مفهوم القصة
تُعدّ القصة فرعاً من فروع الأدب تأتي على شكل نثر، أو شعر، يُعبّر عنها بأسلوب السرد، أو الحكاية، حيث يمكن أن تحتوي على أحداث وهمية، أو حقيقية تحمل هدفاً، أو مصلحة معينة، و تكون غايتها الترفيه عن القارئ، أو السامع، أو تقديم الإرشاد، والنصح، والموعظة.
عناصر القصة
الحدث
يُعرّف الحدث على الفعل الذي تدور حوله القصة، ويتكون من مجموعة من الوقائع الجزئية المنظمة والمترابطة، لذلك يُعد الحدث من أهم عناصر القصة؛ ففيه تتطور، وتنمو المواقف، وتتحرك الشخصيات، فالشكل التقليدي للقصة هو رواية الحدث الذي يعتمد على الحبكة التي تُعتبر العمود الفقري للقصة، وفيما يأتي أهم صفات حدث القصة الجيدة:
- أن يكون الحدث مؤثراً، ويغطي انطباع القصة بشكل كامل.
- أن يجذب انتباه القارئ، ويثري عنصر التشويق فيه.
- أن يكون متصلاً، ويتكون من أجزاء متماسكة؛ لتكوين لوحة قصصية متكاملة.
- أن يحتوي على بداية، ووسط، ونهاية.
الحبكة
تُعّرف الحبكة لغوياً الشد، والتوثيق، والإحكام، والإجادة، أمّا اصطلاحاً فهي تُعرّف على أنّها وصف كيفية جريان الأحداث، والأعمال وترابطها، لتؤدي إلى خاتمة، وترتكز الحبكة على تصادم الأهواء والمشاعر، أو على أحداث خارجية، ولا تعتمد الحبكة عن أحداث متتالية زمنياً فقط، وإنّما هي سرد الأحداث المترابطة بوجود علاقة سبيبة بين الأحداث، وتتكون الحبكة من ثلاثة عناصر رئيسية وهي كالآتي:
إقرأ أيضا:كيف أكتب مقالاً نقدياً- البداية: تعتبر البداية نقطة بدء القصة؛ بحيث تكون نقطة شيقة تجذب انتباه القارئ، مهمتها الأساسية التعريف بالشخصيات، والتحضير للأحداث القادمة، والتعريف بالحالة الأساسية للقصة.
- العقدة: تسمى أيضاً نقطة الذروة، وتأزم الأحداث، تمتاز هذه المرحلة بتشابك الأحداث وتتابُعها.
- النهاية: تسمى لحظة التنوير، ومرحلة الكشف نهائياً عن أدوار الشخصيات، ويفضل أن لا تكون نهاية مفاجئة، وأن يكون هناك ربط مع أحداث القصة، حيث تكون نهايتها مقنعة، وقد تكون النهاية مفتوحة أو مغلقة.
الشخصيات
تُعد الشخصية أهم مكونات العمل القصصي، فهي العنصر الذي يتميز فيه الأعمال السردية، ويمكن تعريف الشخصية على أنّها مجموعة من الصفات الاجتماعية، والخلقية، والمزاجية، والعقلية، والجسمية التي يتميز بها الشخص، والتي تبدو ظاهرة في علاقته مع باقي الشخصيات الأخرى في القصة، ويمكن تصنيف الشخصيات إلى صنفيين رئيسيين هما كالآتي:
- الشخصية الرئيسية: هي الشخصية المركزية، والمؤثرة في القصة، وتكون محور أفكار، وموضوعات القصة، وعادة تسمى هذه الشخصية ببطل القصة؛ بحيث تستحوذ على اهتمام القارئ، وقد تحمل دوراً إيجابياً أو سلبياً أو قد تكون مذبذبة، وإمّا أن تكون محبّبة أو منبوذة من قبل القارئ.
- الشخصة الثانوية: هي الشخصية التي تساعد في تطور أحداث القصة، وتُعد أقل قيمة من الشخصية الرئيسية، تقوم بعدة وظائف منها مساعدة البطل في إظهار شخصيته، واتخاذ بعض القرارات، وتساعد القارئ في معرفة تفاصيل القصة.
الإعداد
يُعتبر الإعداد من العناصر الأساسية للقصة، ويساعد على فَهم مُجريات القصة بشكل أفضل، ويمكن فهم الإعداد بشكل أفضل من خلال العوامل الآتية:
إقرأ أيضا:كيفية كتابة مقال وصفي- الوقت: يتم تحديد وقت القصة سواء في الحاضر، أو الماضي، أو المستقبل، أو تحديد سنة وتاريخ معين أو غيرها.
- المكان: يتضمن هذا العامل موقع أحداث القصة سواء أكان في قصر، أو قرية، أو مدينة، أو ريف، أو إحدى الضواحي أو غيرها.
- الثقافة: هي دراسة خصائص الشخصيات؛ من حيث الكلام واللبس، والعادات، والتقاليد، والسلوكيات وغيرها.
- جو القصة: يتضمن هذا العامل تحديد الجو العام السائد في القصة منذ البداية إلى النهاية، كأن يكون جواً فُكاهياً، أو مأساوياً، أو يوجد فيه نوع من الإثارة، والتشويق، أو غيرها.
