البحر الميّت
يُعتبر البحر الميّت أحد عجائِب الدّنيا الموجودة على سطح الأرض على الرّغم من صِغر مساحته، فهو أخفض نقطةٍ على سطح الأرض، حيث ينخفض بمقدار 412 م، ودرجة ملوحة مياهه كبيرةٌ جداً أكبر من مياه أي بحر آخر، كما أنّه نظراً لهذه النِّسبة العالية من الملوحة يعتبر بحراً بلا أمواج، فكثافة مياهه العالية تجعل كل من يسبح فيه يطفو إلى السطح.
كثيراً ما وجد السكان المحيطون والزوار بعض الأسماك الطافية على السطح، وذلك بسبب قدومها من البحر الأحمر ولكنّها بمجرد أن وصلت مياه البحر ماتت من الملوحة وطفت على السطح، كما أن درجة حرارة مياهه دافئة بسبب سقوط أشعة الشمس العمودية عليها، وهذا ما جعلها مصيفاً في فصل الشِّتاء.
تعددت الحضارات التي قامت في المناطِق المحيطة بالبحر الميّت وأطلقوا عليه أسماء مختلفة؛ فالإغريق أطلقوا عليه “البحر الميّت” لعدم وجود أي مظهرٍ من مظاهِر الحياة فيه، والرومان أطلقوا عليه “بحر الإسفلت”، ويطلِق عليه اليهود “بحر الملح”، بينما نحن المسلمون نطلِق عليه اسم “بحيرة لوط” فهي البحيرة التي خسف الله تعالى قوم لوطٍ بها، وجعَل سافلها عاليها نتيجة صدودهم عن الدين الإسلامي وارتكابهم الفاحِشة.
أهمية البحر الميّت الطبيّة
- نظراً لانخفاض منطقة البحر الميّت فإن نسبة الرّطوبة عالية جداً، ودرجة الحرارة مرتفعة مما يزيد من قدرة الجسم للتعرّض لأشعة الشمس لفتراتٍ طويلة وشفاء الكثير من الأمراض، كما أنَّ هواء المنطقة تكثر فيه كمية الأكسجين مما يجعله صحيّاً أكثر من غيرِه.
- نظراً لاحتواء مياه البحر الميّت على الكثير من الأملاح والمعادِن مثل المغنيسيوم، والكالسيوم فإنها عند الاستحمام بها تشفي الكثير من الأمراض الجلدية مثل الصدفيّة والبهاق، وأمراض المفاصِل والعِظام.
- يستخدم طين البحر الميّت البركاني الأسود في علاج الكثير من الأمراض الجلديَّة، فهو غني بالعناصر والمعادِن أهمها السيلكون والهالوجين، كما أنه يساعِد في تحسين البشرة لذلك يصنع منه الكثير من مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة.
أهمية البحر الميّت الاقتصاديّة
- نظراً لأهميّة البحر الميّت العِلاجية فقد تم بناء الكثير من الفنادِق والمنتجعات على أطرافه، بهدف تقديم الخدمات المرفهة للسيّاح، فالبحر الميّت يجذب سنوياً أعداداً هائلة من السيّاح الذين يزورنه من أجل العِلاج أو من أجل التمتع والاسترخاء، كما أن هناك الزيارات الدينيّة التي يقوم بها المسلمون للعظة والاتعاظ بما حصل مع قوم لوط، وكل هؤلاء السّياح يرفدون الاقتصاد في الأردن وينشِّطونه.
- كما أنَّ استخدام الطين الموجود فيه في العِلاج والعناية بالبشرة، أدى إلى إمكانية تصدير كميّاتٍ كبيرةٍ منه إلى الخارِج مما زاد من صادِرات الأردن.