الحب ليس فقط هو علاقة بين الذكر والانثى ، وانما هي أي علاقة تجمع كل شخص مع من يحب ، فعلاقة سيدنا محمد صل الله عليه وسلم مع صاحبه أبو بكر الصديق كانت من أجمل علاقات الأخوة التي جمعتها علاقة صداقة واخوة ليس من نفس الأم ولا نفس الأب ، وإنّما المحبة والوفاء جمعتهم على الإخلاص والحب الجميل تحت اسم حب الله ، فمن جزاء الأخوة في الله أن الله تعالى يظلهم تحت ظله يوم لا ظل الا ظله ، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظلّه ، منها : رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرّقا عليه ” متفق عليه .
ومن أجمل القصص التي رويت عبر التاريخ التي ما زالت خالدة ونتعلم منها كل يوم ، صداقة أبو بكر لسيدنا محمد صل الله عليه وسلم ، حيث أنهما كانا في غار ثور عندما اختبئا من أهل قريش خوفاً من المطاردة والاعتداء عليهم ، قال الإمام الحسن البصري رضي الله عنه:”انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر إلى الغار ليلا، فدخل أبو بكر رضي الله عنه قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم, فلمس الغار لينظر أفيه سبع أو حية يقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه” ، فلمّا دخل الصديق رضي الله عنه الغار بدأ يقطع من ثوبه ويسد الثقوب، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قال له: أقطعت ثيابك يا أبا بكر؟ قال:أخاف من شيء يؤذيك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ، ثم غالب نبي الله محمد النعاس فوضع رأسه على حجر أبو بكر ، فإذ بشيء يلذغ قدم أبا بكر ولم يتحرك خوفاً من أن يستيقظ النبي صل الله عليه وسلم ، ولكن من شدة دموع أبو بكر استيقظ النبي وسأله ما بك ، فقال أبو بكر : لدغت … فداك أبي وامي يا رسول الله .. فقام النبي صل الله عليه وسلم بتفقد أبا بكر ومعالجته حتى ذهب عنه الألم . أي شخص منّا قد يفعل هذا الأمر العظيم لصاحبه دون أن يؤذي صاحبه . وكان أبو بكر أول من صدق النبي في قصة الاسراء والمعراج تروي أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ فتقول: ( لما أسري بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى المسجد الأقصى، أصبح يتحدث الناس بذلك، فارتد ناس كانوا آمنوا به وصدقوه، وسعى رجال إلى أبي بكر ، فقالوا: هل لك إلى صاحبك؟، يزعم أن أُسْرِي به الليلة إلى بيت المقدس، قال: وقد قال ذلك؟ قالوا: نعم، قال: لئن قال ذلك فقد صدق . قالوا: أوَ تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس، وجاء قبل أن يصبح؟!، قال نعم، إني لأصدّقه فيما هو أبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة.
إقرأ أيضا:ما أصعب الفراقومن الأوائل الذين أعلنوا إسلامهم لرسول الله، وشارك رسول الله في معظم الحروب وقوفاً الى جنبه وخوفاً عليه من أن يصيبه أي جرح . وقد أفنى أبو بكر حبه لنبي الله محمد صل الله عليه وسلم حتى أكرمه الله بدفنه الى جانب قبر النبي محمد صل الله عليه وسلم ، أسأل الله أن يرزقنا وإيّاكم الصحبة الجميلة في محبة الله تعالى .
إقرأ أيضا:أشعار دينيه