التلخيص
يفضل الكثير من الطلاب والباحثين عن العلم عند لجوئهم لقراءة الكتب عدم قراءتها كاملة في كل مرة، وعدم القيام بالبحث في الكتاب لفترات طويلة كي يجد النقاط المهمة التي كان يبحث عنها، لذلك، يلجأ الكثيرون إلى تلخيص الكتاب، وكتابة أهم النقاط التي يرغب في قراءتها بشكل مستمر، وبطريقته الخاصة التي قد تختلف عن طريقة صياغة الكاتب لكتابه؛ وذلك كي يُسهّل عليه القراءة والحفظ، وفهم الكتاب بشكل أسهل وأفضل.
يحتاج التلخيص إلى مهارات مُتعدّدة ليكون تلخيصاً صحيحاً، ولذلك، يجب أن يكون فهم القارئ للكتاب وقراءته واستيعاب المعلومات التي بداخله عالية، ويجب أن يمتلك القارئ أيضاً القدرة على صياغة معلومات الكتاب بطريقته الخاصة وبشكل صحيح. وتلخيص الكتاب يعني قراءة وفهم استيعاب المعلومات التي بداخل الكتاب، وإعادة تلخيصها على شكل نقاط مختصرة وبأسلوب جديد، ولكن مع المحافظة على النقاط الأساسية في الكتاب، وعدم كتابة معلومات خاطئة أو بعيدة عن النص الأصلي للكتاب. وعليه، فإنّ الدقة والتركيز أمران مُهمّان في عملية التلخيص.
مبادئ كتابة التلخيص
من أهم الشروط التي يجب مراعاتها قبل البدء في تلخيص كتاب ما، ما يأتي:
- عدم الإقدام على تغييرمعلومات الكتاب الأساسية أو التعديل عليها؛ كي لا تتحول المعلومات من صحيحة إلى خاطئة أو مُحرّفة، وبالتالي تفقد أي علاقة لها في معلومات الكتاب الأصلية.
- يفضل عدم تكرار كتابة الأمثلة، أو المقدمة -مثلاً-، أو المعلومات التي ليس لها قيمة كبيرة.
- يجب التمييز بين النص الرئيس والنص الثانوي، أو النصوص المتفرعة؛ كي نستطيع تحديد ما هو المهم، وما هي المعلومات الأقل أهمية.
- الكتابة بأسلوب متسلسل، وتنسيق الأفكار والمعلومات بطريقة مُنظّمة.
طريقة تلخيص الكتاب
كيف نلخّص كتاباً؟ تكون بالخطوات الآتية:
إقرأ أيضا:دعاء الكروان- في البداية نقرأ الكتاب بطريقة سريعة وشاملة؛ كي نعرف ما بداخله من أفكار ونقاط أساسية، وكي نحدد الفكرة التي يدور حولها الكتاب.
- بعد قراءة الكتاب، ومعرفة الأفكار الأساسية نكون قد حدّدها طبيعة المعلومات التي في الكتاب، هل هي عبارة عن قصة -مثلاً-، أو أن الكتاب مليء بالمعلومات القيمة والحديثة، أو أنه عبارة عن عدة فصول مُقسّمة.
- بعدها نحضر ورقة وقلم كي نرتب فيها أفكارنا، ونحدد ما هي الأفكار الأساسية التي يجب أن نكتبها، وما هي المعلومات الفرعية التي يمكن أن نستغني عنها.
- بعد ذلك نحضر الكراسة التي نرغب في أن نلخص بها الكتاب، ونقوم بمراجعة المعلومات الأساسية التي قمنا بتحديدها مرة أخرى.
- نستنتج بعد ذلك الموضوع الرئيس الذي يدور حوله الكتاب، وصياغته بطريقة بسيطة مع المحافظة على أصل الفكرة.
- نبدأ بعد ذلك بكتابة المعلومات الأساسية والمهمة في الكراسة على شكل نقاط.
- نقرأ المعلومات الفرعية مرة أخرى، ونُلخّص صلب الموضوع منها في الكراسة.
- نربط الأفكار الأساسية بالأفكار الفرعية بطريقة سهلة ومتسلسلة، بحيث نكتب النص المهم، ثم بعدها نكتب النص الأقل أهمية.
- إذا كان الكتاب يتكلم حول المواضيع الدينية، ولاحظنا وجود الكثير من الشواهد الدينية المتكررة في نفس الموضوع، فيفضل عدم تكرار الشواهد التي تتكلم في نفس الموضوع، والاكتفاء بشاهد واحد لتوضيح المعلومات وتأكيدها.
- أما إذا كان الكتاب يتكلم عن المسائل الرياضية والحسابية، ففي هذا الموضوع لن نستطيع أن نغيّر كثيراً في الأفكار؛ لأنها عبارة عن حسابات وأرقام، وأي خطأ صغير قد يؤدي إلى عدم فهم المسألة، وعدم حلها بالطريقة الصحيحة، لذلك، يفضل أن نأخذ الأمثلة كما هي، ولكن لو كان هناك تكرار أكثر من مثال في نفس الموضوع فلا داعِ لكتابتها كلها، بل نكتب مثالاً واحداً على كل موضوع كي لا نُكرّر نفس الأفكار.
