يقولُ بيل غيتس مؤسس شركة مايكروسوفت: (أصبح الإنترنت الساحة العامة للقرية العالمية)
يُعرّف الإنترنت بأنه شبكة عالمية مكونة من مجموعة من الحواسيب التي ترتبط مع بعضها البعض لنقل المعلومات وإرسالها من حاسب إلى آخر، وقد تم استخدام الإنترنت لأول مرة في عام 1969م من قبل وكالة المشاريع للأبحاث المتقدمة التابعة لحكومة الولايات المتحدة؛ فيما قامت بعد ذلك جامعة كاليفورنيا ومعهد ستانفورد للأبحاث المُرتبطة بالإنترنت بمجموعة من الدراسات والأبحاث حول إرسال الرسائل وإعادة توجيهها قبل ليصبح هذا النظام جزءاً مهماً من البنية التحتية لعلوم الكمبيوتر في الولايات المتحدة، تلى ذلك توسّعه وانتشاره حول العالم بالشكل الذي يتيح للأفراد استخدامه بيسر وسهولة.
لقد كان للإنترنت الفضل في نهضة العديد من المجالات وتطوّرها، فقد نظّّم أعمال التجارة والصناعة وسهلها؛ وكان ذلك بإرسال واستقبال البيانات والمعلومات المهمة بسرعة فائقة وجودة عالية، كما مكّن أصحاب الأعمال من الاطّلاع على آخر ما يهمهم من تطورات لمواكبتها، ورفد الطلاب بالمعلومات المهمة اللازمة لهم على اختلاف تخصصاتهم ومجالات دراستهم، وطال ذلك الصعيد الطبي أيضاً فقد أحدث الإنترنت ثورة هائلة بما فتحه من آفاق أمام الأطباء والممرضين ليتبادلوا الآراء والخبرات الطبية عبر الوسائل المرئية والسمعية، ويستقون المعلومات الطبية وآخر ما توصّل إليه الطب من تطورات، بالإضافة إلى ما أحدثه الإنترنت من تطوّرات في مجال الاتصالات والإعلام، فوصل العالم ببعضه البعض على الرغم من اختلاف أحوالهم وأوقاتهم وأمكانهم، كما استطاع الناس نقل الأخبار والوقائع الحيّة عبر الإنترنت إلى جميع أنحاء العالم ليصبح عين الواقع الدقيقة، فيما عملت الدول على تطويع هذه التكنولوجيا لاستخدامها في كافة أجهزة الدولة كل بحسب اختصاصه؛ لغايات تسهيل التعاملات، وإجراء الطلبات دون تعب أو إرهاق، وتقليص التكاليف وتسريع الإجراءات.
إقرأ أيضا:كيف اكتب تعبيريقول الصحفي والروائي الأمريكي ديفيد وونغ: (التكنولوجيا الجديدة ليست خيراً أو شراً بحد ذاتها، إنما كيفية استخدام الناس لها) فعلى الرغم من إيجابيات الإنترنت العديدة إلّا أنّه كغيره من المخترعات التي قد تتسبب إساءة الإنسان لاستخدامها أو توجيهها بضرّره لا بنفعه، فاستخدام هذه التكنولوجيا بشكل سلبي قد يساعد على نشر المغالطات والأخبار الكاذبة، والترويج إلى الرذيلة والعادات السيئة التي لا تتناسب ومجتمعنا، كما قد يتسبب الإفراط في استخدامه للشخص بالإدمان والكسل، مما يوصله إلى حالة من العزلة الاجتماعية، ويضر بجسمه بما قد يتسبب به من مشاكل صحيّة، ويُذهب وقتاً كان من الممكن أن يستغله في تطوير مهارته وتحقيق أهدافه.
إقرأ أيضا:كيف أعرف القراءة والكتابةينبغي على الفرد أن يحرص على استخدام هذا الشكل من التكنولوجيا بطرق تعود عليه وعلى مجتمعه بالنفع والتطوّر، وأن يبتعد عما يُروَّج له من خلاله من أمور هدفها هدم المبادئ الإنسانية والأخلاق الطيبة، والنأي بنا عن الموروثات الإيجابية، ويسبب الفساد.