أسباب تنميل اليد اليمنى

تنميل اليدين

تحتوي اليدين على مجموعة من أكثر مستقبلات اللمس حساسية في الجسم، وترتبط هذه المستقبلات جميعها بالدماغ عن طريق شبكة من الأعصاب، وعند إصابة عصب من هذه الأعصاب أو قسم منها فإنّ الدماغ قد لا يستقبل جميع المعلومات الحسية من اليدين وينتج عن ذلك ما يُسمّى بتنميل اليدين (بالإنجليزية: Hand Numbness). ويُعدّ تنميل اليدين من الأعراض الشائعة والمزعجة، ومن الممكن أن يكون بسيطاً ومؤقتاً كما هو الحال عند الضغط على الأعصاب جرّاء وضع الرأس على اليدين أثناء النوم مثلاً، وينتهي هذا الشعور المشابه لوخز الإبر بعد إزالة سبب الضغط الموجود.

أسباب تنميل اليدين

تتعدد الأسباب المؤدية لتنميل اليدين، ويُمكن بيان بعضها على النحو التالي:

• السكتة الدماغية: من المحتمل أن يكون تنميل اليدين علامة من علامات الإصابة بالجلطة الدماغية، وعلى الرغم من أنّ هذا احتمال غير قوي، ولكنّه موجود، ومن الضروري القيام بطلب المساعدة الطبية في حال حدوث أي من الأعراض الأخرى مثل: تنميل أو ضعف مفاجئ في اليد أو القدم خاصةً إذا كان في جهة واحدة من الجسم، ومشاكل في الكلام أو فهم الآخرين، والارتباك، ومشاكل مفاجئة في الرؤية، والشعور المفاجئ بالدوار أو انعدام التوازن، والمعاناة من صداع شديد ومفاجئ، في هذه الحالات يكون التدخل الطبي السريع مهمّاً جداً لتقليل الأضرار الدائمة التي من الممكن أن تُصيب الشخص أو حتى لإنقاذ حياته.
• نقص المعادن أو الفيتامينات: يحتاج الجسم إلى فيتامين ب12 لإبقاء الأعصاب في حالة صحية، ومن الممكن أن يؤدي نقصه إلى تنميل في اليدين والقدمين، كما أنّ نقص البوتاسيوم والمغنيسيوم من الممكن أن يؤدي إلى التنميل، ومن الأعراض الأخرى المصاحبة لنقص فيتامين ب12، ما يلي: الضعف والإعياء، وصفار الجلد، ومواجهة مشاكل في المشي والتوازن، وصعوبة التفكير، والهلوسة.
• الآثار الجانبية لبعض أنواع الأدوية: من الممكن أن يحدث تلف في الأعصاب كأثر جانبي مصاحب لاستخدام بعض الأدوية، ومنها: المضادات الحيوية مثل؛ الميترونيدازول (بالإنجليزية: Metronidazole)، والأدوية المضادة للسرطان (بالإنجليزية: Anticancer Drugs)، والأدوية المضادة للتشنج (بالإنجليزية: Antiseizure Drugs) مثل؛ فينيتوين (بالإنجليزية: Phenytoin)، وأدوية القلب أو الضغط مثل؛ أميودارون (بالإنجليزية: Amiodarone).
• الانزلاق الغضروفي: الغضاريف هي المادة الطرية التي تفصل بين فقرات العمود الفقري، ويؤدي التلف في هذه الغضاريف إلى ضغط وتهيّج في أعصاب العمود الفقري، مما يؤدي إلى التنميل والضعف في اليدين أو القدمين.
• متلازمة النفق الرسغي: (بالإنجليزية: Carpal Tunnel Syndrome)، وهي واحدة من أكثر أسباب تنميل اليدين انتشاراً، حيث يكون فيها العصب الأوسط (بالإنجليزية: Median Nerve) الذي يمتد أسفل الساعد إلى اليد محصوراً عند المعصم ، ويؤدي إلى حدوث التنميل في اليدين، ومن الأعراض الأخرى المصاحبة لهذه المتلازمة: الشعور بأنّ واحداً أو أكثر من الأصابع منتفخاً أو فيه تنميل، وعند عدم القيام بمعالجة المشكلة لمدة طويلة فإنّ عملية جراحية قد تكون ضرورية للتخفيف من تأثر العصب.
• مرض السكري: حيث تؤدي الإصابة بالسكري أو عدم السيطرة عليه إلى حدوث اعتلال في الأعصاب المحيطية (بالإنجليزية: Peripheral Neuropathy) ويحدث فيها شعور بالتنميل والوخز في اليدين أو الأصابع.
• التصلب اللويحي: (بالإنجليزية: Multiple Sclerosis)، وهو مرض يؤثر في الدماغ والنخاع الشوكي، ويُعدّ التنميل من الأعراض الأولى له، وأحياناً يعاني الأشخاص من التنميل قبل تشخيص التصلب اللويحي، ومن الأعراض الأخرى المصاحبة له نذكر ما يلي: مشاكل الرؤية، والألم، والتعب الجسدي، والدوار، وفقدان التوازن، بالإضافة لتأثر المثانة، والاختلال المعرفي، والعجز الجنسي.
• العدوى: يمكن أن تؤدي بعض أنواع العدوى إلى التهاب في الأعصاب وحدوث التنميل فيها، ومنها: التهاب الكبد الوبائي، والحزام الناري (بالإنجليزية: Shingles).
• أسباب أخرى: مثل: اضطراب تعاطي الكحول (بالإنجليزية: Alcohol Use Disorder)، والداء النشواني (بالإنجليزية: Amyloidosis)، والتكيس العقدي (بالإنجليزية: Ganglion Cyst) وداء رينو (بالإنجليزية: Raynaud’s disease)، ومرض الزهري (بالإنجليزية: Syphilis).

