تطبيقات إلكترونية

وسائل جمع البيانات

تعريف البحث العلميّ

يُعرَّف البحث العلميّ على أنّه: عمليّة منهجيّة مُتكامِلة؛ لوصف ظاهرة مُعيَّنة بعد حدوثها، بحيث تكون قد تمَّت ملاحظتها؛ أو للتنبُّؤ بظواهر مُستقبَليّة قد بَدَت بوادرها، حيث يهتمّ الباحث بوصف، وتحليل الظواهر، وجَمع البيانات، والدلائل التي تتعلَّق بها؛ حتى يتمكَّن بنتائجه الموثوقة من التأثير في الظاهرة، وتغييرها نحو الأفضل، ومن الجدير بالذكر أنّ البحث العلميّ يعتمد على عدّة طُرُق؛ وِفقاً لنوع البيانات الأوّلية، وطبيعة الظواهر التي يعتمد عليها البحث؛ إذ إنّ هناك الطُّرُق الاستقرائيّة التي تُعنى بالظواهر التي تمّت مُلاحظتها، ليبدأ تحليلها، وتنظيم خُطّة دراستها؛ بهدف تطوير، وتأكيد التفسيرات بالدلائل الموثوقة، أمّا الطُّرُق الاستنتاجيّة، فيتمّ تخصيصها؛ لتأكيد الفرضيّات التي قد تتمّ بحدوث الظواهر مُستقبلاً، والتي تمّت ملاحظة بعض بوادر نشوئها، حيث تختبر هذه الطريقة مدى صحّة الفرضيّات، واقتراح الحلول المناسبة لها.

وسائل وأدوات جمع البيانات

إنّ تنوُّع وسائل جمع البيانات مُرتبِط بتعدُّد مناهج البحث العلميّ، وأنواع البيانات التي تمّ جمعها، أو تلك المُراد الوصول إليها، ومن تلك الأدوات ما يلي:

  • المقابلات الشخصيّة: ويتمّ فيها جمع المعلومات، وإجابات الأشخاص عن الأسئلة التي تمّ إعداد محتواها مُسبَقاً بما يخدمُ خُطّة سَيْر البحث، ويمكن أن تتعدَّد مجالات الأسئلة في المقابلة الواحدة، بحيث تُسأَل بطريقة مُنظَّمة، أو عشوائيّة، علماً بأنّه يُفضَّل أن يتمّ تسجيل، أو تصوير المقابلات؛ لمُراجعتها، وتفريغ محتواها كتابيّاً، أمّا أثناء المقابلة، فعلى الباحثين أن يتفاعلوا بإيجابيّة مع مَن يحاورونهم، بحيث يتمكّنون من السَّير بالمقابلة ضمن مسارها الصحيح، ودون التشتُّت في مواضيع خارجة عن سياق البحث، ودون تقييد لحُرّية الأشخاص في تعبيرهم، ومن الجدير بالذكر أنّ المقابلات تُعَدُّ فرصة مثاليّة؛ لاكتساب أكبر قَدْر من المعلومات؛ ولذلك فهي تتطلَّب الإعداد المُسبَق، والوقت الكافي؛ إذ لا بُدّ لكلّ موضوع بَحثيّ من تقدير عدد المقابلات الخاصّة به، والأوقات اللازمة؛ لإجرائه، في حين أنّ بعضها يمكن إتمامه عن طريق الهاتف، أو عَبر الإنترنت.
  • الأسئلة والاستبيانات الاستطلاعيّة: حيث تكون الأسئلة، والاستبيانات فيها مثاليّة في حال تمّ تحديد الفئة المقصودة من هذه التساؤُلات، بحيث يتمّ إعداد الأسئلة بشكل احترافيّ، ومُتناسِق مع مستوى المُستهدَفين، وصياغتها وِفقاً لطبيعة البيانات الكمّية، أو النوعيّة.
  • الملاحظة: ويتمّ فيها جمع تفاعُلات الناس، ورَصْد سلوكيّاتهم، واستكشاف اهتماماتهم، وذلك من خلال الاطِّلاع على نشاطهم اليوميّ؛ فبالحواسّ الخمس يمكن إدراك ما يجري في المحيط المجتمعيّ كلّه، ويمكن فَهم، ومُعايشة ظروف المجتمع، وظواهره بتفاصيلها، من حيث عدد تكرارات التفاعُل، وصوره المختلفة، كما يمكن الاستعانة بالتصوير؛ لتوثيق المواقف التي تمّت مشاهدتها.
  • مجموعات الاختصاص: حيث تُجمَع الآراء في إطار المُقابلة مع عدّة أشخاص يجمعهم عامل مُشترَك مُعيَّن، وكلّما زادت خبرات، وتجارب المَعنيّين بالمقابلة، فإنّ النتائج ستكون أكثر نُضجاً، ونَفْعاً، بحيث تُتيحُ أيضاً مساحة للحوار، وبالتالي الكَشْف عن مواطن الاتِّفاق، والاختلاف بينهم.
  • تحليل المضمون: حيث يمكن استخدامه؛ لتحليل، ومُقارنة النصوص، والوثائق، وخاصّة الكُتُب الرسميّة، والمحاضر الإداريّة، والأبحاث، والأفلام، والمقالات، والصور، وغيرها للشركات، والهيئات العامّة، والخاصّة، بحيث يتمّ تحديد سؤال البحث، وتمريره على الوثائق المُختارة؛ لقياس، ورَصْد مستوى المرونة مثلاً، أو التغيُّرات الجَذريّة في القرارات، وما إلى ذلك.

