الشعر العربي
تعددّت تعريفات الشعر العربي وفقاً للزمان الذي يعاصره، ففي العصور القديمة عُرف بأنّه ذلك القول المنظوم المغلوب عليه الوزن والقافية، كما قيل بأنّه النظم الموزون المُقيّد بالتراكيب والوزن والقافية والقصد. ويتسم الشعر العربي بعددٍ من الخصائص التي يتمّيز بها عن غيره من فنون الأدب العربي، وهناك العديد من المشاكل التي تعيق قبوله واستيعابه كالغموض مثلاً إذ يلجأ الشُعراء إلى تضمين الغموض في قصائدهم الشعرية من خلال توظيف مصطلحات صعبة الاستيعاب حتى على أهل اللغة ومن ألف الشعر، لذلك يواجه صعوبة في التجاوب مع الشعر الجديد، لذلك فقد يواجه رفضاً عند أهل الشعر.
ظاهرة الغموض في الشعر
في الواقع إنّ الغموض مشكلة بحد ذاتها ترتبط بالشعر العربي سواء كان قديماً أو حديثاً، حيث يصبح البيت الشعري الغامض قابلاً للنقاش والحوار كلما تعمقّت بالبحث أكثر، وبذلك يتخّذ أشكالاً متعددة فمرة يكون مستقلاً، ومتعمداً، وأخرى يكون عارضاً جاء في مناسبة معينة. ومع ذلك فإن الشعر العربي القديم بشكل عام لم يكن متهماً بالغموض والإبهام بل كان واضحاً غالباً، ويستخدم كل ما هو مكشوف وبارز إلّا أنّه مع تقادم الزمن فقد ظهرت هذه الصفة على الشعر بعدة أشكال، وهي:
الألفاظ الغريبة
يٌقصد بها استخدام الشعراء لمفردات وتراكيب نادرة الاستخدام عادةً، لا في اللغة اليومية ولا قصائد الشعراء المعاصرين وتعمل هذه الألفاظ على وضع حاجز بين الشاعر والقارئ على حد سواء فينشأ الغموض، فيبدأ القارئ بالمعاناة من الغموض النسبي.
إقرأ أيضا:كيف أكتب رسالة تظلمالألفاظ المشتركة
هي مفردات لها أكثر من معنى في آنٍ واحد لاحظها علماء اللغة العربية القُدامى وأوردوها في معاجمهم وأبحاثهم اللغوية، ولا يقتصر ذلك على الاشتراك خاصة باللغة العربية دون غيره من لغات العالم.
التعسف في الصياغة
تتعدد أشكال التعسف وتتفاوت بالرغم من اتفاقها جميعاً في مخالفة القواعد النحوية والمنطقية المتداولة بين الناس، وتعتبر من الأصول في اللغة العربية التي ينتهجها الأدباء والشعراء في نتاجهم بشكل عام باستثناء ما شد ونشر، أو تعمّد في مخالفة القواعد اللغوية أو عجز عنها، ومن أبرز أشكال التعسف التعقيد، ويشار به إلى قدرة المتكلم على أخذ القارئ إلى طريق متشعب للمذاهب النحوية والشعرية للوصول في نهاية المطاف إلى المعنى المرجو فهمه، بالإضافة إلى التقديم والتأخير في ترتيب الألفاظ في الجملة، والإبهام في مراجع الضمائر.
دقة المعاني
اعتاد الشعراء في العصرين الجاهلي والإسلامي استخدام معاني سهلة وبسيطة تنبثق عن عواطفهم ومشاعرهم بكل عفوية، ولا تتضمن أبياتهم شيء من الحكم والأمثال وإلا يكون نتيجة لتجارب ومعاناة عاشها الشاعر، ويأتي ذلك من عدم اقتصار اهتمام الشاعر على سرد المعاني والمصطلحات التي لم تستخدم مسبقاً، ولا استنباط ما لم يخطر على بالٍ من الأفكار، بل يعمد إلى مزج المعاني التي تنبثق عن العلم الغزير لديهم.
إقرأ أيضا:مظاهر التجديد في الشعر الرومنطيقي