أعشاب ونباتات برية

بحث عن نباتات الزينة

نباتات الزينة

تنتمي نباتات الزينة (بالإنجليزية: Ornamental Plants) إلى المملكة النباتية، وتُعرّف على أنّها ذلك النوع من النبات الذي تتمّ زراعته وتنميته من أجل استخدامه من قبل العامة في العديد من الأغراض كتجهيز أراضي الملاعب الرياضية، واقتنائها كنباتات تدوم طويلاً ويمكن حفظها، كما تستخدم نباتات الزينة في العديد من قطاعات الصناعة الخضراء كمشاتل النباتات والأزهار، والحدائق، وعلى جوانب الطرق، ولأغراض تجهيز وتنسيق المناظر الطبيعية وصيانتها، وعلى الرغم من عدم اعتبار نباتات الزينة كمصدر للغذاء والطاقة والألياف والدواء، إلّا أنّها تستخدم في العديد من الأمور المهمة بهدف تحسين جودة الحياة، فهي تُستخدم كمصدات للرياح، وتوفر الظل، وتقلل أو تحد من عوامل التعرية، وتنقي الهواء والماء من الملوثات بما في ذلك الغبار والمواد الكيميائية، وتقلل من التلوث الضوضائي، كما تُعدّ موئلاً ومصدراً غذائياً للحيوانات البرية، ولكن يظل الغرض الأساسي لزراعة نباتات الزينة هو الاستمتاع بجمالها، فالجمال هو أهمّ سمة في نبات الزينة ويتضمن جمال أوراقها، وثمارها، ورائحتها، وشكل ساقها ولحائها.

عرفت البشرية نباتات الزينة منذ 4,000 عام من بداية الحضارات الإنسانية، وتُعدّ اللوحات التي تركتها الحضارة المصرية خلفها قبل 1,500 عام قبل الميلاد أحد أهم الأدلة الملموسة التي تُشير إلى اهتمام الإنسان بنباتات الزينة وتصميم المناظر الطبيعية، فقد صَوّرت هذه اللوحات أحواضاً من زهرة اللوتس محاطة بصفوف متماثلة من الأكاسيا والنخيل.

إقرأ أيضا:طريقة استخدام عباءة السيدة

 

تقسيم نباتات الزينة

تصنف نباتات الزينة عادة بناءً على عدة أمور، من أهمّها:

دورة الحياة

غالباً ما تُصنّف نباتات الزينة بناءً على دورة حياتها إلى:

النباتات الحولية

تُعرّف النباتات الحولية (بالإنجليزية: Annuals)، على أنّها النباتات التي تكمل دورة حياتها خلال سنة واحدة أو خلال موسم تكاثر واحد، وتتلخص دورة حياتها في نمو البذور، ثمّ يبدأ النبات بتكوين الأوراق، والجذور، والأزهار، وإنتاج البذور، ثمّ يموت النبات وتنتهي دورة حياته، وتُصنّف العديد من المحاصيل على أنّها حولية، منها المحاصيل المُستخدَمة في الغذاء، مثل: الذرة، وفول الصويا، والقمح، والأرز، والبطاطا، والبندورة، كما تضمّ النباتات الحولية عدداً من نباتات الحدائق كزهور البيتونيا (بالإنجليزية: Petunias)، ونبات البلسم (بالإنجليزية: Impatiens)، والزهور المخملية (بالإنجليزية: Marigolds)، ونبات الزينيا (بالإنجليزية: Zinnia)، وهناك العديد من الأعشاب الضارة التي تندرج تحت تصنيف النباتات الحولية كعشبة الخنازير أو الدمسيسة (بالإنجليزية: Ragweed)، وعشبة السرمق الأبيض أو ركب الحَمَل (بالإنجليزية:Lamb’s Quarters)، وعُنُقُ الثِّيلِ (بالإنجليزية: Crabgrass)، وغيرها.

تستخدم النباتات الحولية في العديد من الأعراض من أهمّها:

  • استخدام أحواض الزهور ذات التصميم البسيط على أطراف المناطق العشبية كتلك الموجودة في مداخل المباني، وعلى طول مدخل اسطبلات الخيول، وعلى جوانب الأرصفة.
  • استخدام بعض النباتات الحولية كزهرة الأندلس (بالإنجليزية: Candytuft) لتحديد حدود قطعة الأرض.
  • زراعة بعض النباتات الحولية كزهرة البيتونيا (بالإنجليزية: Petunia) في سلال معلقة كمناظر جمالية.
  • استخدام بعض النباتات الحولية المتسلقة كنبات أبو خنجر (بالإنجليزية: Nasturtium) لتغطية هياكل التعريشة.
  • استخدام بعض النباتات الحولية كتجمعات نباتية في أحواض الزراعة كنبات المريمية (الميرمية) (بالإنجليزية: Salvia).
    • زراعة بعض النباتات الحولية كشجيرات جانبية في الأماكن الخالية كزراعة نبات دوار الشمس (بالإنجليزية: Sunflower).
    • استخدام النباتات الحولية كمصدر دائم للأزهار المخصصة للقطف والمستخدمة لتزيين الأماكن الداخلية.

