حكام الكويت

صباح الأول بن جابر الصباح

الشيخ صباح بن جابر الصباح

(توفي في عام 1762)، أول حاكم للكويت. اختلف المؤرخون على تاريخ بداية حكمه، وقد ذكر حسين الشيخ خزعل في كتابه «تاريخ الكويت السياسي» أنه في سنة 1129 هـ الموافق لعام 1716 تحالف ثلاثة من أهم زعماء القبائل التي سكنت الكويت وهم صباح بن جابر بن سلمان بن أحمد وخليفة بن محمد وجابر بن رحمة العتبي رئيس الجلاهمة على أن يتولى صباح الرئاسة وشؤون الحكم وأن يتشاور معهم، ويتولى خليفة شؤون المال والتجارة ويتولى جابر شؤون العمل في البحر وتقسم جميع الأرباح بينهم بالتساوي. إلا أن أبوحاكمة ذكر أن سليمان بن محمد آل حميد هو أول حاكم للكويت استنادًا إلى واردن في مقالته عن العتوب التي دونها سنة 1817، وأن صباح بن جابر لم يحكم الكويت إلا بعد وفاة سليمان سنة 1752م حسب الطريقة العشائرية. ولم يكن لصباح شهرة كبيرة قبل تسلمه شؤون المدينة، فوالده جابر مثلا لم يرد له ذكر في الروايات المعاصرة، وكذلك إسم صباح لم يرد في مذكرات الرحالة الأوروبيون الذين مروا بالمنطقة في وقت قريب من حكمه للكويت، على الرغم من أنهم أشاروا إلى الكويت واوضحوا بأنها تُحكم من قبل شيخ عربي.

 

أهم الأحداث في عهده

بعد أن تمكن العتوب من تعيين صباح بن جابر حاكما لهم، حاول أن يثبت مركزه بأن ذهب إلى والي بغداد العثماني سنة 1717 لكي يوضح لهم بأنهم فقراء نزحوا في طلب العيش ولا يبغون ضرًا بأحد، فنجح في ذلك. ولما شعر أمير الإحساء سعدون بن غرير بما يقوم به حاكم الكويت أرسل إليه طالبًا المفاوضة معه، فأرسل إبنه عبد الله، فتم الاتفاق على: اعتراف أمير الحسا بحكم الشيخ صباح على الكويت، وأن لا تنضم الكويت إلى خصومه وأن تنفذ جميع أوامره وأوامر من سيأتي بعده. وفي رواية واردن وأبوحاكمة بأن الكويت والعتوب كانوا تحت حكم سليمان بن محمد آل حميد وأن العتوب لم يتفقوا لتولية صباح بن جابر إلا بعد وفاة الأمير سليمان بن محمد واندلاع الخلافات الأسرية داخل بيت الحكم، وكذلك ظهور الخطر الوهابي القادم من نجد إلى شرقي الجزيرة العربية.

إقرأ أيضا:جابر الأحمد الصباح

وأنشئ في عهده السور الأول للكويت سنة 1174 هـ / 1760.

وفي سنة 1769 قام الشاه كريم خان زند بالتعاون مع البريطانيين بفرض حصار على بندر ريق بغرض الاستيلاء عليها، مما اضطر حاكمها الشيخ مهنا بن ناصر الزعابي إلى الهرب واللجوء إلى الكويت ثم واصل سفره تجاه البصرة.

 

العلاقة مع البارون كنيبهاوزن

لا يعرف الكثير عن حكم الشيخ صباح الأول سوى أنه سافر إلى جزيرة خرج مقر شركة الهند الشرقية الهولندية للتفاوض مع مديرها المدعو البارون كنيبهاوزن، ولكن لم يوفق لما أراد. وقد ذكر أبو حاكمة الواقعة كاملة نقلا عن كتاب رحلات الدكتور آيفز الذي كان ورفاقه في ضيافة البارون كنيبهاوزن في شهر مارس سنة 1758، فرغبوا بمعرفة أسرع الطرق إلى حلب، فأشار عليهم البارون بأن يركبوا قارب فلوكة إلى الكويت، ومن هناك يستطيعون السفر بسرعة مع القوافل المتجهة إلى حلب. وقال البارون بأن شيخ الكويت صديق عزيز عليه. فأرسل إلى الشيخ ليأتي إليه، فقدم يوم 14 إبريل. فجرت مفاوضات بينهما حول المبلغ الذي سيتقاضاه الشيخ من المسافرين الإنجليز مقابل إيصالهم سالمين إلى حلب، فحدد الشيخ مبلغ ألفي قرش، ولكن البارون رأى أن لايزيد المبلغ عن ألف أو ألف ومئة، فأخفقت المفاوضات، فركب المسافرون البحر إلى البصرة. وقبل مغادرته مجلس البارون قال الشيخ للبارون وهو غاضب:«قل بالله عليك ما العلاقة التي تربطك بهؤلاء المسافرين، لقد ساد الود علاقاتنا منذ أمد طويل، ولم أكن أتوقع أن تحابي غرباء على حسابي». والواقع أن علاقة الشيخ مع البارون كانت على أسس المنفعة المشتركة، فكليهما كانا يستفيدان من نقل البضائع عبر الصحراء على الجمال لتجنب المرور بالبصرة، حيث كان متسلمها يفرض المكوس على البضائع المارة بمدينته. والمعلوم أن البارون قد خرج من البصرة مطرودًا بسبب خلاف بينه وبين ذلك المتسلم، وقد استفاد شيخ الكويت من ذلك الخلاف بسبب تحول الكثير من السفن الهولندية إلى الكويت لتفريغ شحناتها من البضائع فيها وليس في البصرة، حيث تنقل تلك البضائع إلى الشام وأوروبا.

إقرأ أيضا:مشعل الأحمد الجابر الصباح

 

وفاته

اختلفت الروايات حول سنة وفاته. فذكر عبد العزيز الرشيد أنه توفي سنة 1776 ، في حين ذكر عثمان بن سند أن ابنه الشيخ عبد الله بن صباح كان يحكم الكويت قبل سنة 1774 ببضع سنين، وأنه -أي عبد الله بن صباح- اشترك مع خليفة بن محمد في تعمير الزبارة سنة 1180هـ / 1766. وقيل أنه توفي سنة 1176هـ/1762م.

 

أبنائه

أبناؤه الذكور: وهم: سلمان ومحمد ومبارك ومالك والشيخ عبد الله (حاكم الكويت الثاني).

السابق
كيف أتحكم في أعصابي
التالي
عبد الله بن صباح بن جابر الصباح