يُشكّل نهر النيل ثروة مائية طبيعية بالنسبة للدول التي يمرّ بها، فهو نقطة الجذب الرئيسية لقيام الحضارات في منطقة حوض النيل، وهو أساس التطوّر الاقتصادي والزراعي والسياحي فيها، خصوصًا أنّه أطول أنهار العالم، ولهذا قيل منذ القدم: “مصر هبة النيل”، لأنّ نهر النيل هو السرّ العظيم بالنسبة لمصر وباقي دول حوض النيل، وبفضل وجوده تطوّرت هذه الدول وقامت على أرضها حضارات كثيرة متعاقبة، لهذا فإنّ الواجب يقتضي الحفاظ على هذا النهر، وعدم المساس بنقاء مياهه، خصوصًا أن تلوثّ مياهه يُشكّل كارثة بيئية كبيرة، كما يُسبب مشكلاتٍ عدة في المحاصيل الزراعية.
نهر النيل يُعدّ بمثابة الوريد الذي يمدّ الدول التي يمرّ بها بالحياة، وإن أصاب هذا الوريد أي ضرر، فبالتأكيد سيكون الضرر كبيرًا وقاتلًا، لأنّه سيسري في العديد من القطاعات التي تستخدم مياهه، وأوّل خطوةٍ يجب تطبيقها في هذا الاتجاه، إيقاف التلوّث الصناعي الذي يُقذف في مياهه من مخلّفات المصانع والملوثات الكيميائية الصلبة والسائلة، بالإضافة إلى عدم رمي بقايا المحاصيل الزراعية فيه، بالإضافة إلى مخلّفات الأسمدة والمبيدات الحشرية، وعدم رمي مخلّفات الصرف الصحي في مياهه، لأنّ هذه التصرّفات تُشكّل كارثة بيئية حقيقية على مياه النهر.
نهر النيل يحمل أهميةً كبرى لا يُمكن إنكارها، لذلك لا بدّ من تضافر جميع الجهود ليظلّ نقيًا، ولا بدّ من إيقاف ومنع أي تجاوزات تُسبب الضرر له، فهو العصب الرئيسي الذي يحمل جمالًا لا يُمكن إنكاره، ولهذا يُعدّ بمثابة هوية رسمية للبلاد التي يمرّ بها، وهي تفتخر كثيرًا بأنّه جزءٌ منها وأنه ينتمي إليها وتنتمي إليه، ولأن هذا النهر العظيم نعمة، ولا بدّ من الحفاظ على هذه النعمة وعدم التجنّي عليه أبدًا، فدوامُ النعم يكون بشكرها، كما أنّ نهر النيل يخزن تاريخًا عميقًا في مجراه، وتخزن مياهه حكاياتٍ كثيرة ترويها عن الآباء والأجداد.
إقرأ أيضا:موضوع عن حب اللغة العربية