 

إقرأ أيضا:فوائد عشبة نجمة الأرض

نباتات ثنائية الحول

تُعرّف النباتات ثنائية الحول (بالإنجليزية: Biennials) على أنّها النباتات التي تستغرق عامين حتى تكمل دورة حياتها، ففي الموسم الأول تزهر الأوراق لتكون أوراق صغيرة على شكل وريدات (Rosette) بالقرب من سطح التربة، وفي الموسم الثاني يبدأ الساق بالاستطالة، ويبدأ الإزهار وإنتاج الثمار، ثمّ تنتهي دورة حياة النبات في نهاية الموسم، ومن أشهر الأمثلة على النباتات ثنائية الحول نبات القمعية الأرجوانية (بالإنجليزية: Digitalis Purpurea)، ونبات الخطمية الوردية (بالإنجليزية: Alcea Rosa)، وغيرها، وفي حال تمّت زراعة بذور النبات ثنائي الحول في منتصف الصيف، سوف يبدأ النبات بالنمو خلال فصلي الصيف والخريف، وبعد انتهاء فصل الشتاء البارد سوف تنمو الزهور في فصل الربيع.

 

النباتات المعمرة

تُعرّف النباتات المعمرة (بالإنجليزية: Perennials) على أنّها النباتات التي تستمر بالنمو عاماً بعد عام، ففي كل خريف ومع كل تجمد تفقد الأشجار قممها، وفي الربيع التالي تحصل هذه النباتات على قمم أخرى تنشأ من تاج الشجرة أو جذورها التي بقيت صادمة في وجه الشتاء، لذلك فهي تُدعى بالأشجار الصلبة؛ بسبب قدرتها على البقاء على قيد الحياة خلال فصل الشتاء، ولعل من أكبر فوائد زراعة هذا النوع من الأشجار هو عدم الحاجة إلى التخلص منها بعد كل موسم، على الرغم من أنّ بعضها يجب أنّ يتمّ استبداله أو التخلص من جزء منه بعد عدة أعوام، والميّزة الأخرى لهذه النباتات أنّه عند موت أحد أنواعها ستغيّر أزهارها ألوانها الخاص بها في الحوض، ثمّ تبدأ أنواع أخرى بالإزهار، وليس من الضروري في هذه الحالة التخلص من القمم الميتة لتبدأ الأشجار بالإزهار، إذ إنّ لدى الأشجار فترة إزهار محدودة، لكن عملية التقليم ضرورية للحفاظ على رونق الشجرة وجمالها، وقد تُعدّ فترة إزهار الأشجار المعمرة المحدودة والقصيرة نسبياً أحد سلبياتها، ويمكن التغلب على هذه السلبية بزراعة العديد من الأشجار الحولية الأخرى للحصول على الإزهار الدائم، ومن الممكن إزالة بعض الأزهار المستَهلكة للحصول على أزهار أخرى أكثر نضارة خلال موسم الإزهار نفسه، ومن الأمور التي يجب مراعاتها عند العناية بالأشجار المعمرة، هو الحاجة إلى إزالة أوراق الأشجار الطويلة والقديمة، والزوائد الجديدة الوفيرة عند القاعدة؛ للسماح للنبات بإنتاج المزيد من الأوراق والسيقان الجديدة، ومن أهمّ الأمثلة على النباتات المعمرة: زهرة حنك السبع (بالإنجليزية: Antirrhinum Majus)، وزهرة شب الليل (بالإنجليزية:Mirabilis Jalapa).

إقرأ أيضا:أضرار عشبة الكثيرا

 

حسب الاستخدام

تُصنّف نباتات الزينة حسب الاستخدام إلى عدة مجموعات، هي:

مغطيات التربة

تُعرّف مغطيات التربة (بالإنجليزية: Groundcovers) على أنّها نباتات ذات نمو منخفض نسبياً نحو الأعلى، وتنمو لتغطي الأرض حتى تعطي المظهر العام للمناظر الطبيعية، ولا يقتصر مصطلح مغطيات التربة على الأعشاب الخضراء، فهو يضمّ نباتات أخرى بعضها لا يُصلح لسير الإنسان عليه، وقد يتمّ تدميره نتيجة لذلك.

