر/تشرين الثاني ويونيو/حزيران؛ ونظراً لزيادة تدفق المياه في موسم الذوبان وسقوط الأمطار أنشأت الحكومة الأسترالية أربعة سدودٍ على النهر المُثلج وهي جوثيجا، آيسلند بيد، يوكاميتي، جيندبياني.
مميزات مياه النهر الثلجي
تمتاز مياه النهر الثّلجي أو المُثلج بالعديد من المواصفات منها:
- مياهه قليلة العناصر الغذائية.
- ضعيفة القدرة على التوصيل الكهربائي.
- وجود السدود تؤثر على نوعية الماء وجودتها إمّا بسبب السدود نفسها أو بسبب خلطها مع مياه أخرى تؤدي إلى تقليل نسبة الأكسجين فيها عند المصب.
- متوسط درجة حرارة مياه النهر الثلجي 4°م.
- تعيش الأسماك في مياه النهر الثلجي فكانت مصدر صيد ورزق للسكان الأصليين منذ القدم وقبل الاستعمار البريطاني لأستراليا.