أنواع البحث العلميّ

تتمايز أنواع البحوث إلى نوعَين رئيسيَّين؛ اعتماداً على الغرض المنشود منها، أو الأسلوب المُتَّبع في تنفيذها، وهي كالآتي:

إقرأ أيضا:كيف أفتح الآي كلاود
  • أنواع البحوث حسب الغرض منها، وهي تُقسَم إلى:
    • البحوث النظريّة: والتي تقتصر نتائجها على عدد من النظريّات، والقوانين، ممّا يزيد من البُعد المَعرفيّ المُتعلِّق بقضيّة البحث.
    • البحوث التطبيقيّة: حيث تهدف إلى تطبيق المعرفة النظريّة بحيث تكسبها قيمة مُضافة، وذلك بنقلها إلى مرحلة تنفيذيّة؛ لحَلِّ خَلَل ما، أو لتطوير نشاط مُعيَّن.
  • أنواع البحوث حسب الأسلوب المُتَّبع في تنفيذها، وهي تُقسَم إلى:
    • البحوث الوصفيّة: تُوفِّر هذه البحوث وصفاً تفصيليّاً للظواهر، حيث يكون هذا الوصف مُدعَّماً بالدليل، كما تتمّ فيها إضافة بعض المُقترَحات التطويريّة.
    • البحوث التاريخيّة: حيث تُحلِّل، وتصف الأحداث، والظواهر الماضية، وتُوظِّف نتائجها؛ لفَهم الحاضر، والتنبُّؤ بالمُستقبَل، ومُتطلَّباته.
    • البحوث التجريبيّة: حيث تعتمد على منهج البحث العلميّ، وذلك بالملاحظة، وصياغة الفرضيّات، ثمّ تجربتها، وضَبط نتائجها، ممّا يُتيح إعادة تعديل المُتغيِّرات؛ لقياس تأثيرها في النتائج.

طبيعة البيانات البحثيّة وآليّة التعامُل معها

إنّ الوصول إلى بيانات موثوقة يُبشِّر بنتائج أكثر دقّة، ويُقدِّم حلولاً أكثر واقعيّة، حيث إنّ المطلوب أوّلاً هو فَهم طبيعة البيانات، والفروقات فيما بينها، وهي كالآتي:

البيانات الكمّية

وهي البيانات التي تؤدّي إلى نتائج عدديّة تُوضِّح النِّسَب المئويّة لفئات التعداد السكّاني مثلاً، أو أعداد المُتقدِّمين لامتحان الثانوية العامّة، دون التطرُّق إلى ذِكر تفاصيل أخرى غير النِّسَب الإحصائيّة العدديّة، مع ضرورة تسجيل بيانات تفصيليّة عن الحصول على التجارب، والإجابات من المَعنيّين بالأمر؛ لتحقيق الدقّة، وتوثيق التاريخ، وعدد مرّات التجربة، بالإضافة إلى تعيين مكان، وزمان اختبارها، وتحديد وحدة القياس المُستخدَمة؛ لإثباتها، ويُفضَّل استخدام الحاسوب؛ لتدوين، وحفظ البيانات، وذلك باستخدام البرامج الإحصائيّة المُخصَّصة لذلك.