هناك العديد من الحقائق المتعلقة بمغطيات التربة، من أهمّها:

  • تُساعد مغطيات التربة على ربط نباتات الزينة ببعضها البعض.
  • لا يزيد ارتفاع هذه النباتات عن 30.5 سم، وتمتاز بسهولة انتشارها.
  • يجب أن يكون انتشار مغطيات التربة كثيفاً لمنع ظهور الأعشاب الضارة.
  • يجب بناء ممرات خاصة للمشاة في المناطق المُراد زراعتها بالنباتات مغطيات التربة.
  • يجب إضافة السماد أو أيّة مادة عضوية للتربة قبل زراعتها بمغطيات التربة.
  • يجب أن تنمو المغطيات الأرضية وتتمدد من تلقاء نفسها، لذا فإنّ الأنواع التي تنتج جُذْموراً أو ساقاً أرضية (Rhizomes)، أو سيقاناً مدادة (Stolons) أو التي تنتشر بشكل أفقي أو على شكل طبقات طرفية تُعدّ خياراً جيداً؛ لأنّها تتطور بسرعة إلى غطاء كثيف على الرغم من أنّ بعضها قد ينمو كما لو كان يغزو المكان.
  • إذا كان الهدف من استخدام مغطيات التربة هو حماية التربة من الانجراف على المنحدرات الحادة، فيجب أن يكون النبات من النوع الذي يمتاز بنشاطه في النمو وجذوره ذات الامتداد الكبير.

لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار بعض الأمور عند زراعة مغطيات التربة:

  • ضرورة إزالة الحشائش الضارة الموجودة في المنطقة المُراد زراعتها بمغطيات التربة، إذ تؤثر هذه الحشائش في المنظر الجمالي لمغطيات التربة وتقلل من جاذبيتها، بالإضافة إلى منافستها لها على مصادر المياه والمواد الغذائية.
  • بشكل عام لا يوجد نوع واحد من مغطيات التربة يُصلح لكل حالات تنسيق الحدائق وتصميمها، لذا لا بدّ من مراعاة عدد من الأمور عند التنسيق، فللحفاظ على التوازن عند تصميم الحدائق، لا بدّ من اختيار مغطيات التربة ذات معدلات نمو أقل نحو الأعلى للمساحات الصغيرة كالزعتر الزاحف (بالإنجليزية: Creeping Thyme)، واختيار المغطيات الأكثر طولاً للمساحات الأكبر والمنحدرات الحادة كنبات السماق العطري (بالإنجليزية:Rhus Aromatica).
  • كمية الشمس مقابل الظل، بالإضافة إلى مقدار التعرض لأشعة الشمس ورياح الشتاء.
  • حركة السير المفرطة على مغطيات التربة والتي ستأثر سلباً على معظم هذه النباتات، لذا لا بدّ من الأخذ بعين الإعتبار ضرورة إنشاء ممرات للمشاة في المناطق المُراد زراعتها بمغطيات التربة، والتي من المتوقع أن تشهد حركة مرور كبيرة.
  • لا بدّ من تحسين تربة الزراعة أولاً، وذلك عن طريق دمج 1.5-3 م3 من السماد أو المواد العضوية مع كل 93 م2 من التربة.

بعد زراعة النباتات مغطيات التربة، لا بدّ من الاعتناء بها للحفاظ عليها وعلى جمالها، وقد تحتاج بعضها إلى عناية أكثر من غيرها، إلّا أنّها جميعاً تتطلب ذلك، ويحتاج العشب الأخضر المزيد من العناية، فهو بحاجة إلى كميات أكبر من أشعة الشمس، والرطوبة، والسماد، بينما تحتاج مغطيات التربة دائمة الخضرة كالعرعر الزاحف (بالإنجليزية: Creeping Juniper) إلى قدر قليل من العناية بها، في حين تتطلب المغطيات التي تنتج ثماراً وأزهاراً مزيداً من العناية؛ لتحافظ على جاذبيتها، ومن المهم الإشارة إلى ضرورة التحكم بالأعشاب الضارة الموجودة مع النباتات مغطيات التربة؛ لأنّها قد تعرقل عملية العناية بها.

