قراءة الكتب
المداومة على قراءة الكتب لا تُعد أبداً مضيعة للوقت، فقد يستفيد القارىء من مقال، أو جملة، أو حتى كلمة، قد تؤثّر فيه، وتقلب له ميزان حياته، لذلك فإنّ جلّ الفائدة يأتي من قراءة الكتب، وجعلها عادة لا يستغني الإنسان عنها في حياته، فلا يمرّ عليه أسبوع إلّا وقد قرأ كتاباً، أو أكثر، فمن هنا تأتي سعة الثقافة والاطّلاع، والقدرة على النّقاش والإقناع، والثّقة بالنفس، مع إثراء المخزون الثقافيّ لدى الإنسان، وقد يتساءل البعض عن كيفيّة الاستفادة من قراءة الكتب، فكيف يكون ذلك؟
الاستفادة من قراءة الكتب
إنّ قراءة الكتب مفيدة، لأنّها تساعد الشخص على تحسين لغته العربيّة، وإثرائها بالمفردات المختلفة، وستساعده على الكتابة أيضاً، والتحدّث مع النّاس، أمّا الاستفادة من الكتاب ذاته فتكون من خلال ما يلي:
قراءة الكتاب كاملاً
يجب على الشخص الذي يسعى للاستفادة من القراءة أن يقرأ الكتاب لنهايته، دون إهمال أي جزئيّة بسيطة فيه، فقد يفقد بذلك حلاوة المعنى الذي أراد الكاتب إيصاله، وبالتالي يفقد حقّه في الحكم على هذا الكتاب بأنّه جيّد، أو غير ذلك، لأنّه لم يقرأه كاملاً، خاصّة إن كان الكتاب عبارة عن وُحدة واحدة، لا تُفهم فصوله وأجزاؤه إلّا من خلال قراءتها بشكل متسلسل ومترابط، وقد يقرأ الإنسان الكتاب بشكل كامل، ولكنّها قراءة من غير تمعّن، أو إدراك، لذلك على الشخص أن يحاول فهم جميع السطور، والجمل في الكتاب، ولا يمرّ عليها مرور الكرام، فلا يُنهي فقرة إلا وقد فهم معناها كاملاً، ثم ينتقل للفقرة التي تليها، وهكذا.
إقرأ أيضا:أهم الكتب في علم الاجتماعالتلخيص
قد يقرأ الشخص كتاباً كاملاً بتدبّر وفهم، ولكنّه لا يجد أنّه قد استفاد شيئاً سوى بعض العبارات التي قد أثّرت فيه، أو بعض المعلومات التي قد يستفيد منها في المستقبل، ولذلك على الشخص الذي يداوم على قراءة الكتب أن يحاول تسجيل أيّ معلومة مفيدة يقرأها على دفتر خاصّ لذلك، فيكون الشخص بذلك قد سجّل الأمور الهامّة على دفتره، والتي يستطيع أن يعود إليها في المستقبل، كما يستطيع أن يستخدم الدفتر ذاته في تلخيص ما قرأه نظراً لأهميّة هذا الكتاب، ومحتواه، فالإنسان هو الذي يُحدّد ذلك من خلال قراءته للكتاب.
المشاركة في القراءة
قد تزيد المشاركة في قراءة الكتب الفائدة أكثر فأكثر، بحيث يشترك صديقان أو أكثر في قراءة كتاب معيّن، ثم يبدأون بالنقاش، والحوار حول ما قرأوه في الكتاب، من خلال نقد الكتاب، وبيان جودة محتواه، والحديث عن العناوين الرئيسة فيه، وبيان مكمن الفائدة في هذا الكتاب من وجهة نظر كلّ واحد منهم، وبالنتيجة حتى وإن كان الكتاب الذي قرأوه رديئاً بكلّ المقاييس فإنّ مجرد عقد هذه الجلسة التي تبادلون فيها الحوار حول الكتاب ومحتواه ستُنمّي العلاقة بينهم، وسيتعرف كلّ منهم على طريقة تفكير الآخر، ومدى ثقافته.
إقرأ أيضا:من مؤلف علم العروض