مرض الوهن العضليّ
يُعدّ مرض الوهن العضليّ الوبيل (بالإنجليزية: Myasthenia Gravis-MG) أحد اضطرابات المناعة الذاتيّة المزمنة، والتي تؤثر في الجهازين العصبيّ والعضليّ، مما يتسبّب بضعف العضلات الإرادية. ويؤثر هذا المرض في الذكور والإناث على حد سواء، كما أنّه يؤثر في جميع الأعراق والفئات العمرية، وبالرغم من أنّه لا يُعدّ مرضاً وراثيّاً، إلّا أنّه قد يُصيب أكثر من فرد في العائلة ذاتها، ويحدث المرض بسبب إنتاج الجهاز المناعيّ للأجسام المضادة التي تهاجم مستقبلات الأسيتيل كولين (بالإنجليزية: Acetylcholine). ويُمثل الأسيتيل كولين الناقل العصبيّ الذي يصل بين النهايات العصبيّة والألياف العضليّة، حيث يعمل على تحفيز المستقبلات الموجودة على سطح الخلايا العضلية الإرادية، مثل عضلات اليدين، والساقين، وعضلات التنفس، مما يؤدي إلى انقباضها وحركتها، وعند الإصابة بمرض الوهن العضليّ الوبيل، فإنّ هذه المستقبلات تقل بنسبة تصل إلى 80%، بسبب مهاجمة الأجسام المضادة لها وارتباطها بها.
أعراض الإصابة بالوهن العضليّ
يسبّب مرض الوهن العضليّ العديد من الأعراض نتيجة لضعف العضلات الإرادية، وما يميز هذه الأعراض أنّها تزداد مع الحركة وتتحسن بعد أخذ قسط من الراحة، ومنها ما يأتي:
- صعوبة الكلام.
- مواجهة صعوبة في صعود الدرج، وفي رفع الأشياء.
- شلل عضلات الوجه.
- صعوبة التنفس.
- صعوبة البلع والمضغ.
- الشعور بالتعب.
- تغير الصوت، بحيث يصبح أجشاً.
- تدلي الجفون.
- ازدواجية الرؤية.
إقرأ أيضا:علامات جبر العظام
تشخيص الإصابة بالوهن العضليّ
يمكن تشخيص مرض الوهن العضليّ الوبيل من خلال إجراء مجموعة متنوعة من الفحوصات، ومنها:
- الفحص البدنيّ والعصبيّ: إذ يقوم الطبيب بمراجعة التاريخ الطبي للفرد، ويخضعه للفحص البدنيّ، فيفحص قوة عضلاته، ومدى التنسيق بينها، إضافة إلى فحص قدرة المريض على الإحساس باللمس، والتحقق من قوة عضلات عينيه وحركتها.
- اختبار الإيدروفونيوم: (بالإنجليزية: Edrophonium test) يعتمد هذا الفحص في مبدئه على حقن الفرد بمادة كيميائية تُعرف بالإيدروفونيوم، تؤدي إلى الشعور بتحسّن مؤقت في قوة العضلات في حال كان الفرد مصاباً بمرض الوهن العضلي.
- تحليل الدم: قد يكشف فحص الدم عن وجود الأجسام المضادة، التي تهاجم مستقبلات الأسيتيل كولين.
- فحوصات التصوير: يمكن أن يساعد التصوير المقطعي المحوسب (بالإنجليزية: (Computed tomography (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: (Magnetic resonance imaging (MRI) في الكشف عن وجود ورمٍ في الغدة الزعترية (بالإنجليزية: Thymoma)، والذي قد يكون السبب في مهاجمة الجهاز المناعيّ لخلايا الجسم السليمة.
- اختبار وظائف الرئة: يُستخدم هذا الاختبار لقياس قوة التنفس، والتنبؤ باحتمالية فشل التنفس نتيجة تفاقم الإصابة بالوهن العضليّ.
- التشخيص الكهربي (بالإنجليزية: Electrodiagnostics): تشمل فحوصات التشخيص الكهربي ما يأتي:
- التحفيز المتكرر للعصب؛ (بالإنجليزية: Repetitive nerve stimulation) والذي يتم من خلال أقطاب ترسل إشارات كهربائية لتحفيز العصب بشكل متكرر، وتؤدي الإصابة بالوهن العضليّ إلى فقدان استجابة العضلات لهذا التحفيز.
- تخطيط كهربائية العضل؛ (بالإنجليزية: Single fiber electromyography) يُعتبر هذا الاختبار من أكثر الاختبارات حساسية في تشخيص الوهن العضليّ الوبيل، خاصةً عند فشل الاختبارات الأخرى في تشخيص المرض.