- وإذا كان الكتاب يتكلم عن التاريخ، فهنا لا نستطيع أن نغيّر في ترتيب وتنظيم النصوص التاريخية، ويُفضّل تلخيصها بطريقة مختصرة، ولكن دون أن نغيّر شيئاً في التواريخ، أو تسلسل الأزمان والقصص.
- أما إذا كان الكتاب عبارة عن قصة ما، وغير مُقسّم لفصول وأبواب، فيمكن قراءتها كلها، وكتابة ملخص عنها بطريقة مبسطة، ولكن مع الحفاظ على النقاط الأساسية في القصة.
- وبعد الانتهاء من تلخيص الكتاب في الكراسة، يُفضّل القيام بمراجعة الفقرات التي قمنا بكتابتها، والتأكد من أن المعلومات صحيحة، وليس هناك خطأ في سرد الأفكار وترتيبها.
- التأكّد من ترتيب الأفكار بشكل متسلسل، وإذا لاحظنا أن هناك بعض المعلومات غير المهمة فيمكن الاستغناء عنها.
- مراجعة المواضيع والأفكار الأساسية؛ كي نتأكد من أنّنا لم تنسى كتابة أي شيء مهم في التلخيص.
- التأكّد من أن التلخيص شامل، ويشرح النقاط المهمة بكل إيجاز وبطريقة مبسطة؛ كي لا نشعر بصعوبة عند القيام بمراجعة التلخيص وقراءته مرة أخرى.
- الحرص على أن يكون التلخيص متوازناً، بحيث لا تطغى فقرة ما على باقي الفقرات، بل نكتب الفقرات بشكل متوازن ومتساوٍ ومتناسق.
- عدم الاستعجال كثيراً لإنهاء تلخيص الكتاب بسرعة، وفي حال عدم فهم فقرة ما، فيفضل قراءتها مرة أخرى؛ كي تكون مفهومة وسلهة الاستيعاب، وبالتالي يكون تلخصيها صحيح ومفيد.
- هناك كلمات مفتاحية وكلمات ختامية لأي موضوع في الكتاب، وعليه، لا بد من امتلاك المهارات اللازمة لتحديدها وتجنّبها عند تلخيص الكتاب؛ لأنها عبارة عن مقدمة، وهي ليست موضوع الكتاب.
- التركيز دائماً على الأفكار الأساسية والمهمة في الكتاب؛ للتأكد من فهمها جيداً، وإعادة صياغتها بطريقة صحيحة.
فوائد تلخيص الكتاب
من فوائد تلخيص كتاب نذكر ما يأتي:
إقرأ أيضا:مميزات شعر نزار قباني- سهولة فهم واستيعاب المعلومات الموجودة في الكتاب، فهناك بعض الأشخاص يواجهون صعوبة في فهم المعلومات التي في الكتب عند قراءتها لأول مرة.
- إن قيام الطالب بقراءة وفهم واستيعاب الكتاب، وتلخيصه بطريقته الخاصة، يسهل عليه حفظ الكتاب بشكل سريع وفي فترة قصيرة.
- مهارة التلخيص تُنمّي مهارة الذكاء عند الطلاب، وتجعلهم أكثر اعتماداً على أنفسهم في فهم أي معلومة مهما كانت صعبة؛ لأن قيام الطالب بالقراءة والتحليل وإعادة الكتابة تجعله أكثر قدرة على الفهم والحفظ والتركيز.
- عندما يقرأ الطالب ما قام بتلخيصه يُسهّل ذلك عليه كثيراً المراجعة والفهم؛ لأنه قد يكون لا يستطيع الاستيعاب والفهم من أسلوب كاتب الكتاب، لذلك ينصح المدرسون الطلاب دائماً عند عدم فهم المعلومات التي في الكتب بالقيام بتلخيصها بطريقة مختصرة؛ كي يسهل فهمها وحفظها بطريقة سهلة وسريعة.
- يقوّي التلخيص أيضاً المهارات الكتابية للطالب، ويجعله أكثر قدرة على تمييز المعلومات المهمة عن المعلومات غير المهمة، ومعرفة ما الذي يجب قراءته وحفظه بتركيز، وما يجب تجنّبه وعدم التركيز عليه كثيراً أثناء المراجعة، لأنه هناك طلاباً يضيّعون وقتهم في قراءة كل حرف بداخل الكتاب، وفي النهاية يلاحظون أن تفكيرهم قد تشتّت، وأنهم غير قادرين على التركيز؛ بسبب عدم تمييز المعلومات المهمة عن غيرها. لذلك، يجب أن يحرص الطالب أو أي شخص يرغب في قراءة وفهم كتاب ما على تلخصيه دائماً؛ كي يستوعبه بشكل أفضل، ويكسب الوقت في فهم وحفظ المعلومات المهمة.