- الظروف الجوية: تتضمن حالة الطقس إن كان ماطراً، أو مشمساً، أو عاصفاً، أو غيرها من الظروف الجوية.
الصراع
يصف الصراع ردود أفعال الشخصيات، وكيفية تعاملها مع الحبكة، وهي سبب تصاعد أحداث الحبكة، وتضيف نوعاً من الإثارة، والتشويق للقصة؛ بحيث تجعل القارئ يبدأ بالتفكير بردود أفعال الشخصيات، وهنالك نوعان رئيسيان للصراع:
- الصراع الداخلي: هي الصراعات التي تحدث داخل نفسية الشخص؛ كالتغلب على الآلآم، ومقاومة رغبات معينة، واتخاذ بعض القرارات وغيرها.
- الصراع الخارجي: هو تفاعل الشخصيات مع بعضها، والصراعات الخارجية التي تحدث بينهم.
الموضوع
يشكل الموضوع عنصراً يوضح الرسالة الرئيسة، والفكرة الشاملة للقصة، بحيث تكون الفكرة نقطة تقاطع بين الشخصيات، والحبكة، والأعداد، والعناصر الأخرى للقصة، وعادة ما تكون مخفية لا تظهر بشكل واضح في القصة، إنّما يمكن الاستدلال عليها من خلال أحداث القصة.
إقرأ أيضا:ما هو الشعر وما هي أنواعهأنواع القصة
قصص موضوعة
القصص الموضوعة لها أصل تاريخي، ويعتبر أبطال هذه القصص شخصيات حقيقة نشأت في الحرب أو في قصة حب حقيقية، وأحداثها الرئيسية وقعت في التاريخ، ولكنّها تغيرت بمرور الزمن، عندما تناقلتها الألسن بالرواية؛ فكان الراوي يتناول القصة من مصدرها في الوقت نفسه، ويرويها للناس على حسب هواه، فيعتبر في هذه الحالة راوياً ومؤلفاً في نفس الوقت، ومعظم هذه القصص مجهولة المؤلف؛ مثل قصص عنترة، ومجنون ليلة، والأميرة ذات الهمة، وسيرة بني هلال، وغيرها من القصص الموضوعة
قصص منقولة
القصص المنقولة هي القصص التي نُقلت عبر التاريخ ومنها ما نُقل بشكل حرفي وبكل أمانة؛ مثل قصص كليلة، ودمنة، ومنها من تعرض لعمليات الإضافة، أو الحذف، أو أي نوع من التغير؛ مثل ألف ليلة وليلة.
أنواع القصة حديثاً
تُعد فنون القص كالقصة القصيرة والرواية من الأنواع الأدبية الحديثة، التي استوردها العرب من العالم الغربي.
القصة القصيرة
تعتبر القصة القصيرة نوعاً أدبياً حديثاً لا يتجاوز عمره الأدبي المئتي عام، ومع مطلع القرن العشرين أصبحت جزءاً من الأدب العربي، وأصبحت تُعبّر عن فن جديد يتحدث عن مشاعر البسطاء و آمالهم. وتُعد القصة القصيرة سرداً موجزاً للنثر، ولا يوجد للقصة القصيرة طول محدد، لكن نطاق الكلمات فيها يتراوح بين 1500 و30000 كلمة، وتعتبر السمة المميزة للقصص القصيرة، هي أنّه من المفترض قراءتها في جلسة واحدة، ومصممة لإنتاج تأثير واحد، كما تحتوي القصص القصيرة على حبكة، وشخصيات، وتتصاعد الأحداث في القصة قصيرة في فترة زمنية قصيرة، لذلك قد يحتوي فقط على إعداد واحد ومشاهد قليلة.
الرواية
تُعرّف الرواية على أنّها قصة نثرية تمتاز بالطول، والتعقيد، وتعتبر شكلاً مبدعاً للتعامل مع التجربة الإنسانية، وتتكون من سلسلة متصلة من الأحداث تُركّز على مجموعة من الأشخاص في بيئة محددة، ضمن إطار الواسع.
تُعد الرواية أطول أنواع القصص الخيالية النثرية في الأدب الحديث، فهي تعتبر قصة طويلة تصف الشخصيات والأحداث ويترواح عدد الكلمات في الرواية حوالي 50000 كلمة، وليس بالضرورة أن تُقرأ الرواية في جلسة واحدة، حيث تمتاز الرواية باحتوائها على العديد من الشخصيات، والسمات، والروابط الفرعية، التي تجعل المحتوى أكثر تعقيداً من الأنواع الأدبية الأخرى، يمكن أن تغطي الرواية أيضاً فترة زمنية طويلة؛ تمتد بعض الروايات لعدة أجيال، على عكس القصة القصيرة، ويمكن تقسيم الرواية إلى فصول وفي بعض الأحيان إلى مجلدات، وتصنيف الروايات إلى أنواع مختلفة؛ مثل الرويات التي تتحدث عن الطبيعة الخارقة، ورويات الإثارة، والخيال، والرومانسية، والغربية، وغيرها من الأنواع المختلفة.