قال صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّ مِن أحبِّكم إليَّ وأقربِكُم منِّي مجلسًا يومَ القيامةِ أحاسنَكُم أخلاقًا) (حديث صحيح)
يزداد جمال الإنسان حين يتحلّى بالأخلاق الفاضلة التي تُجمّله وتجعلهُ أكثر قُرباً من الآخرين وأكثر قُرباً من ربّهِ أيضاً، فالأخلاق هيَ منظومة مُتكاملة لا تتجزأ، على الشخص أن يلتزمَ بكلّ تفاصيلها حتّى يكونَ فاضلاً وذا خُلُقٍ حسَن، فلا يُعقل أن يكونَ أحد الناس موصوفاً بمحاسن الأخلاق وهوَ كاذب، بمُجرّد أنّهُ كريمٌ أو لطيفٌ وحسنُ المعشر؛ فالكذب أو غيره مثلاً هوَ نقطة الخل التي تفسد حلاوة العسل، فعلى من أراد أن يسمو بخلقه أن يتحلّى بجملة من الأخلاق الحسنة معاً.
أحسنِ الناس أخلاقاً هوَ سيّدنا مُحمّد عليهِ الصلاةُ والسلام، فقد كانَ قُرآناً يمشي على الأرض وكانَ خُلُقُه القُرآن كما وُصِف، ففيه اجتمعت كل صفةٍ عظيمة وخُلُقٌ رفيع، وعنه قالَ ربّهُ جلّ جلاله: (وإنَّكَ لعلى خُلُقٍ عظيم) (القلم، آية:4)، فإن سأل سائل عن كيفية التحلي بالخلق الحسن نقول إنّ ذلك يكون هذا يكون بمتابعة أفعال المصطفى عليه الصلاة والسلام وأقواله وصفاته وكيفيّة تعامله مع الناس، وبمصاحبة الأخيار من الناس، والنظر في أخلاق الأفراد والاقتداء بصفاتهم الحسنة من صدق، وحلم، وتسامح، ومساعدة للغير، والابتعاد عمّا نراه سيئاً من صفاتهم مثل الكذب، والخداع والنفاق ونقض للعهد وغيرها، كما أنّ اللجوء إلى الله بالدعاء من أبواب تحسين الخلق أيضاً.
إقرأ أيضا:تعبير عن حياة الرسولقالَ عليهِ الصلاةُ والسلام: (مَا مِنْ شَيْءٍ فِي اَلْمِيزَانِ أَثْقَلُ مِنْ حُسْنِ اَلْخُلُقِ)، فأصحاب الخلق يكسبون رضا الله وجنته، وحب عباد الله وقربهم، وإذا ساد حسن الخلق في المجتمعات ازدهرت ونمت، وحُلّت مشاكلها وزالت مصائبها، وعاش الأفراد فيها في أمان ورخاء دائمين، فليبدأ كلٌ منّا بنفسه وليسلك طريق الخلق الحسن العطر.
إقرأ أيضا:تعريف الخط العربي