قال الشاعر:
أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكاً
-
-
- من الحسن حتى كاد أن يتكلّما
-
أزهارٌ متفتحة، وأشجارٌ مزدانة بخضرتها وثمارها، وشمسٌ مشرقة، ورائحة فوّاحة يعبق بها المكان فتملأ الروح بهجة وسعادة، وتردّ للوجه رونقه وتورّده، إنّه الربيع فصل التجدد والانطلاق من جديد بعد شتاء مفعم بالنماء والمطر والخيرات.
في الربيع تجتمع كلُّ فصول السنة؛ فرائحة الأرض التي تفوح بماء المطر لتخرج الزرع، وأغصان الأشجار التي تولد أوراقها من جديد بعد سقوطها، وأشعة الشمس الذهبية التي ترسل الدفئ إلى الأرض، وطبيعتها الخلابة التي تبعث النشاط والتجدد في مخلوقات الأرض تعكس كل فصول السنة، وفي الربيع تصفو القلوب وترتاح النفوس، وتطرب النفس بسماع أصوات العصافير، وفيه تنهض الحيوانات من سباتها العميق، وتتلون الحدائق بالورود، وتتجمل بالفراشات، وتمتلئ الأشجار بثمارها الطيّبة، وفيه ينهض النحل لجني اللقاح وصنع الزكيّ من العسل، وفي الربيع أيضاً تتجمّع مياه الأمطار،فتشقّ الجداول طريقها بين الصخور وتستقر في البحار أو السدود، وفي هذا الفصل البديع تخرج الأُسر في النزه والرحلات ليتسامروا ويقضوا مع بعضهم أجمل الأوقات، ويلتقطوا أروع الصور، ويستمتعوا بروائح الأزهار، وفي الربيع تنهض الهمم بما يكسبه الإنسان من طاقة إيجابية، فيهبُّ الأفراد لممارسة الرياضات بشتى أنواعها، وفي هذه الأشهر الثلاث تكثر أنشطة التخييم لاستكشاف الطبيعة وأسرارها، ويتهيّا الطلاب بحماس لما يُعدّه لهم معلموهم من رحلات متنوّعة ومغامرات على امتداد محافظات الوطن الرائع.
إقرأ أيضا:موضوع تعبير عن فضل المعلمها نحن نعيش هذه الأجواء الربيعيّة الجميلة التي أنعم الله ها علينابها؛ وهو ما يُوقع على عاتقنا واجب حماية مظاهر الطبيعة الجميلة، مما قد يعكر صفاءها وينزع جمالها؛ فعلينا حماية الغابات من قطع الأشجار أو إحراقها، والإبقاء عليها نظيفة بعدم إلقاء المخلفات، وتركها في أمكان التنزه، والوقوف أمام الملوثات التي تلوث الطبيعة بهوائها النقيّ، ومياهها الصافية، ومروجها الخضراء، فالربيع لوحة بديعة بعناصرها، كما علينا أن نحافظ على الثروة الحيوانية فلا تُقتل ولا تؤذى على أيدينا، فالربيع هو المتنفس الذي ننتظره بكل شوق، والفرصة التي نتفكر فيها بعظمة الخالق وبديع صنعه.
إقرأ أيضا:تعبير عن شم النسيم