 

الأسيجة

يلجأ الإنسان لبناء الأسيجة (بالإنجليزية: Hedges) حول الحدائق لعدد من الأمور، فهي توفر الحماية اللازمة من الماشية والرياح، بالإضافة إلى أنّها توفر قدراً من الخصوصية، وقد تكون هذه الأسيجة عبارة عن نباتات تُشكل ما يشبه السياج، وللحصول على أفضل سياج ممكن من النبات فلا بدّ أن يمتاز بعدد من الأمور، من أهمّها:

  • أن تكون شجيرات قوية ذات معدل نمو سريع.
  • أن تكون ذات أوراق جذابة و/أو أزهار جميلة.
  • أن تكون مقاوِمة للجفاف.
  • أن تكون قابلة للتقليم والتشذيب.
  • أن تكون قادرة على النمو بشكل سريع من البذور أو من أجزاء النبات المأخوذة لأغراض التكاثر؛ لتملئ الفراغات في الأسيجة بشكل سريع.

يتراوح ارتفاع نباتات الأسيجة الداخلية عادة بين 30-65 سم، والهدف من ذلك هو تقسيم الحديقة إلى عدد من الأجزاء، بحيث يمتاز كل جزء منها بصفة مميزة، وإذا ما أضحت هذه الأسيجة جزءاً أساسياً من مكونات الحديقة، فلا بدّ من زراعتها بالشكل الصحيح، وأولى خطوات ذلك أن يتمّ عمل خنادق بعرض 30-40 سم وعمق 40-45 سم، وبعد ذلك يتمّ ملؤها بتربة علوية تحتوي على سماد طبيعي وتربة حمراء صالحة للزراعة، ومن ثمّ يتمّ جلب بذور أو قطع من النبات لزراعتها في هذه الخنادق في مواسم الأمطار، وعند بدء البراعم بالنمو لا بدّ من تشذيبها لحثها على التفرع، كما لا بدّ من تقليم الفروع الجانبية الجديدة للحصول على الشكل المناسب للأسيجة، ويجب الحفاظ على عملية تقليم الأسيجة كلما دعت الحاجة لذلك، ولا ضير أن تكون الأسيجة كثيفة طالما تتمّ عمليات التقليم لها، مع الحفاظ على طول الفروع الجديدة ضمن الأبعاد المطلوبة، ومن أهمّ النباتات التي يتمّ استخدامها لأغراض تكوين أسيجة حول الحدائق نبات اللانتانا المقوسة (بالإنجليزية: Lantana Camera)، ونبات الملبيغة التوتية (بالإنجليزية: Malpighia Coccigera).

 

المتسلقات والزاحفات

تُعرّف المتسلقات (بالإنجليزية: Climbers) على أنّها نباتات تمتلك هيكلاً خاصاً يمكنها من التسلق على دعائم، وتُعدّ المتسلقات من نباتات الزينة المهمة، إذ تُستخدم في تزيين الجدران، والأقواس، والتعريشات، كما تُستخدَم في المنشآت لتوفير قدر من الخصوصية والسرية عن البيوت المجاورة، أمّا الزاحفات (بالإنجليزية: Creepers) فهي النباتات التي تنمو وتتمدد بشكل أفقي، لعدم قدرتها على النمو بشكل عمودي؛ بسبب ضعف سيقانها، وتُضفي كل من المتسلقات والزاحفات الجمال والألوان والروائح العطرية على الحدائق والتراكيب الصناعية كالجدران، والأقواس، والعريشة والأعمدة، وغيرها، وتنتمي معظم المتسلقات إلى النباتات المعمرة، وهناك نسبة منها تنتمي إلى النباتات الحولية التي تنمو في الأحواض والسلال المعلقة، وهناك عدد من الاستخدامات للمتسلقات في الحدائق، من أهمّها

  • الاستمتاع بأوراقها الجذابة كأوراق نبات اللبلاب المتسلق (بالإنجليزية: Hedera Helix).
  • الاستفادة منها في مسألة التغطية والعزل البصري الجيد للبناء مثل نبتة البنيونيا (بالإنجليزية: Bignonia Venusta).
  • استخدام بعض المتسلقات مثل نبات رجل البطة (بالإنجليزية: Aristolochia Elegans) لإعطاء منظر جمالي للأقواس البنائية والعريشة.
  • الاستفادة منها لإعطاء بعض النباتات الأخرى الجذابة الداعم القوي للتسلق عليها مثل نبتة الجهنمية (بالإنجليزية: Bougainvillea).