مراجعة الطبيب

لابدّ من مراجعة الطبيب إذا لم يختفي التنميل في اليدين خلال بضعة أيام، أو إذا انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، أو في حال بدأ التنميل بعد التعرّض لإصابة أو مرض ما، وعندها سيقوم الطبيب بإجراء فحص للجسم مع أخذ التاريخ المرضي للشخص بما في ذلك الأعراض الموجودة، وبيئة العمل، والعادات الاجتماعية بما فيها شرب الكحول، والتعرض للمواد السامة، وخطر الإصابة بالأمراض المعدية، والتاريخ العائلي للإصابة بالأمراض العصبية، ومن الممكن أن يُجري الطبيب بعض الفحوصات مثل:

• فحوصات الدم؛ وتتضمن الفحوصات التي تشخّص السكري، ونقص الفيتامينات، والاضطرابات في الكليتين والكبد، وأي علامات أو أعراض لنشاط غير طبيعي للجهاز المناعي.
• فحص السائل النخاعي (بالإنجليزية: Cerebrospinal Fluid)؛ والذي يبيّن وجود الأجسام المضادة المرتبطة بالاعتلال العصبي المحيطي.
• تخطيط كهربية العضل (بالإنجليزية: Electromyogram or EMG)؛ وهو فحص النشاط الكهربائي للعضلات.
• سرعة التوصيل العصبي (بالإنجليزية: Nerve Conduction Velocity).
• التصوير المقطعي (بالإنجليزية: Computed Tomography).
• التصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: Magnetic Resonance Imaging) .

علاج تنميل اليدين

يعتمد العلاج الناجح لتنميل اليدين على التشخيص الدقيق ومعالجة الأسباب المؤدية له، وتجدر الإشارة إلى أنّ الخلايا العصبية المحيطية إذا لم تَمُت فإنّها تحتفظ بقدرتها على التجدد. وبالنسبة لمرضى السكري فإنّ السيطرة على مستوى السكر في الدم من الممكن أن تُبطئ من تطور الاعتلال السكري العصبي، بالإضافة إلى تناول مكملات الفيتامينات عند الأشخاص الذين يعانون من نقص في الفيتامينات. ومن النصائح العامة الخاصة بنمط الحياة والتي يُوصى بها المصاب ما يلي:

• المحافظة على وزن مثالي للجسم.
• تجنّب التعرض للمواد السامة.
• القيام بممارسة التمارين الرياضية تحت إشراف الطبيب .
• تناول الغذاء الصحي المتوازن.
• تجنب شرب الكحول.
• تجنب التدخين، نظراً لتسببه بتضييق الأوعية الدموية المغذّية للأعصاب الطرفية.