إقرأ أيضا:ما هو سرطان العظام
علاج الإصابة بالوهن العضليّ
العلاج بالأدوية
يستخدم الأطباء علاجات متنوعة، حيث يمكن استخدام دواء واحد أو مجموعة من الأدوية، للتخفيف من أعراض الوهن العضلي الوبيل، ومن هذه الأدوية ما يلي:
- مثبطات إنزيم الكولينستراز: (بالإنجليزية: Cholinesterase inhibitors) تُستخدم هذه الأدوية في تحسين قوة انقباض العضلات، وذلك من خلال تعزيز الاتصال بين العضلات والأعصاب، ومن الأمثلة على هذه المجموعة الدوائيّة: دواء بايريدوستيغمين (بالإنجليزية: Pyridostigmine)، ومن الآثار الجانبية التي قد تسبّبها: تهيّج الجهاز الهضمي، والغثيان، وزيادة إفراز اللعاب والتعرق.
- الكورتيكوستيرويدات: (بالإنجليزية: Corticosteroids) تثبط الكورتيكوستيرويدات الجهاز المناعيّ، وتقلّل من إنتاج الأجسام المضادة التي تهاجم مستقبلات الأسيتيل كولين، ويُعتبر البريدنيزون (بالإنجليزية: Prednisone) من الأمثلة على هذه المجموعة الدوائيّة، ويمكن أن يؤدي استخدام هذه الأدوية لفترات طويلة، إلى ظهور بعض الآثار الجانبية، مثل ترقق العظام، وزيادة الوزن، والإصابة بمرض السكريّ، وزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع العدوى.
- الأدوية المثبطة للمناعة: (بالإنجليزية: Immunosuppressants) تُستخدم الأدوية المثبطة للمناعة في إحداث تغييرات في استجابة الجهاز المناعي للأجسام المضادة، التي تهاجم مستقبلات الأسيتل كولين مثل: آزاثيوبرين (بالإنجليزية: Azathioprine)، وميكوفينولات موفيتيل (بالإنجليزية: Mycophenolate)، وسيكلوسبورين (بالإنجليزية: Cyclosporine)، وميثوتركسيت (بالإنجليزية: Methotrexate)، وتاكروليماس (بالإنجليزية: Tacrolimus)، وقد تسبّب هذه الأدوية بعض الآثار الجانبية الخطيرة مثل الغثيان، والتقيؤ، وتهيج الجهاز الهضمي، وزيادة خطر العدوى، والإصابة بمشاكل في الكبد والكلى.
إقرأ أيضا:أقوى عظم في جسم الإنسان
العلاجات الأخرى
تتضمن العلاجات الأخرى لمرض الوهن العضليّ ما يلي:
- استخراج البلازما: (بالإنجليزية: Plasmapheresis) تشبه عملية استخراج البلازما الغسيل الكلوي، حيث يتم توجيه دم المريض إلى آلة خاصة تعمل على ترشيح الدم من الأجسام المضادة التي تهاجم المستقبلات، ومن الجدير بالذكر أنّ التأثيرات الإيجابيّة لهذا العملية تستمر لبضعة أسابيع فقط، ومن الآثار الجانبية لهذا النوع من العلاج: هبوط ضغط الدم، والنزيف، وبعض المشاكل المتعلقة بنظم القلب، والشد العضلي.
- العلاج بالغلوبولين المناعيّ الوريديّ: (بالإنجليزية: Intravenous immunoglobulin (IVIg)) يتضمن هذا العلاج إعطاء المريض أجساماً مضادة طبيعية، تغيّر من استجابة الجهاز المناعي بشكل إيجابيّ، وتستمر الفوائد الإيجابيّة للعلاج بالغلوبيولين المناعيّ الوريديّ لمدة تتراوح بين 3-6 أسابيع، وتتضمن الآثار الجانبيّة لهذا العلاج: الشعور بالقشعريرة، والدوخة، والصداع، واحتباس السوائل.
- الأجسام المضادة أحادية النسيلة: (بالإنجليزية: Monoclonal antibody) تقلل هذه الأدوية من أعداد بعض خلايا الدم البيضاء، ممّا يغير من طريقة استجابة الجهاز المناعي ويحسن من الأعراض، ومن الأمثلة عليها دواء ريتوكسيماب (بالإنجليزية: Rituximab) الذي يُعطى عن طريق الوريد.
- الجراحة: يمكن أن تظهر أعراض الوهن العضلي بسبب ورم في الغدة الزعترية كما ذكرنا سابقاً، وتقع هذه الغدة أسفل عظم القص، وتُعدّ جزءاً من الجهاز المناعي، ويمكن أن يؤدي استئصال الغدة الزعترية إلى تحسين أعراض الوهن العضليّ.