 

نباتات الزينة الداخلية

أصبحت نباتات الزينة الداخلية (بالإنجليزية: Indoor Plants) خياراً مرغوباً لدى العديد من الأشخاص لتزيين بيوتهم من الداخل، فخلال الثلاث أو الأربع عقود الماضية أصبحت ظاهرة اقتناء نباتات الزينة ظاهرة شائعة عالمياً، وتُعدّ نباتات الزينة الداخلية خياراً أقل كلفة من الزهور التي يزداد سعرها يوماً بعد يوم، بالإضافة إلى الحاجة إلى تغييرها بشكل متكرر، بينما يقتصر الأمر بالنسبة لنباتات الزينة على حسن الاختيار والقليل من العناية للحصول على مصدر جيد لتزيين المنازل لفترة طويلة من الزمن، وعلى الرغم من كلفة اقتناء نباتات الزينة العالية، إلّا أنّ الأمر يبدو اقتصادياً على المدى لطويل، وتعود نباتات الزينة في تاريخها إلى الحضارات القديمة في مصر، والهند، وروما، ولقد كان من الشائع والطبيعي أن يحضر أحدهم حوضاً من النبات ويضعه داخل المنزل لأغراض جمالية، بينما كانت أحد العادات المتعارف عليها في أوروبا وتحديداً في بريطانيا قيام الأشخاص ميسوري الحال خلال القرنين 17-19 باقتناء النباتات الغريبة لتزيين منازلهم من الداخل.

وتتلخص فوائد نباتات الزينة الداخلية في أربع نقاط رئيسية، هي:

  • فائدة جمالية: تُعدّ النباتات وأوراقها المميزة وأزهارها الجميلة من أهمّ المصادر التي تُضفي جمالاً على الأشياء من حولها، كما تخدم النباتات العديد من الأغراض داخل المنزل، مثل: ملأ الفراغات، وخلق مساحات جميلة، وتقليل الضوضاء، وغيرها.
  • تنظيف الهواء: تُساعد نباتات الزينة على تنقية الهواء داخل المنازل وجعله عذباً، وتقلل من مستويات الملوثات مثل: أول أوكسيد الكربون، والفورمالدهايد، والبنزين، وثلاثي كلور الإيثيلين التي تمتلىء بها المنازل بسبب مصادر الطاقة المختلفة، بالإضافة إلى مساهمتها في إعادة تدوير ثاني أكسيد الكربون من خلال عملية التمثيل الضوئي.
  • إضافة الرطوبة: تُطلق النباتات الرطوبة من المسامات الصغيرة الموجودة في أوراقها خلال عملية النتح، إذ تشير التقديرات إلى أنّ النبات يحرر ما نسبته 97% من الرطوبة التي يستهلكها، وهذا ما تحتاج إليه المنازل في الأشهر الجافة.
  • فائدة نفسية: تولد نباتات الزينة السعادة في المنزل، إذ يزيد الحفاظ على نباتات الزينة في المنزل ومكان العمل من مستوى السعادة، ويقلل من مستويات الاكتئاب، كما أثبتت العديد من الدراسات أنّ هذه النباتات تزيد مستوى التركيز والإنتاج.

من أشهر الأمثلة على نباتات الزينة الداخلية نبات جلد النمر (بالإنجليزية: Sansevieria) الذي ينتمي إلى فصيلة الصبارة، والتي يضمّ 60 نوعاً متواجدة في كل من الهند، وإفريقيا، والجزيرة العربية، وتزرع بعض هذه الأنواع ليتمّ الاستفادة منها لاحقاً كنباتات زينة داخلية

 

أشجار الزينة

تُعدّ أشجار الزينة والمناظر الطبيعية (بالإنجليزية: Landscape and ornamental trees) جزءاً مهماً من حياة البشرية، فهي توفر الظل والمناظر الجمالية حول المنازل، والمدارس، والأسواق، والمحلات التجارية، وأماكن العمل، وعلى طول الشوارع والطرق السريعة، بالإضافة إلى الحدائق العامة، وغيرها، كما تحافظ هذه الأشجار على الطاقة، وعلى جودة الماء والهواء والتربة، ويتحدد جمال الأشجار من خلال العديد من الصفات المختلفة، فقد تُصنّف الأشجار على أنّها أشجار زينة نظراً إلى جمال أزهارها، أو ثمارها، أو ألوان أوراقها الموسمية، أو لحاءها، وقد لا يبدو أنّ أشجار الزينة تلعب دوراً فعالاً من الناحية الاقتصادية، إلّا أنّها ذات ضرورة كبيرة في جوانب أخرى من حياة الإنسان، فهي تُعدّ صلة الإنسان الرئيسية بالطبيعة، كما أنّها تكوّن جواً عاماً من البهجة في محيطه، كما توفر الظل، وتزيد من نسمات الهواء المحيط والروائح اللطيفة والأصوات الهادئة، وتتماهى مع المباني المحيطة، وتقلل من حدة الخطوط المعمارية لهذه المباني، وتُعطي إيحاءً بنمط حياة راسخ في المناطق السكنية الجديدة، وتقلل من حدة المظهر المعماري غير المكتمل، كما توفر هذه الأشجار مناطق مغرية للعب الأطفال، ومن أهمّ الأمثلة على أشجار الزينة شجر البان أو المورينجا (بالإنجليزية: Moringa) الذي يمتاز بقدرته على التعامل مع مختلف الظروف المناخية، لذلك فإنّ زراعته منتشرة في كل أنحاء العالم.

