حجب المواقع
إنَّ حجب المواقع (بالإنجليزيّة: Internet Censorship) هو قيام جهة معيّنة بحجب مجموعة من المواقع الإلكترونيّة عن مستخدمين لشبكة الإنترنت بحيث لا يكون باستطاعتهم الدخول إليها أو زيارتها. قد تتم عمليّة الحجب من قِبَل الحكومات لحماية الأطفال من مواقع معيّنة أو لأسباب مختلفة قد تكون سياسيّة، كما ويمكن أن تكون عمليّة الحجب ضمن نطاق البيت الواحد؛ بحيث يقوم الأهل باستخدام إمّا برمجيّات معيّنة (بالإنجليزيّة: Software) أو ضبط الأجهزة بحيث يتم حجب مواقع لا يرونها مناسبة عن أولادهم؛ كالمواقع الإباحيّة، أو مواقع التواصل الاجتماعي، أو غير ذلك.
تقوم بعض الشركات بحجب بعض المواقع عن موظّفيها؛ وذلك بغرض زيادة إنتاجيّتهم عن طريق إزالة وسائل الإلهاء والتسلية؛ بحيث يمكن أن يقتصر استخدام الموظّفين للإنترنت على مواقع الأبحاث، أو وسائل التواصل المختلفة. من أسباب حجب الشركات لبعض المواقع عن موظفيها هو أنَّ بعض الموظّفين قد يقومون بزيارة مواقع معيّنة قد تُزعِج زملائهم في العمل. تلجأ بعض الدول إلى حجب مجموعة من المواقع الإلكترونيّة عن مواطنيها لمُختَلَف الأسباب، ومن هذه الأسباب ما هو سياسي؛ كحجب المواقع التي تحتوي على ما يتنافى مع قوانين الدولة، ومنها ما هو اجتماعي؛ كحجب مواقع القِمار، والمخدِّرات، وغيرها. إنَّ من أسباب قيام الدول بحجب مواقع معيّنة قد يكون لأسباب أمنيّة؛ بحيث توجد بعض المواقع التي تتضمَّن أفكاراً عن الحروب أو المعارضات التي قد تراها الدول غير مناسبة، بالإضافة لذلك، فإنَّ بعض الدول قد تقوم بحجب بعض أدوات الإنترنت كالرسائل الإلكترونيّة، أو برامج المحادثة، أو أي وسيلة قد تُمكِّن المستخدم من تفادي الحجب المفروض من قِبَل الدولة.
إقرأ أيضا:ما هي أنواع الشبكاتهنالك عدّة دول تشتهر بوجود عدد كبير من المواقع الإلكترونيّة المحجوبة فيها، وبحسب منظّمة “مراسلون بلا حدود” (بالإنجليزيّة: Reporters Without Borders)، فإنَّ من أكثر الدول حجباً للمواقع الإلكترونيّة وأكثرها تشدّداً في ذلك هي: الصين، وكوبا، وميانمار، وإيران، ومصر، وبيلاروسيا، وكوريا الشماليّة، والسعوديّة، وسوريا، وتونس، وتركمانستان، وأوزباكستان، وفيتنام، كما أنَّ بعض الدول تستخدم تقنيات حديثة في عمليّة الحجب، فالصين تمتلك ما يسمّى “الجدار الناري العظيم” (بالإنجليزيّة: Great Firewall of China)، والذي يعد نظاماً لتصفية المواقع عن طريق القيام بالبحث المستمر عن مواقع إلكترونيّة هدّامة عبر الإنترنت ليتم حجبها، كما أنَّ دولة ميانمار تستخدم إجراءات صارمة مع مستخدمي الإنترنت؛ كوضع الرقابة على مقاهي الإنترنت، وجعل أجهزة الحواسيب فيها تأخذ صورة عن الشاشة (بالإنجليزيّة: Screenshot) كلّ بضع دقائق.
الوسائل المستخدمة لحجب المواقع
هناك عدّة وسائل قد تلجأ لها الجهة المسؤولة لحجب المواقع الإلكترونيّة عن المستخدمين، ومنها ما يلي:
- تصفية الرزم (بالإنجليزيّة: Packet Filtering): هي وسيلة يتم فيها استخدام جدار الحماية (بالإنجليزيّة: Firewall) لمراقبة جميع الرزم الداخلة والخارجة من وإلى الشبكة، وبناءً على ما قد تحتويه الرزم من كلمات، فيتم قطع الاتصال (عمليّة تبادل الرزم) بين المرسل والمستقبل.
- التحرّي العميق للرزم (بالإنجليزيّة: Deep Packet Inspection): تستخدم بعض الجهات الأمنيّة هذه الوسيلة للتنصُّت على مستخدمي الإنترنت؛ عن طريق إجراء فحص للبيانات الموجودة في الرزمة للكشف عن كلمات محدّدة تتضمّنها؛ كعنوان بريد إلكتروني، أو رقم هاتف، أو عنوان آي بي، وغير ذلك.
