فن الكتابة والتعبير

تعبير عن نهر النيل

يقول المؤرخ هيرودوت: (مصر هبة النيل)

اشتقّ اسم نهر النيل من كلمة يونانية تعني الوادي، ويُعدُّ هذا النهر أطول نهر في العالم حيث يحتل جزءاً كبيراً من قارة أفريقيا التي يمتد إلى شمالها مروراً بالسودان ومصر وإرتيريا وإثيوبيا وغيرها من الدول وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط، ويجري نهر النيل برافدين أساسيين هما النيل الأزرق المتدفق من مرتفعات إثيوبيا، والنيل الأبيض المتدفق من بحيرة فيكتوريا.

حظي نهر النيل منذ فجر الحضارات باهتمامٍ واسعٍ، فهو أساس تشكّل الحضارات المصرية ونهضتها، وأهم مقوّمات وجودها، حتى أنّ المصريين القدماء قدسوه واعتبروه جزءاً من حياة الآلهة المصرية، وحاكوا حوله العديد من الأساطير والمعتقدات، وكانوا قد أطلقو عليه اسم أسود؛ لما يتركه خلفه من رواسب طينية سوداء، ولا زال نهر النيل يقف شاهداً على تلك الحضارات والدول التي تعاقبت عليه على مرِّ الأزمنة والعصور، فقد كان للنهر دور كبير في جذب السياح، ونموِّ الزراعة، وازدهار الصناعة والتجارة، إلا أنّه وبالرغم من أهميته لم يمتنع بعض الناس عن تلويث بإلقاء المواد الصلبة والعادمة فيه، والتي تلوث مياهه وتعكرها، أو بتصريف المبيدات الزراعية فيه، كما تهدد المصانع النهر باستنزاف مائه واستهلاكها بكميات كبيرة، أو من خلال طرح الملوثات الصناعية فيه، مما يشوّه منظره العام، ويعكّر مائه.

إنّ نهر النيل إرث حضاري ينبغي أن نحافظ عليه ونحميه من كل ما قد يهدده، ويكون ذلك من خلال توعية الأطفال بأهمية هذا الإرث، وعقد ندوات توعوية ومحاضرات توجيهية تناقش خطورة تلويثه واستنزافه، ونشر الحملات الإعلامية للحد من ذلك، كما ينبغي التحكم بمخلفات المصانع والإشراف على تصريفها من قبل الدولة، ومنع دخول مياه الصرف الصحي واختلاطها بمياه النهر التي تشكل عصباً لحياة العديد من الدول المجاورة وشرياناً لحياتها.

إقرأ أيضا:كيفية كتابة رسالة
السابق
تعبير عن المعلم
التالي
كيفية كتابة مقال صحفي