 

الشجيرات

تُعرَف الشجيرات (بالإنجليزية: Shrubs) بأنّها نباتات ذات سيقان أقصر من تلك الخاصة بالأشجار، لكنها أطول من النباتات العشبية، وفي الحالة النموذجية يتفرع عن الساق الرئيسي للشجيرة عدة سيقان فرعية على مستوى الأرض، وتختلف الشجيرات عن بعضها البعض في ديمومة خضرتها ومكمن جاذبيتها، فبعضها يمتلك أوراقاً جذابة، وبعضها الآخر ذو أزهار جذابة، وقد تتمّ زراعة بعضها لأجل الحصول على ثمارها فقط، وعادة ما تُزرع الشجيرات على طول ممرات المشاة والطرق، وعلى زوايا المروج وتكون على شكل خطوط منحنية تُعرّف بالجنبات (بالإنجليزية: Shrub­bery) وهي مناطق مزروعة بأنواع مختلفة من الشجيرات، بينما تُعرّف حدود الشجيرات على أنّها منطقة مزروعة بنوع واحد من الشجيرات، وعادة ما تُستخدم الشجيرات التي يتمّ تشذيبها وتقليمها بشكل مستمر لأغراض فنية وجمالية، بينما تستخدم الشجيرات ذات الأفرع الطويلة لإخفاء الأشياء غير المقبولة، وتزرع عادة في الأفنية الخلفية، كما تستخدم الشجيرات الجذابة لأغراض الديكور الداخلية والخارجية، وتمنع الشجيرات داخل المباني فقدان مقدار الطاقة عبر النوافذ والأبواب الزجاجية، أي توفر المباني التي تحتوي على عناصر طبيعية خضراء داخلها حوالي 40% على الأقل من فواتير الطاقة مقارنة بتلك التي لا تحتوي على أيّ منها ومن الأمثلة على الشجيرات: شجيرة الصقلاب (بالإنجليزية: Asclepias) التي تمتاز بأزهارها الحمراء والصفراء، والتي عادة ما تزهر في فصلي الصيف والربيع.

 

العناية بنباتات الزينة

هناك العديد من الأمور التي يجب مراعتها عند زراعة نباتات الزينة وبعد ذلك، ومن أهمّها:

التسميد

يعتمد معدل عملية التسميد على نوع النبات ونوع السماد المُستخدَم، فالأسمدة ذات التأثير البطيء يكفي أن تُضاف إلى النبات مرة واحدة خلال الموسم بأكمله، بينما قد يلزم تسميد النبات بالسماد الحبيبي المُعد للأغراض العامة بين 2-3 مرات خلال الموسم الواحد، وعند اختيار السماد الحبيبي للتربة يُنصح بإضافته بكميات قليلة للتربة المزروعة حديثاً بمغطيات التربة، أو الأشجار الحولية أو تلك المعمرة أو الورود على فترات تتراوح بين 4-6 أسابيع، كما يُنصح بتقليل كمية ومعدل إضافة السماد للتربة التي تعاني من الجفاف وقلة الأمطار؛ لأنّ السماد قد يؤذي جذور نباتات الزينة المعرضة للجفاف، وللحصول على الفائدة المرجوة من التطبيق القليل للسماد للتربة المزروعة بنباتات الزينة والشجيرات حديثاّ، فإنه يُنصح بتطبيقه بشكل منتظم على محيط حوض الزراعة، ويجب تجنب استخدام الأسمدة الخاصة بالأعشاب الضارة والأعلاف بالقرب من نباتات الزينة المزروعة حديثاً؛ لأنّها قد تؤدي إلى الإضرار بها.