- حجب عنوان الآي بي (بالإنجليزيّة: IP Blocking): تعد هذه الوسيلة من أبسط وسائل حجب المواقع الإلكترونيّة؛ بحيث تقوم الجهة المسؤوولة بحجب عنوان الآي بي الخاص بالمواقع الإلكتروني؛ إلّا أنَّ هذه الطريقة ستقوم بحجب أيّة مواقع أخرى تشترك بنفس عنوان الآي بي (كحال المواقع التي تستخدم نظام الاستضافة المشترك للخادم (بالإنجليزيّة: Shared hosting server)).
- تصفية نظام أسماء النطاقات (بالإنجليزيّة: DNS) وإعادة التوجيه: تتم عمليّة حجب المواقع في هذه الطريقة من خلال عدم معالجة خادم DNS لعنوان الموقع الإلكتروني؛ إذ إنَّ هذا الخادم هو المسؤول عن ترجمة الصيغة الكتابيّة للموقع الإلكتروني إلى صيغة عنوان آي بي، وعادةً ما تقوم الشركات المزوِّدة للإنترنت بتوفير هذه الخوادم لعملائها.
- هجوم الوسيط (بالإنجليزيّة: Man-in-the-middle Attack): هي في الأساس وسيلة تُستَخدم في الاختراق (بالإنجليزيّة: Hacking)، ويتم فيها إدخال جهاز وسيط بين المُرسل والمستقبل بحيث تمر جميع الرزم من خلال هذا الوسيط، والي بدوره يعيد توجيه الرزمة إلى الجهة المطلوبة، فيظنّ كلا المرسل والمستقبل بأنَّ عمليّة الاتصال تتم بالشكل المطلوب، جاهلين بوجود جهة تتصنّت عليهم، وقد استخدمت الصين هذه الطريقة عام 2010م لتصفية المواقع وحجبها.
- قطع الاتصالات التي تتم بواسطة بروتوكول التحكُّم بالنقل (بالإنجليزيّة: TCP).
- تصفية عنوان الموقع الإلكتروني: يتم إجراء مسح على عناوين المواقع الإلكترونيّة التي يتم زيارتها للكشف عن وجود أيّة كلمات تجعل من الموقع مشبوهاً.
كيفيّة فتح المواقع المحجوبة
هنالك عدّة طرق يمكن استخدامها لفتح المواقع المحجوبة، وقد تكون طريقة معيّنة أفضل من غيرها باختلاف الوسيلة المُستخدمة في عمليّة الحجب. من طرق تفادي حجب المواقع ما يلي:
إقرأ أيضا:كيفية استخدام السكايب- استخدام شبكة خاصة افتراضيّة (بالإنجليزيّة: VPN): عند استخدام إحدى الشبكات الخاصّة الافتراضيّة للدخول إلى شبكة الإنترنت، فإنَّ جميع الرزم المتبادلة بين المرسل والمستقبل عند زيارة موقع إلكتروني تمر من خلال هذه الشبكة الافتراضيّة فقط. لعلَّ هذه الطريقة هي الأفضل لمواجهة الحجب في حالات تصفية عنوان الموقع الإلكتروني (بالإنجليزيّة: URL Filtering)، وتصفية الرزم (بالإنجليزيّة: Packet Filtering)، والتحرّي العميق للرزم (بالإنجليزيّة: Deep Packet Inspection)، وهجوم الوسيط.
- استخدام شبكة تور (بالإنجليزيّة: Tor): إنَّ إنشاء أي اتصال بموقع معيَّن عبر شبكة تور سيتم تشفيره بشكل تلقائي، ويُفضَّل استخدام تور في حالات الحجب التي تتم بواسطة تصفية عنوان الموقع الإلكتروني (بالإنجليزيّة: URL Filtering)، وتصفية الرزم (بالإنجليزيّة: Packet Filtering)، والتحرّي العميق للرزم (بالإنجليزيّة: Deep Packet Inspection)، وهجوم الوسيط.
- تغيير خادم نظام أسماء النطاقات (بالإنجليزيّة: DNS Server): تعد هذه الطريقة هي الأفضل لمواجهة الحجب الذي يقوم بتصفية نظام أسماء النطاقات وإعادة التوجيه.
- استخدام خادم وكيل (بالإنجليزيّة: Proxy): إنَّ الخادم الوكيل شبيه من حيث آليّة عمله بالشبكة الخاصّة الافتراضيّة، إلّا أنّه ليس بنفس درجة الثقة، وتعد هذه الطريقة هي جيّدة لتفادي الحجب الذي يعتمد على حجب عنوان الآي بي الخاص بالموقع الإلكتروني.
- إنشاء قناة بواسطة بروتوكول النقل الآمن (بالإنجليزيّة: SSH Tunnel): تعد هذه الطريقة متقدّمة ومُعقّدة بعض الشيء، وهي شبيهة من حيث آليّة عملها بالشبكة الخاصّة الافتراضيّة، فيتم تمرير جميع الرزم من خلال خادم يستطيع المستخدم الوصول إليه باستخدام بروتوكول النقل الآمن، بحيث تكون عمليّة تصفُّح الإنترنت على أنّها تتم من خلال هذا الخادم.