إقرأ أيضا:إنشاء حساب سكايب على الجوال

البيانات النوعيّة

تُؤخَذ هذه البيانات من المقابلات الشخصيّة بالدرجة الأولى؛ حيث إنّها تعتمد على استخراج معلومات تفصيليّة، وسَرديّة، ممّا يتطلَّب توثيق المقابلات، ويُفضَّل بالصوت، والصورة، وإتمام تفريغها كتابيّاً في وقت لاحق، كما يمكن إضافة أيّة ملاحظات أخرى تمّت مشاهدتها أثناء المقابلة، مع التأكيد على ضرورة توثيق كافّة أجزاء المقابلة، والتحقُّق من دقّة الملاحظات التي تمّت أرشفتها، ومطابقتها مع مُجرَيات المقابلة، وذلك باستخدام الحاسوب، والبرمجيّات الداعمة لها.

ومن المهمّ بمكان ذِكرُ أنّ البيانات المُجمَّعة قد تبدو للوهلة الأولى ضخمة، ومُفرَّقة، ولتفادي ذلك، ينبغي تصنيفها، وجدولتها من البداية، فمثلاً يمكن تصنيف البيانات النوعيّة حسب أعمار الذين أُجرِيت معهم المقابلات، أو حسب تخصُّصاتهم، أو أماكن سَكَنهم، أمّا تصنيف، وفَرْز البيانات الكمّية، فيتمّ تحديده بمُتوسّط حسابيّ مُعيَّن، أو بعض الأنماط، والنِّسَب المئويّة، والمُعدَّلات التي تمّ تحقيقها، علماً بأنّ فَهم طبيعة البيانات الصادرة عن الأنشطة البحثيّة بمختلف صورها يُحسِّن من إمكانيّة التعامُل الاحترافيّ معها في كافّة مراحل البحث، وحتى مرحلة تقديمه، وصياغته النهائيّة، حيث يجب ترقيم كافّة الوثائق، وأرشفتها، كما يجب ترتيب الصور، والجداول ضمن تسلسُل مُتتالٍ، أمّا الرسومات البيانيّة، فيجب أن تكون واضحة، ومُصنَّفة، مع ضمان توضيح كافّة وحدات القياس المُستخدَمة، بالإضافة إلى توفُّر التنسيق العامّ، والمُوحَّد لكافّة أجزاء البحث، والمُرفَقات المُلحَقة به.

إنّ الأسئلة في الاستبيان، والمقابلات الشخصيّة لا تتمّ دون إعداد مُسبَق؛ لأنّ إجراءها بطريقة عشوائيّة يُؤثِّر سَلباً في مُخرَجات البحث، وقد لا يُعطي المعلومات المَرجُوّة، فمثلاً تتطلَّب البيانات الكمّية أسئلة مُحدَّدة، ومُغلَقة؛ لتُعطيَ نتائج عدديّة واضحة، على عكس البيانات النوعيّة التي تتطلَّب أسئلة مفتوحة، ممّا يُمكّن الطرف الآخر من تقديم إجابات مُفصَّلة، فالأسئلة النوعيّة تُكتَب على النَّسَق الآتي مثلاً: ما هو أكثر ما يُزعجك في ما يتعلَّق بازدحام الطُّرق؟، ما هي أبرز المشاكل التي واجهتها في ما يتعلَّق بوسائل النَّقل العامّة؟، وماهي سُبُل حَلّ مشكلة عمالة الأطفال؟، أمّا الأسئلة الكمّية فتكون على النسق الآتي مثلاً: كم مرّة تستقلُّ وسائل النَّقل أسبوعيّاً؟، وكم يبلغ مُتوسّط إنفاقك على الماء، والكهرباء سنويّاً؟، وكم تستغرق من الوقت؛ للانتقال من مكان إقامتك حتى مكان عملك؟، وكم هي المسافة بينهما؟، حيث إنّ ذلك كلّه يتمّ بعناية، وتدقيق يسبق عمليّة جمع البيانات التي تتطلَّب أيضاً توضيحاً، وجدولةً لمراحل البحث، وتدوين معلومات الزمان، والمكان الخاصّة بالنشاطات البحثيّة المختلفة، بالإضافة إلى بيانات التواصُل مع الأشخاص، والمجموعات المُشارِكة في البحث.

إقرأ أيضا:كيفية تفعيل ويندوز 7
السابق
علاج سريع للزكام
التالي
كيفية تسجيل دخول انستغرام