 

الري

يُعدّ الري المنتظم من الأمور الواجب مراعاتها بشكل كبير منذ البدء بزراعة الأشجار الحديثة والشجيرات، ويُنصح بالحفاظ على رطوبة الجذور دون الإفراط في ذلك خلال الأسابيع 6-8 الأولى من زراعتها، ويعتمد مقدار الري ومعدل التكرار على نوع النبات ونوع التربة، فقد تحتاج الأشجار والشجيرات إلى ريها مرتين أسبوعياً عند انقطاع الأمطار، بينما تحتاج مغطيات التربة والأشجار الحولية إلى الري يومياً، ويُعد الإفراط في ري نباتات الزينة أحد المشاكل الرئيسية التي تواجهها هذه النباتات، فهي تستطيع العيش والنمو لعدة أيام وأسابيع بعد زراعتها دون الحاجة إلى ريّها، فعلى سبيل المثال يستطيع نبات العرعر (بالإنجليزية: Juniper) التأقلم مع الجفاف، لكنه لا يستطيع التأقلم مع فترات الرطوبة الطويلة، وبشكل عام يمكن القول إنّ النبات نفسه هو أفضل دليل لمعرفة حاجته للماء، فذبول النبات وشحوب أوراقه يعني حاجتها للماء.

 

التقليم

يتمّ تقليم الأشجار ونباتات الزينة للعديد من الأسباب، وعادة ما يُجرى التقليم من أجل الحفاظ أو الوصول إلى شكل وحجم معينين، وفي أحيان أخرى يُلجأ للتقليم بغرض إزالة الأخشاب القديمة أو المدمرة أو الميتة؛ بهدف تعزيز نمو الشجرة أكثر وتعزيز إثمارها وإنباتها، وهناك أسلوبان متبعان لتقليم أشجار الزينة، أولهما أسلوب تقليم التقصير (بالإنجليزية: Heading Pruning) الذي يعتمد على إزالة الأغصان بشكل عشوائي، أمّا الأسلوب الثاني فهو التقليم بهدف التخفيف (بالإنجليزية: Thinning Pruning) الذي يقوم على إزالة انتقائية للأفرع الخلفية للأفرع الجانبية أو للجذع الرئيسي، ويُعدّ هذا الأسلوب هو الأفضل لنباتات الزينة؛ لأنّه يزيد من حركة الهواء داخل النبتة.

 

مكافحة الأمراض والحشرات

تتعرض النباتات للهجوم من قبل مجموعة متنوعة ومعقدة من الآفات والأمراض، ومن الممكن تفادي هذه الآفات باتباع العديد من الأمور، منها:

  • اختيار النباتات التي نادراً ما تتعرض لهجوم من قبل الحشرات.
  • العناية بالشجرة وصيانتها باستمرار، والحفاظ على معدلات نموها، فالنباتات الصحية أقل عرضة لهجوم الحشرات.
  • متابعة النباتات ومراقبتها بشكل مستمر خصوصاً خلال موسم النمو؛ للكشف عن مهاجمة الحشرات له في وقت مبكر، الأمر الذي يساعد على حل المشكلة قبل تفاقمها.
  • التشخيص السليم والصحيح لمشلكة الآفات التي تعاني منها النباتات، والذي يقوم على دراسة متأنية للنبات والبيئة المحيطة بها من خلال ملاحظة الأعراض التي تظهر على النباتات.

 

استخدام تعديل الجينات في نباتات الزينة

يلجأ العلماء لتعديل جينات النباتات لتحسين خصائصها وتطويرها، وهناك العديد من الجهود المبذولة أيضاً في مجال تعديل جينات نباتات الزينة وبالأخص أزهار الزينة، وإن لم يكن بمقدار الجهد المبذول لتعديل غيره من النباتات، ويقدّم التعديل الجيني حلولاً لكافة المصاعب التي واجهت عمليات التطور الجيني التي اتبعها العلماء قبلاً، كالتهجين وإحداث الطفرات، وهي عمليات معقدة وطويلة، وفي بعض الأحيان مستحيلة، خاصة إذا ما كان النبات غير مثمر كزهرة الأوركيدا، كما تقلل التقنيات الحيوية الحديثة من الفترة التي يستغرقها النبات من أجل تطور صنفه، وقد استطاع العلماء باستخدام التعديل الجيني تطوير العديد من خصائص نبات الزينة، كلون الأزهار، وعطرها، وشكلها، ووقت الإزهار، والبناء الهندسي للنبات، وفترة حياتها بعد حصادها أو قطفها، وغيرها، وقد نجح العلماء في تعديل جينات ما لا يقل عن 50 نوعاً من نباتات الزينة، وتُعدّ تقنية الأجرعية (بالإنجليزية: Agrobacterium) من أكثر التقنيات المشهورة في مجال التعديل الجيني، ومن أهمّ نباتات الزينة التي نجح العلماء في تعديلها جينياً:

  • القرنفل: يُعدّ نبات القرنفل (بالإنجليزية: Carnation) من أهمّ النباتات التي تمّ تسويقها تجارياً على نطاق واسع في الولايات المتحدة الأمريكية، وأستراليا، والاتحاد الأوروبي، واليابان منذ أواخر تسعينات القرن العشرين، وكولومبيا في بداية القرن الواحد والعشرين، وهناك أربعة أنواع تمّ تطويرها وضمها إلى عائلة القرنفل، وهي بعدة ألوان: اللون اللافندري، واللون البنفسجي، واللون البنفسجي الفاتح، واللون البنفسجي الغامق.
  • الأقحوان: يُعدّ نبات الأقحوان (بالإنجليزية: Chrysanthemum) من أهمّ نباتات الزينة حول العالم، وقد تمّ استخدام تقنية تطوير جزيئات النبات لتطوير العديد من خصائص نبات الأقحوان، كخاصية مقاومة الحشرات، وتغيّر لون الأزهار، ومقاومة الإجهاد اللاأحيائي، والتحكم بعملية التلقيح، وتغيير الهيكل الهندسي للنبات.
  • الورود: تُعدّ الورود (بالإنجليزية: Roses) الزرقاء من أكثر أنواع الورود المعدلة جينياً انتشاراً، وتحتوي على ثلاث جينات معدلة، وتطور الأبحاث العديد من الصفات، كتخصيص اللون الأزرق؛ لأنّ الورود الناتجة أقرب إلى لون اللافندر منها إلى الأزرق، كما تطوّر الأبحاث أيضاً ميزة الرائحة للوردة، حيث إنّ معظم الورود التي تطورت من ورود الشاي الهجينة فقدت رائحتها خلال عمليات الاختيار؛ لأنّ الأبحاث كانت تركز على شكل الوردة، وفترة حياتها.
  • البيتونيا: من أهمّ التعديلات الجينية التي أُدخلت على أزهار البيتونيا (بالإنجليزية: Petunia) كان تغيير لونها في جامعة بكين، والآن يركز علم الجينات في ألمانيا على تحسين مقاومة النبات للإجهاد اللاأحيائي، وبالتحديد تحمل الصقيع.

 

فوائد نباتات الزينة

لنباتات الزينة عدد من الفوائد في مجالات شتى، من أهمّ هذه المجالات:

الاقتصاد

  • تقليل التكاليف المتعلقة بالطاقة كتلك المُستخدَمة في التدفئة والتبريد.
  • تحسين خصائص الممتلكات السكنية والتجارية.
  • تعزيز جمال المباني والمجتمعات، بحيث تساهم نباتات الزينة في رفع مستوى جمال المدن، وتحسين خصوصية الأفراد والمجتمعات.
  • المساهمة في خفض التكاليف المتعلقة بالصيانة.
  • المساهمة في تعزيز الاقتصاد ورفده من خلال إيجاد الحدائق والمرافق الرياضية.

 

البيئة

  • تحسين درجة حرارة المدن المفرطة.
  • إنتاج الأكسجين.
  • تطوير طرق لإدارة المياه من خلال السيطرة على الفيضانات، ومكافحة التآكل.
  • التقليل من آثار الطقس من خلال مصدرات الرياح.
  • التقليل من التلوث الصوتي.
  • جذب الحيوانات البرية والطيور.
  • استهلاك الكربون وتخفيف التلوث من خلال:
    • تحسين نوعية وجودة الهواء في الداخل والخارج.
    • إزالة الملوثات من التربة.
    • تحسين نوعية المياه.
    • معالجة مياه الصرف الصحي.

 

نمط الحياة

  • تقليل التوتر وتحسين الإنتاجية.
  • تقديم آثار تبعث على الراحة، والتقليل من تلك التي تثير القلق.
  • تسريع فترة النقاهة.
  • تطوير الجانب العقلي والجسدي والروحي من خلال وضعها في مراكز الرعاية طويلة الأمد وفي السجون.
  • تحسين صحة الإنسان.
  • زيادة مستوى الرفاهية والرضا عن الحياة من خلال تعزيز المشاعر الإيجابية، وتطوير نوعية ومستوى الحياة في المدن الحضارية، وخلق الاعتزاز والانتماء للمدن.
  • التقليل من العنف.
  • خلق مساحات للاستجمام.
  • تشجيع أسلوب حياة صحي.
السابق
أعشاب لها فوائد طبية
التالي
ما هي فوائد الحبة الحلوة